السبت 2024-12-14 11:42 ص
 

في وداع عزيز العراق

09:47 م

الوكيل - كان طارق عزيز يمثل وجه العراق الحضاري في العلاقة مع العالم، حتى في أحلك الظروف السياسية التي واجهها العراق، وظل قادراً على تقديم خطابه القومي العروبي المنفتح، بسبب ثقافته الواسعة ووعيه العميق والتصاقه بمنظومة المبادئ التي آمن بها منذ شبابه المبكر، ولذلك فإنه قدم نموذجاً مختلفاً للدبلوماسية العربية، التي ظلت ترفض التبعية، مقدماً في جميع الحالات مصلحة العراق والأمة على كل المصالح.اضافة اعلان


في سنوات قيادته للدبلوماسية العراقية نجح طارق عزيز في فضح الأطماع الصفوية الفارسية، ونجح في فضح العدوان الأميركي الأطلسي الصهيوني على العراق، وظلت قامته عالية مثل نخل بلاده، ومن أجل هذا تم أسره وتعذيبه واغتياله في السجن، ثم اختطاف جثمانه من قبل المليشيات الصفوية الفارسية، المليشيات الظلامية المعبأة بالحقد والكراهية على كل ما يتصل بالأمة ومشروعها.

من يعرفون طارق عزيز يعرفون أنه كان يمثل النبض الحقيقي للأمة، ويعرفون أنه كان قادراً على تشخيص معسكر الأعداء بدقة، وظل قادراً على مواجهة كل الأعداء متسلحاً بالعنفوان، لكن الذين كانوا يخافون منه حياً، ظلوا يخافون منه أسيراً، وها هم الآن يخافون منه ميتاً، ويعرف القاصي والداني أن الأذرع الصفوية الفارسية ومليشياتها المجرمة هي من تقف وراء عملية اختطاف الجثمان، في صورة قبيحة من الحقد والكراهية والثأر الطائفي.

قبل اغتيال طارق عزيز واختطاف جثمانه، قامت هذه المليشيات نفسها، التي تقف وراءها ايران بكل ثقلها، باغتيال أكثر من مائة وسبعين ألفاً من رفاق طارق عزيز، في مقدمتهم الرئيس صدام حسين، وهي التي تتحمل المسؤولية الجرمية عن اغتيال مئات الآلاف من المواطنين العراقيين منذ الاحتلال عام 2003 وحتى الآن، في ظل صمت وتواطؤ عربي ودولي.

اختطاف جثمان طارق عزيز فضيحة مدوية في وجه المجتمع الدولي، وفي وجه من تبقى من أحرار العرب والعالم، وتؤكد في الوقت نفسه أن الكبار يظلون كباراً حتى في نعوشهم، وطارق عزيز واحد من الكبار الذين تعتز الأمة بهم.

هشام عودة


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة