لماذا الأسرة
لماذا الأسرة ؟ لماذا هذا الإهتمام الدولي البالغ بشؤنها ؟ لماذا الاهتمام بتنظيم الأسرة والدفاع عن حقوق النساء والأطفال بمؤتمرات ومنظمات ومحافل واتفاقيات دولية ؟ مؤتمرات القاهره 1994م ، بكين 1995م ، استنبول 1996م روما 1998م لاهاي1999م وغيرها مناداة بمفاهيم الصحة الإنجابية ، الاختيارات الإنجابية الثقافة الجنسية ، الحقوق الجنسية للمتعايشين ، التوجه الجنسي ، الجندرة ، الأسرة غير المنظمة النمطية وغيرها ، لماذا كل هذا كل تجاه الأسرة ؟ والجواب : أن الأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمعات ، وهي الملاذ والمهرب لكل أفرادها من زوج وزوجة وأبناء وبنات إن ديمومة الأسرة والحفاظ على صورتها الظاهرة وتوزيع الأدوار بين أفرادها ومعرفة الحقوق والواجبات ضمن ما يتهيأ ويناسب الخلقة والتكوين ضمانة أكيدة لجيل مستقر نفسياً ، مرتاح البال قادر على سلوك سبيل النجاح بخطاً وثابة متطلع للمستقبل بثقة وإقدام يصنع أمجاد الأمة ويحقق سبقها ، إن أعظم أهداف هذه المنظمات القائمة على هذه المؤتمرات هدم الأسرة والإتيان على بنيانها من القواعد ومثال ذلك إتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ، الإتفاقية المعروفة بِ(سيداو) والصادرة عن الأمم المتحدة فهي تارة تهدم شكل الأسرة وصورتها فليست الصورة الوحيدة للأسرة عندهم هي المكونة من رجل وامرأة بل يمكن أن تتكون الأسرة من مثليين من أنثى وأنثى ، أو ذكر مع ذكر ، فقد أشار كتاب الأسرة وتحديات المستقبل الصادرة عن الأمم المتحدة إلى وجود 12 شكلاً ونمطاً للأسرة وأقر مؤتمر بكين 6 أنماط وها هي إتفاقية سيداو بمادتها الخامسة تعمق هذا المعنى بدعوتها على القضاء على أشكال الأنماط الإجتماعية والثقافية أو أنماط دور الرجل والمرأة ، وهذا في الحقيقة إنما هو فتح لباب الإنحلال والدعارة على مصراعيه .
وتارة أخرى يهدمون الأسرة بدعوى إزالة جميع القيود عن الزوجات والبنات فللمرأة حق المساواة مع الرجل في كل شيء فها هي المادة الخامسة عشرة تقضي بحرية تنقل المرأة وسكنها ، تسافر حيث تشاء وتذهب أينما تشاء وتسكن السنوات والأشهر مع من تشاء حتى ولو كان مع مجموعة من رفقاءها الشباب ،وليست هذه إزالة للقيود وإنما هي مساعدة للوحوش على افتراس الضحية بصورة قانونية !
ويهدمون الأسرة تارة ثالثة بالدعوة المطلقة للمساواة فلا قوامة للرجل بل هما سواء ولو أراد اثنان ادارة دكان صغيرة لخسرت تجارتهما ما لم تكن الإدارة لأحدهما دون الآخر فكيف بشأن الأسرة فقد أشارت المادة الخامسة عشرة والسادسة عشرة إلى هذا المعنى بل وتزيد المادة السادسة عشرة في شيء آخر لتهدم به الأسرة لتجعل الحرية للمرأة في اختيار الزوج بما يعرف بالزواج المدني الذي لا يتقيد بالشريعة فتتزوج من تشاء دون الرجوع لولي ولاحاجة للشهود بل ولها الحق في تطليق الزوج متى شاءت كما هو حق له وها هي تلك المادة تهدم كيان الأسرة إذ نصت على تحديد سن أدنى للزواج فلا تزوج الصغيرة إذ فيه اجحاف بحق طفولتها وفي الوقت ذاته يوفر للفتاة سبيل التثقيف الجنسي وتأمين الحرية المطلقة لها في هذا المجال حتى وإن كانت دون الثامنة عشرة مع المطالبة بالتعليم المختلط وازالة كل الفوارق بين الجنسين في المناهج الدراسية إن مساواة المرأة زوجة أو بنتاً أو أختاً أو أماًُ مع الرجل في المشاركة في الأنشطة الرياضية والألعاب الترفيهية سباحةً أو رقصاً للباليه أو حتى رفعاً للأثقال نموذج آخر من نماذج افساد الأسر وهدمها كما نادت به المادة الثالثة عشرة كل هذه المواد تجسد حرب الأسرة في شكلها وتكوينها في بُناتها من الآباء والأمهات ونتاجها من الأبناء والبنات ، وها هي المرأة الغربية تندب حظها بسبب هذه المساواة المزعومة التي سلبت منها عطف الأب وحنان الأم وحب الولد ، إن من طوام هذه الإتفاقية تسويتها المطلقة بين مختلفين فأجحفت بحق المرأة وأخرجتها من سربال كرامتها فها هي ذا تطالب بمساواة المرأة بالرجل حتى في الأعمال المهنية فمن المساواة أن تعمل في المناجم وأن تبيت في الثكنات بجانب الجنود المرابطين على حدود البلاد وأن تقود الشاحنات في الأسفار الطويلة نقلاً للبضائع بين البلاد ، إن هدم الأسرة وافساد البنت والزوجة وقلب المفاهيم وسلب ربان السفينة (الزوج) دفة القيادة كفيلة بأن تخرج جيلاً بعيداً عن القيم مغموساً في الشهوات أسمى قدواته من الماجنين والماجنات ، ولقد أشارت الدراسات والإحصاءات إلى أن أكثر أرباب السوابق وأصحاب الجرائم أبناء أسر مهدومة فكيف بأسر كالتي تريدها الأمم المتحدة ، لقد عانت المرأة في الغرب وفي الأديان الأخرى الويلات وسلب الحقوق والكرامة فأخذوا يبحثون لها عن شيء من كرامة أو حقوق بمثل هذه الإتفاقيات وتارة أخرى أراد أصحاب الأيادي الخفية بها أن تكون مستنقعاً للرذيلة وسبباً في هدم الأمم اللاهثة وراء الشهوة ، أما الإسلام فقد حفظ للمرأة مكانتها أماً وأختاً وزوجة ورحماً ، إن أعظم الرد على مثل هذه الإتفاقيات والمروجين لها فضلاً عن القيام بواجب البيان والإنكار بكل الوسائل المتاحة ، هو بالحفاظ على هذه الأسرة بحسن اختيار الأمهات وحسن التربية للأبناء والبنات والإتصال بأفضل المربين والمربيات والبحث عن البيئات الحسنة ومحاضن التربية الجيدة من المدارس والمساجد والمراكز والجمعيات مع تربية النشئ على الرقابة الإلاهية والعيش لرسالة سامية دون اغفال النفس عن أن تكون قدوة صالحة بالسلوك والعمل أمام أعين الجيل فهل نعطي الأسرة حقها في حمايتها قبل أن تهدم أركانها ويزول عامر بنيانها .
الدكتور معاذ إبراهيم العوايشه/الجامعه الأردنيه
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو