الخميس 2024-12-12 03:44 ص
 

قيمنا وأخلاقنا ..

02:36 م

أحيانا وحين يتم الإعلان عن أرقام (المدمنين) في الأردن وعبر الإعلام يضمن التقرير عبارة تفيد :- أن الإدمان شيء طارئ وليس من أخلاقنا وشيمنا، وحين ينقل الإعلام خبر مشاجرة في جامعة أردنية وإصابة مجموعة من الطلاب في المشاجرة...يؤكد رئيس الجامعة التي حدثت فيها المشاجرة أن هذا الأمر طارئ وهو ليس من شيم وعادات الشعب الأردني.اضافة اعلان

حتى في البرنامج التلفزيوني (دليل المستهلك) وحين يقوم المذيع بجولة مع المفتشين في أمانة عمان ويتم اكتشاف كميات من اللحم التالف في ملحمة ما ويتخذ المفتش قرارا بإقفال الملحمة ينهي المذيع تقريره بالقول :- علما بأن هذه الظاهرة لا تمثل قيمنا وشيمنا وأخلاقنا الإسلامية الحميدة.
في المباريات التي تندلع على استاذ عمان الدولي وحين يحتج أحد اللاعبين على قرار تحكيمي متعلق بإعطاء ضربة جزاء دون وجه حق، ويضطر الأمر الحكم لمنحه بطاقة حمراء يقوم اللاعب بصفع الحكم على وجهه..وتندلع مشاجرة داخل الملعب..بالطبع يكون رأي المعلق الرياضي في هذه اللحظة هو :- إن هذه الظاهرة لا تمثل أخلاق أنديتنا ولا تمت للروح الرياضية التي عهدناها عن الكرة الأردنية بصلة.
وحين تندلع هوشة داخل مجلس النواب ويتم استعمال المكتات و(كاسات) الشاي وأحيانا الملفات وربما ما هو أبعد من ذلك..يؤكد رئيس المجلس بعد رفعه الجلسة وترتيب (صلحة) عابرة للمتشاجرين..أن هذا الأمر ليس من صلب الروح البرلمانية الأردنية المتصالحة وهو أمر طارئ ولا يمثل عاداتنا وشيمنا.
وحين يكون أحدهم ثملا في عرس ما ويطلق صليات نارية، بالتزامن مع زغرودة أم العريس وترتد هذه الصليات على شاب عابر في الشارع وتقتله،ينقل المكتب الإعلامي الخبر ويبث برنامج(العين الساهرة) تقريرا مطولا عن إطلاق النار في الأعراس، وبعد ذلك يختم المذيع التقرير وبالضرورة أن يكون الزميل وصفي العتوم...قائلا :- أن هذا الأمر يعتبر حدثا طارئا ولا يمثل شيم وأخلاق الأردنيين الملتزمة بالقوانين والتي تحترم النفس البشرية وتصونها...
وأحيانا حين يقوم رجل بضرب زوجته (بهراوة) ضخمة ويتسبب لها بإعاقة وتقوم دائرة حماية الأسرة باعتقاله، وعبر ورشة عمل يقدم مدير الدائرة الحالات التي تعاملوا معها خلال العام المنصرم ويعرض مجموعة من النماذج ومنهم هذه السيدة التي أصيبت بعاهة دائمة..يؤكد عطوفة المدير بعد إنتهاء الجلسة، أن هذا الامر مشين وهو لا يعبر عن قيمنا وعاداتنا وموروثنا الإجتماعي الذي يدعو إلى صون كرامة الانثى وحمايتها واحترامها.
بعد كل حدث أو مشكلة أو كارثة أو حتى فاجعة...غالبا ما يقول أحدهم عبر الإعلام أن هذا الأمر لا يمثل شيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وأخلاقنا العربية.....أود أن اسأل هنا إذا كل هذا لا يمثل قيمنا وعاداتنا وأعرافنا......الخ، إذا ما هو الذي يمثل شيمنا وأخلاقنا وعاداتنا الموروثة ولماذا لا يقوم الإعلام بنقله.

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة