الخميس 2024-12-12 05:02 ص
 

لجنة النزاهة تخيب الآمال

11:22 ص

عبدالعزيز الزطيمة -اعتقد جازما أن سيدنا أمر بتشكيل لجنة النزاهة الوطنية وانتقاء أعضائها لكي يقول للشعب وللمطالبين بمحاربة الفساد والقضاء عليه- وأنا واحد منهم- ها أنا استمع لمطالبكم وها أنا اشد على أيديكم وها أنا اختار الأشخاص الذين هم على الدوام ينادون في خطاباتهم وتصريحاتهم بمحاربة الفساد والقضاء على المحسوبية اضافة اعلان

ولكن يا للأسف مضى على تشكيل لجنة النزاهة ما يقارب التسعة شهور وهي نائمة وفي غفلة من أمرها إلا حينما اجتمعت اللجنة مع سيدنا وطلب من تلك اللجنة الذهاب إلى المحافظات والتحاور مع أبناء المحافظات عن الطرق ووسائل محاربة الفساد وللحقيقة ليتها لم تأتي بل إن أعضاء تلك اللجنة شعروا بقناعة أنفسهم أنهم فوق الشعب بحيث لم تأتي لاجتماع محافظة جرش سوى ثلاثة أفراد من تلك اللجنة واخذوا يقرءون علينا ويخطبون وينظرون بعيدا عن لب الموضوع ألا وهو تفعيل النزاهة في حياة الدولة الأردنية ومؤسساتها والبحث عن كيفية معالجة الخطأ والخلل فيها وفي نظري اعتقد أن لجنة النزاهة خيبت آمال الملك وخذلت الشعب وأصبح وجودها عبارة عن ديكور لا أكثر ولا اقل
فمثلا هل ذهبت تلك اللجنة إلى مرافق ومؤسسات الدولة بلا استثناء لكي تكشف الثغرات الموجودة عندها وتعالجها
وهل ذهبت ابتداء من الديوان الملكي ومرورا بالحكومة رئاسة ووزارات ومؤسسات وهيئات وانتهاءا بالبلديات والجمعيات ووقفت واطلعت على نقاط الضعف والخلل بداخلها ووضعت الحلول لها بحيث تشمل منظومة النزاهة الوطنية كل مكونات الدولة الأردنية والقائمين عليها بلا استثناء سوى سيدنا لأنه بيت النزاهة وبعد كل هذا فكرت اللجنة بالذهاب إلى المحافظات واطلاع الشعب على ما قامت به
ولكن يا للأسف هذا لم يحدث بل جاءت إلى المحافظات وبدأت بحرف السين اللعين سوف نقوم سوف نعمل سوف نذهب سوف نكتب سوف سوف سوف وكأن أبناء المحافظات هم الفاسدين فيا لها من معادلة اللجنة تترك الفاسدين وتأتي للمساكين وفوق كل هذا يرافق تحركات اللجنة الصخب الإعلامي الرسمي المكثف ويرافق كل هذا بعض الحضور من الوجوه التقليدية في المحافظات فمنهم من يأتي قبل الموعد بساعات لكي يجلس على المقاعد الأمامية ولكي يظهر في التلفاز ومنهم من يأتي لكي يوصل رسالة إلى صاحب القرار بالعاصمة بالقول أنا موجود وببصم بالعشرة على كل شيء ولا داعي لوجود أي لجنة لا نزاهة ولا غيرها من أصلة لان كل شيء على ما يرام ومنهم من يبيع المواقف ويتاجر بالحقيقة فهو يتحدث أمام المسؤول شيء وأمام الإعلام شيء وبعد خروجه بدقائق يتحدث بشيء آخر مخالف لقناعاته وتلك الزمرة الضالة المنافقة لديهم قناعة مطلقة أن الإصلاح في الأردن هو عبارة عن شعار لا أكثر ولا اقل وبالطبع هذا لا ينطبق على جميع الحضور بل ينطبق على زمرة قليلة منهم لان منهم الوطني الشريف الصادق بالقول والفعل بالرغم من جهود ورؤية سيدنا بل وتصميمه على الإصلاح وللحقيقة أن ما تسمى بالنخبة السياسية هي من تعيق الإصلاح وللحقيقة أيضا أن من هؤلاء الذين يسمون أنفسهم النخبة والطبقة السياسية أن جميعهم يركض ويلهث وراء المناصب وهم لا يشبعون وما أشطرهم وهم خارج المسؤولية بالتنظير والانتقاد ويعتبرون أنفسهم هم وحدهم من يملكون الحقيقة وهم الأوصياء على الشعب ولكن سرعان ما تنكشف حقيقتهم حينما يصبحون بالمسؤولية ويجلسون على الكراسي
وللحقيقة أيضا انه لم يبقى على صاحب القرار سوى استيراد أشخاص من الخارج لكي يتولوا المناصب علما أن الأردن مليء بالرجالات أصحاب الكفاءات وأصحاب الأيادي البيضاء ولكن هؤلاء ممنوع عليهم الوصول إلى المناصب وإذا ما وصل احدهم إلى المنصب يقومون بتشريحه ومهاجمته من خلال الإعلام ومن ثم ينقضون عليه لترك المنصب لان المناصب أصبحت في الأردن عبارة عن مزارع مملوكه إلى منتسبي نوادي الماسونية ونوادي العمالة ونوادي البزنس القذر مثل أصحابه
لذلك سوف نبقى ندور في دائرة مفرغة مهما تشكلت من لجان ومهما جرت من انتخابات طالما ابن الحرام الصوت الواحد هو السيد ورحم الله سيدنا الحسين الغالي حينما قال الإصلاح يبدأ بالنفس
لذلك لجنة النزاهة تخيب آمال الملك والشعب


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة