دعتني «سلوى» لجاهة خطبتها، وعتدما حاولتُ الاعتذار ،باعتباري» غريب» عن البلد، وعن طرفيْ الجاهة،أصرّت ،والحّت الحاحا.
كانت « سلوى» زميلتي في الجامعة ،بل وزميلتي في نفس» القسم» او ما يسمى في مصر ال» سكشن». والاهم من ذلك كله ، اننا كنا نسكن في نفس العمارة، هي في «الدور الاول» وانا في « الدور الرابع».
كانت مشكلتي أنني كائن « لا اجيد التعامل مع هكذا مناسبات». رغم ان الانسان» حيوان اجتماعي». لكن لكل قاعدة» اختلاف» ولا اقول» شذوذ» حتى لا يذهب تفكير بعضكم لبعيد.
اصرّت» سوسو» كما كنا نُطلق عليها،وكان ل» سلوى» معاملة خاصة، فقد كانت تعاني من مرض «نادر» لا يصيب الا واحدا من بين مئة الف كائن. وكانت» سوسو» هي الكائن الوحيد.
وبعد ان وافقتُ، واجهتُ مشكلة أكثر أهمية ،وهي توفر « بدلة» كي ارتديها بالمناسبة السعيدة.
كنتُ طالبا جامعيا في السنة الثالثة، ولم يكن العبد الفقير يملك «أية بدلة» على الاطلاق. بعكس زميلي « ابو الزّوز» وهو من بلد عربي شقيق، ولا اود ان اذكر اسمه، فربما اصبح الان «وزيرا» او « مسؤولا كبيرا».
عرض عليّ « ابو الزّوز» مشكورا ، بدلته كي احل مشكلتي،وبشرط ان استعملها « لمرّة واحدة.. فقط».!
لكن الكارثة الاكبر كانت حين اكتشفتُ ان «ابو الزّوز» أقصر مني. ورغم ان طولي لا يتجاوز 170 سنتمترا،الاّ انني كنتُ حين اقف الى جانبه ابدو «عملاقا».
جرّبتُ قبل موعد الحفلة بساعتين، اجراء» بروفة»، وكنتُ في كل مرّة « أغرق في الضحك، خاصة حين كنتُ المح ساقيّ مكشوفتيْن في المنطقة الفاصلة بين الحذاء والبنطلون.
اقتربتْ ساعة الحفل. وكان اقتراح « ابو الزّوز» ان اجلس بطريقة معينة، واخفي بيديّ تلك المسافة الفاصلة بين الحذاء والبنطلون. وكان اهم شرط ان اعود بالبدلة كما استعرتُها ودونما « نقصان». (وهي مش ناقصة) اصلا!
ذهبت،وللدقة، هبطتُ الى المكان، واستقبلني اهل العروس وكنتُ اعرف شقيق «سلوى» وكان كاتبا «يساريا». وجلستُ بين كائنات لا أعرف ايّا منهم على الاطلاق. وكان ثمّة كائنات على الطرف الآخر، تبادلتُ معهم الابتسامات،وكان كل همّي،المسافة الفاصلة بين ساقيّ والبنطلون.
كل طرف من اهل العروسين كان يعتقد انني من الطرف الآخر. وهذا ما سهّل مهمّتي التي انتهت « على خير»، باستثناء،مسألة وحيدة، سببت لي الإحراج، عندما قمتُ واكتشفتُ ان بنطلون البدلة وصل الى رُكبتي..فاطلقتُ ضحكة قبل ان اطلق لساقيّ الريح ويا «للكسوف والخسوف»!!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو