الأحد 2024-12-15 03:34 م
 

لعبة الوقت والرهان الخاسر!

08:40 ص

ندعو الفلسطينيين الى عدم طرح المزيد من سنوات التفاوض.. بعد عشرين عاماً على أوسلو! فلا معنى لاعطاء عام بأكمله «لترسيم الحدود», لأن حدود عام 1967 مرسمة بالملمتر.. لأنها خطوط الهدنة التي صمدت تسعة عشر عاماً. فلماذا السنة؟ وانسحاب قوات الاحتلال.. لماذا يحتاج الى خمس سنوات؟!اضافة اعلان

لغة اسرائيل منذ صدور قرار 242, لم تتغير في تفسيراتها لمعنى الانسحاب فقد كانت منذ البداية تقول:
- الانسحاب من اراض محتلة وليس من الاراضي المحتلة حسب مشروع اللورد كارادون والذي رفض باصرار استعمال THE.. اداة التعريف حين ترد «الاراضي المحتلة».
- والانسحاب ليس شاملاً. فهناك «التفاوض على حدود آمنة». وهذه الحدود الآمنة لم يغير اليهود معناها. وهي نهر الاردن ومرتفعات الجولان.. أي وطن الفلسطينيين, في الضفة وغزة, والحدود السورية المطلة على طبريا والمؤثرة على مياه الاردن وروافده!
- في كامب ديفيد لم تقدم اسرائيل لمصر اية تنازلات فيما يخص ارض سيناء. وكانت سيناء كلها هي «الحدود الآمنة» من حيث مرابطة القوات الدولية ونوعية الوحدات المصرية المرابطة فيها. وحتى حين أقامت قوات الاحتلال مستوطنات في شمال سيناء, فإنها هدمتها.. لكنها تركت مؤشرات للمشروع الاميركي القديم منذ عام 1959 المعروف بمشروع همرشولد, وهو اعطاء ثلث سيناء لدولة أو لكيان فلسطيني, قابل لاستيعاب عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين وقد لا يعرف الكثيرون أن شهيدنا هزاع المجالي هو الذي استطاع بمؤتمر رؤساء الحكومات في الدار البيضاء اسقاطه! ووقتها اسمته صحيفة «الحياة» بالديك الذي بقي «يناقر» محمود فوزي طيلة المؤتمر.. ثم قبل بانشاء الكيان الفلسطيني قبل يوم واحد من استشهاده! لأنه كان واثقاً من الفلسطينيين.
ونعود الى التفاوض الذي رعاه محمود عباس منذ اوسلو فنقول: الاسرائيلي المتطرف والمعتدل لن يقبل إفلات «الحدود الامنة» من يده، واذا قبل مبدأ الدولة الفلسطينية فهو لن يقبل وضع «الحدود الامنة» بيد الدولة الفلسطينية على نهر الاردن، وهو كان متيقناً ان الاميركيين سينتزعون موافقة مصر على التنازل عن ثلث سيناء لمد ارض دولة فلسطين، ولذا قبلوا وجود حماس في غزة كيانا منفصلا، وقبلوا حكم الاخوان في مصر.. فقد كانت الانفاق هي سبيل اختراق الحدود مع مصر، دون انتظار معبر رفح، وقد لا يعرف الكثيرون ان محمد مرسي اعطى لـ300 ألف فلسطيني الجنسية المصرية، وانتقلوا للعيش في مدن سيناء المحاذية لغزة في موقع مستعمرات يامين.
اسرائيل تلعب لعبة الوقت الضائع بانتظار الاميركيين، ولذلك فالرهان على موقف اميركي، هو كالرهان على المفاوضات.. رهان خاسر.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة