منذ أعوام طويلة –ربما جاوزت الخمسين-انطلقت مجالس وندوات ومؤتمرات الحوار الإسلامي المسيحي، ومعلوم أن الحوار ليس بين الدينين بل بين أتباعهما، وخاصة القيادات الدينية منهما. اضافة اعلان
ولكن لماذا نتحاور؟ لا شك أن الحوار شأن إنساني فكري رفيع، يدلّ على التحضر والفكر النيّر؛ لأنّ المحاور قد اعترف بوجود الآخر بمجرد أنه قرّر أن يحاوره، وهذه خطوة جيدة. ثم اعترف بأن الآخر مختلف عنه، ولذلك جلس معه واستمع إليه، وهذه خطوة أخرى. ولا يقصد بالحوار أن يقنع كل فريق الآخرَ بدينه، وأنه هو الحقّ، ولا يقصد كذلك الحوار لأجل الحوار، باعتبار أن الحوار هو أقصى فائدة يمكن تحصيلها، بل المقصود أن يتكلم كل واحد عن دينه كما يراه هو، لنراه نحن بنفس المنظار، وهذا أمر مهم. فليس دقيقا أن يعرف المسيحي الإسلام من خلال ما يكتبه المسيحيون عنه، وكذلك ليس دقيقا أن يعرف المسلم عن المسيحية من خلال ما يكتبه المسلمون عنها؛ لأن العلم يؤخذ من منابعه الأصْلية والأصِيلة. ثم من فوائد الحوار أننا نكتشف النقاط المشتركة، كي نبني عليها ونتعاون فيها، فالأخلاق الحميدة من المسائل المشتركة بين الأديان، فالعمل على حفظها في المجتمع سيكون أرضية خصبة للتعاون المشترك، وكذلك التصدي لموجات الإلحاد المتعاقبة، هي مهمة مشتركة بين أتباع الأديان، يمكنهم أن يتعاونوا في إنجازها. ومن خلال الحوار نستطيع أن نبحث عن عوامل النفور عند الطرفين، أو المشكلات بينهما، لتوضع على طاولة البحث والدراسة والحوار، للوصول إلى حلول مرضية لكل الأطراف. ولا يشترط التوافق التام على كل القضايا، ولكن مجرد تقريب وجهات النظر في بعضها، والاستماع للآخر في بعضها الآخر، سيكون درجة على سلم الوصول إلى حلول.
لكن إلى أين نسير بعد عدد من جولات الحوار؟ معلوم أن تلك الحوارات الإسلامية المسيحية تنعقد منذ عقود، وأسفرت عن بيانات وقرارات ونتائج، لكن هذه الثمرة بقيت حبيسة الأدراج والمكاتب والقاعات المكيفة المغلقة، فالحوار الإسلامي المسيحي كان ولا يزال نخبويا يخاطب النخبة من القيادات الدينية من الطرفين، وبعض الأكاديميين من الجامعات، فلا يزال هذا الحوار محافظا على نخبويته، مبتعدا عن الجمهور والحياة العامة.
وهذا ما دعاني وزميلي الدكتور عبد الفتاح السمان والأستاذ محمد نصرو إلى إنشاء مبادرة بعنوان (جماليات دينهم) بالتعاون مع المركز الكاثوليكي والأب الدكتور رفعت بدر، يلتقي فيها طلاب الجامعات من المسلمين والمسيحيين لإدارة حوار يخرج عن حوار النخب المعتاد.
لا بدّ أن نخرج من مرحلة الحوار إلى مرحلة تفعيل نتائج الحوار، فليس توصيات الحوار هي المهمة، بل المهم تنفيذ هذه التوصيات، وإنزالها على أرض الواقع؛ ليكون للحوار ثمرة تقطف، ويستفيد منها الجميع، وهذا هو دور القيادات الدينية والأكاديمية التي أمضت عمرا تتحاور، ولم يعد من القبول أو المعقول أن نفني أعمارنا بعملية الحوار فقط دون تحصيل نتائج تلمس وتشاهد على أرض الواقع.
إن عملية التشارك في قضايا الوطن الكبرى، وإزالة المجهولية عن الآخر، وإذابة الحواجز بين الأطراف، والعمل بتعاون وتكامل على نهضة البلاد، وإشاعة أجواء الثقة المتبادلة، وشيوع السلم الأهلي والمجتمعي، والمشاركة في العمل التنموي والنهضوي، هذه هي أهم ثمرات الحوار الإسلامي المسيحي الذي امتدّ لعقود، وعلى الجميع أن ينزلها إلى أرض الواقع، كي لا تظل حبرا على ورق، وكلاما يهدف إلى المجاملة فقط.
تلك الثمرات هي غاية المجتمعات التي تطمح إلى نشر السلام والأمان بين أفراد المجتمع ليظل موحدا، (ومن ثمراتهم تعرفونهم).
ولكن لماذا نتحاور؟ لا شك أن الحوار شأن إنساني فكري رفيع، يدلّ على التحضر والفكر النيّر؛ لأنّ المحاور قد اعترف بوجود الآخر بمجرد أنه قرّر أن يحاوره، وهذه خطوة جيدة. ثم اعترف بأن الآخر مختلف عنه، ولذلك جلس معه واستمع إليه، وهذه خطوة أخرى. ولا يقصد بالحوار أن يقنع كل فريق الآخرَ بدينه، وأنه هو الحقّ، ولا يقصد كذلك الحوار لأجل الحوار، باعتبار أن الحوار هو أقصى فائدة يمكن تحصيلها، بل المقصود أن يتكلم كل واحد عن دينه كما يراه هو، لنراه نحن بنفس المنظار، وهذا أمر مهم. فليس دقيقا أن يعرف المسيحي الإسلام من خلال ما يكتبه المسيحيون عنه، وكذلك ليس دقيقا أن يعرف المسلم عن المسيحية من خلال ما يكتبه المسلمون عنها؛ لأن العلم يؤخذ من منابعه الأصْلية والأصِيلة. ثم من فوائد الحوار أننا نكتشف النقاط المشتركة، كي نبني عليها ونتعاون فيها، فالأخلاق الحميدة من المسائل المشتركة بين الأديان، فالعمل على حفظها في المجتمع سيكون أرضية خصبة للتعاون المشترك، وكذلك التصدي لموجات الإلحاد المتعاقبة، هي مهمة مشتركة بين أتباع الأديان، يمكنهم أن يتعاونوا في إنجازها. ومن خلال الحوار نستطيع أن نبحث عن عوامل النفور عند الطرفين، أو المشكلات بينهما، لتوضع على طاولة البحث والدراسة والحوار، للوصول إلى حلول مرضية لكل الأطراف. ولا يشترط التوافق التام على كل القضايا، ولكن مجرد تقريب وجهات النظر في بعضها، والاستماع للآخر في بعضها الآخر، سيكون درجة على سلم الوصول إلى حلول.
لكن إلى أين نسير بعد عدد من جولات الحوار؟ معلوم أن تلك الحوارات الإسلامية المسيحية تنعقد منذ عقود، وأسفرت عن بيانات وقرارات ونتائج، لكن هذه الثمرة بقيت حبيسة الأدراج والمكاتب والقاعات المكيفة المغلقة، فالحوار الإسلامي المسيحي كان ولا يزال نخبويا يخاطب النخبة من القيادات الدينية من الطرفين، وبعض الأكاديميين من الجامعات، فلا يزال هذا الحوار محافظا على نخبويته، مبتعدا عن الجمهور والحياة العامة.
وهذا ما دعاني وزميلي الدكتور عبد الفتاح السمان والأستاذ محمد نصرو إلى إنشاء مبادرة بعنوان (جماليات دينهم) بالتعاون مع المركز الكاثوليكي والأب الدكتور رفعت بدر، يلتقي فيها طلاب الجامعات من المسلمين والمسيحيين لإدارة حوار يخرج عن حوار النخب المعتاد.
لا بدّ أن نخرج من مرحلة الحوار إلى مرحلة تفعيل نتائج الحوار، فليس توصيات الحوار هي المهمة، بل المهم تنفيذ هذه التوصيات، وإنزالها على أرض الواقع؛ ليكون للحوار ثمرة تقطف، ويستفيد منها الجميع، وهذا هو دور القيادات الدينية والأكاديمية التي أمضت عمرا تتحاور، ولم يعد من القبول أو المعقول أن نفني أعمارنا بعملية الحوار فقط دون تحصيل نتائج تلمس وتشاهد على أرض الواقع.
إن عملية التشارك في قضايا الوطن الكبرى، وإزالة المجهولية عن الآخر، وإذابة الحواجز بين الأطراف، والعمل بتعاون وتكامل على نهضة البلاد، وإشاعة أجواء الثقة المتبادلة، وشيوع السلم الأهلي والمجتمعي، والمشاركة في العمل التنموي والنهضوي، هذه هي أهم ثمرات الحوار الإسلامي المسيحي الذي امتدّ لعقود، وعلى الجميع أن ينزلها إلى أرض الواقع، كي لا تظل حبرا على ورق، وكلاما يهدف إلى المجاملة فقط.
تلك الثمرات هي غاية المجتمعات التي تطمح إلى نشر السلام والأمان بين أفراد المجتمع ليظل موحدا، (ومن ثمراتهم تعرفونهم).
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو