الفوضى التي عشناها الأسبوع الحالي بالنسبة لتوقعات الطقس هي بالتأكيد فوضى غير مسبوقة والسبب أن هناك أكثر من جهة تطلق توقعاتها بل إن هذه الجهات أصبحت تزاود على بعضها البعض، فجهة تقول، إن الثلج سيغطي معظم مناطق المملكة وجهة ثانية تقول، إن الزخات الثلجية لن تتراكم بل ستذوب بعد سقوطها بفترة وجيزة وجهة ثالثة تصر على أن الثلج سوف يتراكم على المرتفعات التي يزيد ارتفاعها عن سبعمائة متر وهكذا أصبح المواطنون ضائعين بين هذه الجهات الثلاث؛ ما دفع العديد منهم إلى الهجوم على الأفران والمتاجر للتزود بالمؤونة خوفا من العاصفة الثلجية أو كما سمتها بعض مواقع الطقس الخاصة أم العواصف .
ها هي العاصفة الثلجية مرت وتكاد تنتهي ولم نشهد تراكما للثلوج باستثناء بعض مناطق عجلون والشوبك وهو ليس تراكما كبيرا وكان الناس يمارسون حياتهم العادية والموظفون يعملون في الوزارات والدوائر الحكومية والمؤسسات العامة ومؤسسات وشركات القطاع الخاص وظلت الحياة تسير بوتيرتها الإعتيادية كما كانت تسير كل سنة أيام المطر فلا تعطيل للدوائر ولا نقص في المواد الغذائية وكل يعمل في مجاله بشكل عادي جدا .
المفروض أن دائرة الأرصاد الجوية هي التي يجب أن تكون المرجعية سواء للحكومة أو للمواطنين وأي موقع آخر يجب أن لا نعترف به أبدا لكن المشكلة لا يوجد لدينا قانون أو نظام يمنع المواقع الخاصة بالطقس من إعلان نشراتها الجوية وتوقعاتها للطقس والأهم من هذا وذاك أن هذه المواقع بنت علاقات وثيقة مع محطات تلفزيونية معروفة ولديها نسبة مشاهدة عالية وصارت تبث توقعاتها من خلالها وهذه التوقعات يمكن أن تكون صدقت في بعض الأوقات العادية لذلك فإن هناك نسبة كبيرة من المواطنين يثقون بتوقعاتها أكثر من ثقتهم بالأرصاد الجوية الرسمية .
أما أرصادنا الجوية -وهنا نريد أن نتحدث بصراحة- فقد كانت توقعاتها في بعض السنوات غير دقيقة ونحن نذكر جيدا كيف أن أحد مدراء هذه الدائرة قبل سنوات عديدة أعلن أن الثلج سيتساقط بعد يومين لكن الثلج لم يتساقط لكنه أصر بأن الثلج سيتساقط بالرغم من عدم وجود مؤشرات على ذلك حتى للإنسان العادي فما كان من رئيس الحكومة إلا أن أعفاه من منصبه .
نشرة الأحوال الجوية نشرة مهمة جدا سواء للمواطنين أو للطائرات وهذه النشرة يجب أن تكون دقيقة أو قريبة من الواقع وفي أوروبا عندما تعلن الأرصاد الجوية أن المطر سيتساقط الساعة الثالثة عصرا فهي لا تخطئ إلا نادرا والمواطنون في أوروبا يعتمدون اعتمادا كليا على النشرات الجوية ويبرمجون أنفسهم على توقعات هذه النشرات.
فوضى الرصد الجوي يجب أن تنتهي ويجب أن تكون لدينا مرجعية واحدة للتنبؤات الجوية وهذه المرجعية يجب أن تحاسب عندما لا تكون تنبؤاتها صحيحة أو غير قريبة للواقع، أما أن نتعامل مع بضع جهات وكل جهة تعلن تنبؤاتها الجوية كما تريد فهذه فوضى تربك الناس وتربك الاقتصاد وتربك كل شيء .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو