تقول حكاية متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه 'بعد أن انتهى الجزار من سن سكينه وتجهيز كلاليبه، دخل إلى وسط الزريبة، فأدركت الخرفان أن الموت قادم لا محالة، فوقع الاختيار على أحدهم، فأمسك الجزار بقرنيه يسحبه إلى خارج الزريبة، ولكن ذلك الكبش كان فتياً وذا بنية قوية، فتجاهل وصية القطيع التي تقول: حينما يقع عليك اختيار الجزار فلا تقاوم، فهذا لن ينفعك بل سيغضب منك الجزار ويعرض حياتك وحياة أفراد القطيع للخطر.
قال هذا الكبش في نفسه: هذه وصية باطلة فإذا كانت مقاومتي لن تنفعني في هذا الموقف، فلا أعتقد أنها ستضرني وانتفض، وفاجأ الجزار بأنه استطاع الهرب من بين يديه ليدخل في وسط القطيع. فنجح في الإفلات من الموت الذي كان ينتظره، لم يكترث الجزار بما حدث كثيراً، فالزريبة مكتظة بالخراف، فأمسك الجزار بخروف آخر وجره من رجليه وخرج به من الزريبة، وكان الخروف الأخير مسالماً مستسلماً ولم يُبْدِ أي مقاومة إلا صوتاً خافتا يودع فيه بقية القطيع.
وهكذا بقيت الخراف في الزريبة تنتظر الموت واحداً بعد الآخر، بينما كان الكبش الفتي يفكر في طريقة للخروج من زريبة الموت وإخراج بقية القطيع معه، وكانت الخراف تنظر إلى الخروف الشاب وهو ينطح سياج الزريبة الخشبي مندهشة من جرأته وتهوره، ولم يكن ذلك الحاجز الخشبي قوياً بما فيه الكفاية، فقد كان الجزار يعلم أن خرافه أجبن من أن تحاول الهرب، ونجح الكبش بكسر الحاجز، ونادى على بقية رفاقه ليهربوا، ولكنهم كانوا جميعاً يشتمونه ويلعنونه ويرتعدون خوفاً من أن يكتشف الجزار ما حدث، واجتمع القطيع من دون ذلك الخروف الكبش، وتحدثوا مع بعضهم في شأن ما اقترحه عليهم ذلك الكبش من الخروج من الزريبة والنجاة بأنفسهم من سكين الجزار، وجاء القرار النهائي بالإجماع مخيباً! ليس فقط مفاجئاً للكبش الشجاع، بل لوضع القطيع عامة. في صباح اليوم التالي جاء الجزار إلى الزريبة ليكمل عمله، فكانت المفاجأة أن رأى سياج الزريبة مكسورا! ولكن القطيع موجود داخل الزريبة، ولم يهرب منه أحد، ثم كانت المفاجأة الثانية!
حينما رأى في وسط الزريبة خروفاً ميتاً، وكان جسده مثخناً بالجراح، وكأنه تعرض للنطح!
نظرت الخراف باعتزاز وفخر بما فعلته مع ذلك الخروف، والذي حاول أن يفسد علاقة الجزار بالقطيع، ويعرض حياتهم للخطر، وكانت سعادة الجزار أكبر من أن توصف، حتى إنه صار يحدث القطيع بكلمات الإعجاب والثناء: أيها القطيع... كم أفتخر بكم، وكم يزيد احترامي لكم في كل مرة أتعامل معكم.. أيتها الخراف لدي خبر سعيد سيسركم جميعاً، وذلك تقديراً مني لتعاونكم منقطع النظير، أنا وبداية من هذا الصباح، لن أقدم على سحب أي واحد منكم إلى المسلخ بالقوة، كما كنت أفعل من قبل، فقد اكتشفتُ أنني كنت قاسياً عليكم، وذلك يجرح كرامتكم، كل ما عليكم أن تفعلوه يا خرافي الأعزاء أن تنظروا إلى تلك السكين المعلقة على باب المسلخ، فإذا لم تروها معلقة فهذا يعني أنني انتظركم داخل المسلخ فليأت الواحد فيكم بعد الآخر وتجنبوا التزاحم'.
انتهت الحكاية، وفيها ما فيها من عبر واقتباسات كثيرة، وفيها ما فيها من محاكاة لواقع معاش بشكل يومي، في هذا الوطن العربي الكبير، المترامي الأطراف من المحيط إلى الخليج.
انتهت الحكاية، وانتهت معها حكاية خروف قاوم إرادة القوي، حكاية فكر مقاوم، أراد أن يصنع أفقا جديدا، وهدفا جديدا، وأملا جديدا، ورؤية جديدة.
ترى.. هل تنطبق حكاية الخروف المقاوم على واقعنا الهادر اليوم؟ ومن يريد أن يقتل بلا صراخ ولا مقاومة؟ هل ثمة من يرفض المقاومة، والخنوع والاستسلام لأطماع الاستعمار وأفكاره؟! ترى من يريدنا أن نقول لا لمقاومة المحتل، وأن نبقى في انتظار الدور؟!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو