الخميس 2024-12-12 07:48 ص
 

لا تضيعوا الوطن .. فتضيعوا ؟؟

11:51 ص

مصطفى صالح العوامله - حين يكون الصمت أمام العلماء تأدبا ، فإن الصمت يكون أمام الجهلاء حلما ، وبذلك يكون الحديث الى من هم بينهم واجب وضرورة ، فالعلماء المتنورون لا يحتاجون لمن يدلهم على طريق الصواب ليتبعوه ويقودون الناس إليه ، والجهلاء لا ينتفعون بالحوار معهم لجهلهم لمبادئه وضرورته للوصول الى قواسم مشتركة التي تؤدي الى الوصول الى الصواب والمنفعة العامة الحقيقية للجميع ، ولذا وجب الحديث الى من بينهما من الناس وهي القاعدة العريضة من الشعب الذي يكافح العقلاء من أجل تقدمه ورفعته وتحقيق العدالة بين مكوناته بكل مجالاتها بشفافية ونزاهة وحيادية مطلقة ولان العقل النير والمتنور والمنفتح والواعي هو ما يقود الى تحقيق الطموحات والأهداف الوطنية المشتركة، فإنني أسعد بالإدلاء بدلوي ، بمخاطبة عقولكم في هذه الحوارية الموضوعية ، بعيد عن النزق والتنظير والمراوغة والمراوحة في دراسة قضية حصلت وتفاعلت بسرعة خطيرة كادت أن تتفاقم لتؤدي الى كارثة حقيقية في الوطن ، ولانني كنت متروى قبل الخوض بهذا الموضوع ، لأن الأفكار كالثمار بحاجة الى الوقت اللازم للنضج ، وبغية أستجلاء حقيقته ، والوقوف على ملابساتها ، ومن ثم محاولة المشاركة المتواضعة في وضع النقاط على الحروف ، وأظهار الخلفيات والركائز التي تدعم الجهات المختلفة في في هذه القضية ، التي كادت أن تؤدي الى ازمة متفاقمة ، تقود الى صراعات مفتوحة على كل الإتجاهات ونتائج لا تحمد عواقبها ، وتقود الى مجهول لا تعرف سماته وما سيؤدي اليه ( إنها قضية العراك بين بعض الأساتذة المحامين وبطواقم السفارة العراقية الأمنية والدبلوماسية أثناء إقامة إحتفال بذكرى ( ما يسمى المقابر الجماعية ) أثناء قيادة الرئيس الراحل المرحوم صدام حسين للحكم في العراق ، ولكي لا أكون متحيزا لطرف دون أخر ، فإنني ومن خلال قراء تي للمشهد العام ، للوضع العربي برمته منذ بداية حرب افغانستان والسوفيات ومن ثم مع الأمريكان من خلال تحالف دولي واثناءها الثورة الإيرانية مرورا بالكارثة العراقية وانهيار الدولة بكل اركانها به ، الى الثورة التونسية وخلالها اليمنية والليبية والمصرية ، والتي تشكل في مجملها ما يطلق عليه إصطلاحا مستوردا ( الربيع العربي ) الذي تشكل على خلفية النظرية الصهيونية ومبتدعيها والتي أطلق عليها مصطلح ( الفوضى الخلاقة التي ستقود الى شرق أوسط جديد يتم تصنيع القوالب الخاصة به لصب شعوبه بعد انصهارها بهذه القوالب للتتشكل بالشكل المطلوب من قبل صانعيها ، وحسب المقاسات المطلوبة للمرحلة القادمة ، ضمن الأستراتيجة القديمة الحديثة وآليات تنفيذها سواء بأزلامها وعملائها بداخل الوطن العربي ، أو من خلال المبرمجين والمخططين والمدربين من خارجه ، وهم المشرفون المعتمدون لتطبيق الأهداف المطلوبة بدقة متناهية ومتابعة حثيثة وجلد صارم .

اضافة اعلان


ولأن الوقت يمر في مرحلة دقيقة وحساسة على الوطن من حيث موقعه وإمكاناته وسط محيط ملتهب النيران مستعر الأتون بين صراعات على السلطة في مواقع ، وتأمر لحساب الغير في مواقع أخرى ، والعجيب ان من يتصارعون على السلطة للوصول لها ليس لرفعة الشعوب واستقلاها وحريتها وانعتاقها بل تنفيذ مخططات واستراتيجيات وضعت بالخارج للإستمرار بإرتهان الشعوب ونهب مقدراتها لحساب الغير ايضا من جهة وتآمر لحسابات الغير لقاء إستمرار الجثو على صدور الشعوب والأوطان مقابل رهن مقدرات هذه الشعوب وتقديمها على طبق من الفضة والذهب ، وكأن التاريخ يعيد نفسه فقط في هذه البقعة من العالم ، كما كان في دول الطوائف بالانلس ودويلات الشام المتصارعة زمن الحملة الصليبية على فلسطين تحت ( شعار الصليب) شكلا ونجمة داوود فعليا ولأن من يعتمدون نجمة داوود شعار لهم ليسوا فقط المحتلين الذي تم جمعهم من كل اصقاع الأرض وحشوهم في هذه الرقعة الضيقة ( فلسطين ) ولكن هم هناك في مركز صناعة القرار الأممي في نيو يورك التي تسير الشعوب المجمعة من العالم تحت مسمى ( الولايات المتحدة الأمريكية ) اليس بوش من زار قبر جدته في المانيا وها هو ابن حسين اوباما الذي الذي جاء نتاج تزاوج افريقي اوروبي . انهم هناك يخططون لإقامة الدولة الكونية وعاصمتها القدس لمعرفتهم الدقيقة بأن بيت المقدس مركز الكرة الأرضية .


ولإن شطحت بعيدا عن الهدف الذي من أجله شرعت في كتابة هذا الموضوع التحليلي التنويري لهدف محلي بحت ، وهو الإشارة الى أن الوطن العربي وطن واحد وان الشعب العربي شعب واحد وان حركة هذه الشعوب ضمن خارطة هذا الوطن طبيعية دون حروب أو صراعات بين مكوناته في أصل علاقات افرادها ببعضهم البعض ولكن العملاء وأصحاب الأجندات الخارجية المشبوهة هم وحدهم من ينفذون مخططات التقسيم والتشرذم والضياع والمثال على ذلك ما حصل في بداية موضوعي هذا ’ ولأن الشاهد لم يكن بعيد الزمن إذ تم حل الجيش العراقي ابان العزو الأممي على العراق من قبل القيادات التي تبين بيعها للوطن مقابل الكسب المادي وما حصل في مصر عند اختفاء الأمن ورجاله فجأة تمهيد لدخول من يُرغب في دخولهم لسرقة ثورة الجياع ، ولكنني أحمد الله واشكره بأن قيض في هذا البلد عقلاء طوقوا أزمة كادت أن تفجر النزق والغضب المكبوت إذ ان ما حصل ( وانا على قناعة أكيدة ) من قيام أمن السفارة العراقية بالإعتداء على الأساتذة المحترمين كان مدفوع الأجر من دول تضغط بكل ما أوتيت من قوة مال وعمالة لجر الأردن لحرب ليس من شأنه القيام بها ، ومن المؤسف أن هذه الدول تدفع الأموال الطائلة بغية تنفيذ مخططات الأسياد ، مقابل البقاء على كراسي وعروش المتهالكة ، في حين ينخر الجهل والفقر أجزاء كبيرة من نسيجها الديمغرا في بالرغم من الغنى الفاحش بها ، كما تنخر فرسان القيادة بها الفرقة النتاحر والتسابق في الإنقياد للسادة في الغرب وخاصة امريكا .


ولكل ما سبق يبقى الرهان في الأردن في تجنب ابناءه ويلات ما يحدث حوله ، بالإرتكاز على وعيهم وثقافتهم وحسن تدبيرهم واطلاعهم على كل ما يحيط بهذا البلد وما يتأجج حولهم من نيران حارقة ، لأن كل مواطنين الأردنيين لا يعرفون للحقد طريقا على غيرهم من الشعوب العربية ، وخاصة إخوتهم العراقيين الذي التجأوا اليهم وقت الشدة ، كما يعون أنه لا يمكن للقيادة العراقية في بغداد الوقوف خلف كل ما حدث ، بل إن ما حدث هو من عملاء مأجورين ، ارتدوا زي الأمن وتغطوا ببرقع الدبلوماسية في سفارة العراق ، وأن كل ما قاموا لم يكن إلا تنفيذا لمهمة مدفوعة الأجر ، لا يقبل بها شعب العراق ولا قادته وأن الهدف الرئيس منها إيقاف أي تعاون إقتصادي أو سياسي بين الأردن والعراق بعد أن قطعت قيادتا البلدين الشقيقين شوطا في سبيل تحقيقه ، ولذا فأن المنطق والعقل بقتضي بأن تقوم الحكومة العراقية في هذا الظرف الدقيق بتسليم الجناة الى العدالة الأردنية المشهود بنزاهتها لمحاكمتهم واصدار الأحكام المنصفة بحقهم .


إن ما جرى في هذه القضية ، هو كما تم من تفجيرات لأنابيب الغاز المصلري في سيناء ومن بعد دفع المليارات لمصر تحت غطاء تقديم مساعدات لها ، في حين كانت ثمنا للغاز الذي يزود به الأردن وقطعه ، في وقت حرج ودقيق وحساس جراء ثورة جياع الحرية والفقر والبطالة ، وما استتبعها من زلزال سياسي اجتاح أركانها ، ولا زالت تبعاته وارتدادته قائمة ، لم تكن لتستقر به الأمور في ارض الكنانة بعد بل ستجتاح الى ما يزيد على عقد على أقل تقدير لكي تعود الأمور الى طبيعتها فيه وتخرج مصر العرب من تبعاته .


كما أن كل ما هو جار في هذه المنطقة من العالم ما هو إلا أجزاء من مسلسل عديد الحلقات على طريقة المسلسلات التركية يهدف بالنهاية الى تحقيق الوطن البديل في الأردن بدل فلسطين وما قرار مجلس الأمن في القضية الفلسطينية من حق العودة أو التعويض في قضية العرب المركزية إلا ما يصب في هذا النسق وبالتعاون والتنسيق التام مع أزلام السلطة الوارثين للثورة الفلسطينية وهم الذين يحملون العديد من الجنسيات والذين استفادوا من الكيان الصهيوني واثروا على انقاض شعبهم بتعاونهم مع المحتل من خلال تعهدات بناء المستوطنات والجدران العازلة التي مزقت ارض الضفة الغربية وابناءها ومن يتعاون معهم من أزلام التهالك العربي ، بعد أن راح ضحيتها الاف الشباب الفلسطيني والعربي .


فتنبهوا واستفيقوا أيها الاردنيون ولا تضيعوا بلدكم ....... فتضيعون وتذهب ريحكم ، ولن تجدوا مكانا في العالم يمنحكم الإحترام والكرامة والأمن كمثل ما تنعمون به في على ارض وطنكم ، والا تنسوا أو تتناسوا ولو لحظة خاطفة بأننا أسرة واحدة متحابة متألفة ممتدة على كامل مساحة الوطن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ، واننا نحمي الحمى ، ونكرم الضيف ، ونغيث الملهوف ، ونطعم الجائع ، واننا ننصر أخانا ظالما أو مظلوما ، وأن الوطن وأبناءه أغلى ما نملك .


وأن الله عز وجل هو القائل ( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ) صدق الله العظيم .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة