الخميس 2024-12-12 04:56 ص
 

قواعد الحياة

01:21 م

تجد الناس في حياتهم مختلفين في نظرتهم إليها فمنهم من يعيشها فلتاً كما هي، لا يرى كيف دخل منها، وكيف يخرج منها، وماذا فعل فيها! ومنهم من يعقدها حتى تحس بثقل وجوده فيها فيُعدم مُتعتها،ويُذهب بريقها، وأما الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فيضع لك ثلاث قواعد كفيلة بمتعة عيشك ونجاة آخرتك واعتدال تعاملك فيقول وهو الذي لا ينطق عن الهوى : قال لي جبريل : يا محمد، عِش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من أحببت فإنك مفارقهُ، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه).اضافة اعلان

أما القاعد الأولى: فلا خلود في الدنيا! فالرحيل أمر محتوم وإذا كان الرحيل محتوماً، فالوقوف بين يدي الله تعالى محتوم! فماذا ستقول؟! وماذا ستجيب؟! إذا سألك عن كل صغيرة وكبيرة! إذا سألك عن الظلم والتقصير والتبذير والتضييع. إذا سألك عمن حولك أو هل سيجنبك أن تقول هم قالوا لي افعل كذا وكذا!!
وهل سيجنبك أن تقول لم أعلم! عش ما شئت عمراً فلن تبلغ سني نوح عليه السلام ثم فارقها!
فماذا أنت ملاق بعد فراقك! اسأل نفسك ثم أجب! ولا تجامل نفسك ولا تكذب عليها!
القاعدة الثانية: فاختر أن تحب ما تشاء ومن تشاء ثم تكون الفرقة لا محالة، أحببت زوجة أو ولداً، أحببت منصباً أو جاهاً، أحببت كرسياً أو وظيفة، أحببت متعة أو لذة. أحبب ما تشاء ، واجعل قلبك معلقاً بما يشاء، لكن احذر وتنبه أن المرء يُحشر يوم القيامة مع من أحب!!
فستأتي يوم القيامة إلى جوار من أحببت في دنياك، فإن كان ما أحببته في الدنيا يشرفك عند الله، ويزيد قدرك ومكانتك ويعلي شأنك فتمسك به! وإن كانت الأخرى فأفرغ قلبك منه، أحبب من شئت .. ومنهم من يحب شيئاً فيتنازل ويبيع آخرته وسمعته وقيمه وقيمته للحصول عليه، وكأنه خالد مخلد معه أو فيه، ولا يذكر أنه سيفارقه يوماً ثم يكون الحساب بعد ذك.
وأما القاعدة الثالثة: فالحساب على العمل . اعمل ما شئت حلالاً أو حراماً.. اعمل ما شئت صلاحاً أو فساداً،أهمل ما شئت خيراً أو شراً فالنتيجة هي المحاسبة على العمل. خذ من الربا ما شئت، وتأنق ما شئت وأطلق العنان للسانك ما شئت. وتسلق على ظهور الناس ما شئت.. فأنت ملاقيه، وبالمقابل تصدق ما شئت ، وصم ما شئت، وأحسن للناس ما شئت، وبّر والديك ما شئت، وانفع جيرانك بما شئت فأنت ملاقيه.
إنها قواعد الحياة يصفها لك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتأملها بعيون قلبك قبل عيون رأسك. فهي الكفيلة لك بالاستقامة والاتزان.
قواعد كفيلة عند تدبرها أن لا تبقي ظلماً ولا نفاقاً ولا وصولية، ولا ثراء غير مشروع ولا رشوة ولا محسوبية ولا تجاوزا، كلها مظاهر عج المجتمع بها وشكونا منها والسبب في ذلك غياب .. قواعد الحياة.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة