حين نتابع خطة السيدة ميركل لاستيعاب اللاجئين الشرق اوسطيين حتى عام 2020، فإن الذي نفهمه ان المستشارة الالمانية تعتقد ان الحرب الاهلية في المنطقة ستستمر خمس سنوات اخرى، او انها تعتقد ان المانيا قادرة على لملمة اللاجئين السوريين، مثلا، من الاردن ولبنان وتركيا والعراق، وايوائهم في المانيا واوروبا.
اما المفوض الاوروبي فإنه يتحدث عن خطة توزيع 180 الف لاجئ على المجموعة، واقترح ان تكون حصة المانيا 26% منهم، وفرنسا 20%، وان تقبل بريطانيا 17 الفا، فامامنا في يوم واحد ثلاثة ارقام:
- الرقم الاول 800 تخطط له ميركل
- 180 يريد المفوض الاوروبي توزيعه والرقم البالغ 8ر4 ملايين سوري، ولعل هذا هو همّ الاوروبيين الان.
- ويبدو انه ليس هناك رقما محددا، ففي ايطاليا الان آلاف يريدون الانتقال منها الى الشمال وهؤلاء جاءوا عن طريق المتوسط من نقاط انطلاق ليبية.
أما مداهمة الممرات الجديدة من تركيا الى اليونان الى المجر والنمسا، فهذا هو الجديد المفاجئ، وهي مداهمة اخطر من مداهمة الشواطئ الايطالية، وقد سمعنا من رئيس وزراء المجر كلاماً سخيفاً عن خطر اللاجئين على التركيبة المسيحية لبلاده لكنه ينسى مئات الآلاف الذين غادروا بلاده عام 1956 حين اجتاحتها دبابات الجيش الاحمر، واخضعتها مرة اخرى للنظام الشيوعي ولحلف وارسو.
وحين نتحدث عن لاجئي المنطقة ينسى الجميع اللاجئين الفلسطينيين، وذلك بمناسبة لجوء سكان مخيم اليرموك الى لبنان والاردن، وقد استغل الرئيس محمود عباس الفرصة ليطالب بايواء هؤلاء الفلسطينيين في بلدهم فلسطين، وفي الضفة الغربية، دون المطالبة بعودتهم الى مدنهم وقراهم التي لم تعد قائمة عملياً.
إن قضية اللاجئين السوريين بشكل خاص، تختلط بالصراعات الدولية والاقليمية في المنطقة ولهذا يتم التلاعب بالارقام، وخطط الاستيعاب، وممرات هذا التشرد البشري المريع.
فالاسد ما يزال يناور ليكسب ولو يوماً واحداً لحكمه، مع أن وجود الدولة لا يمتد الى اكثر من جزر لا تتجاوز مساحتها 20% من مساحة سوريا، وهو يراهن على منطق روسي له حساباته بان نظامة هو القادر على وقف الارهاب، وردعه، والاحتفاظ لسوريا بوحدة شعبها وارضها، ومثل هذه القناعة سخيفة، وخاصة اذا اختلطت بالكلام عن وجود قوة قتالية روسية وصلت ميناء اللاذقية، وهذا كلام هو الاخر لا يدخل العقل السياسي السوي، فروسيا غير مهتمة للدخول في حرب من اجل عيون الاسد.
قصة اللجوء، لم تعد قصة انسانية، فالمستشار الاسبق شرودر يضع الالمان امام الحقيقة: فاللاجئ هو مكسب اقتصادي لالمانيا.. في زمن مجتمع العجائز.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو