قراءة في نتائج الانتخابات ..

 الوكيل - كتب مجدي الباطية - يرى مراقبون تشابهاً في مخرجات مجلس النواب الثامن عشر مع مخرجات مجلس النواب الحادي عشر عام 1989 ، وذلك من حيث عدم العبث او التدخل الحكومي في نتائجه.اضافة اعلان


ويدلل مراقبون على كلامهم ان الحكومة لم يكن لها اية ظهور خلال العملية الانتخابية ، وان الامر اقتصر على الهيئة المستقلة للانتخاب ، وعدم توجيه الاتهام لاية جهة ما بالتدخل في نتائج الانتخابات كانت متهمة دوماً من قبل الشعب بالعبث في صناديق الاقتراع.

ومن الملاحظ في هذا الصدد ان الاحزاب السياسية وخاصة الاخوان المسلمين لم تشكك بالتزوير في نتائج الانتخابات للمرة الاولى ، ولم تشيد ايضاً ، وهذا طبع الاخوان .

وتظهر نتائج الانتخابات ظهور قوى وتيارات حزبية داخل المجلس القادم ، ففي بعض الدوائر مثل عمان الثالثة هناك 90 % من قوى وتيارات سياسية تحمل اراء سياسية ، يمكن ان ينطلق من خلالها نواة داخل القبة تستطيع التدخل في قرارات مفصلية في المجلس .

ومن القرارات المفصلية التي تستطيع هذه القوى الحسم فيها التدخل في رئاسة مجلس النواب ، وتسمية الفريق الحكومي ، والثقة في رئيس الحكومة ، والتدخل بالكثير من القرارات المفصلية التي تطرح تحت القبة .

وكما تستطيع هذه التيارات ان تحصل على ثقل نيابي اكبر مستقبلاً عبر استقطاب اعضاء من كتل اخرى ونواب مستقلين تستطيع اقناعهم في برامجها في المجلس ، وبالتالي تكوين كتل قوية تحت القبة يكون لها ثقلها في تشكيل لجان ورئاسة المجلس والحسم في قراراته .

ويتفق جميع المراقبين ان الشارع استطاع عبر مخرجات المجلس الثامن عشر افراز نواب جدد بعيدين عن الوجوه المعتادة التي ظهرت اكثر من مرة في مجالس سابقة ، والتي اصبحت غير مقبولة على المستوى الشعبي ،بسبب مواقفها السابقة .

فيما ظهرت وجوه جديدة في المجلس الحالي تلقى قبولاً في الشارع الاردني ، واخرى محسوبة على المعارضة ، خاصة ان قوائم التحالف الوطني للاصلاح التي تشكلت من اعضاء في حزب جبهة العمل الاسلامي وشخصيات مستقلة تحالفت معهم استطاعت الحصول على 15 مقعداً تحت القبة ، بالاضافة الى تيارات اليسارية والقومية .

ونستطيع في النهاية التأكيد ان الشارع الاردني وتقارير المراقبين الدوليين والمحليين والصحفيين اكدت نزاهة الانتخابات ، وشفافية عمل الهيئة المستقلة للانتخاب في مختلف مراحل العملية الديمقراطية في عمليتي الاقتراع والفرز.