لماذا يتغيب النواب عن جلسات مجلسهم؟

الأصل في النواب أنهم جاءوا إلى المجلس من أجل أن يمثلوا أبناء شعبهم الذين انتخبوهم حتى يمثلونهم في مراقبة السلطة التشريعية وفي الموافقة على القوانين بعد مناقشتها لتصب في صالح جميع المواطنين لكن عندما يتغيب أربعة وسبعون نائبا أي حوالي نصف عدد أعضاء المجلس عن الجلسة التي يناقش فيها قانون من أهم القوانين في بلدنا وهو قانون الضمان الاجتماعي الذي يهم كل المواطنين الأردنيين تقريبا فمعنى ذلك أن هؤلاء النواب لا يستحقون ثقة شعبهم وأنهم لا يتحملون المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقهم وهذا الغياب هو الذي أساء لصورة بعض المجالس النيابية السابقة وجعل جلالة الملك يستخدم الصلاحيات التي أعطاه إياها الدستور ويحلها قبل إنتهاء المدد المقررة لها.اضافة اعلان


لقد طالبنا مرارا وتكرارا بأن يعدل النظام الداخلي لمجلس النواب بحيث تكون هناك عقوبات على كل نائب يتغيب بدون عذر رسمي عن جلسات المجلس كالحسم من الراتب أو الحرمان من السفرات إلى الخارج أو أي عقوبة أخرى مناسبة كما أن جلالة الملك طالب أكثر من مرة بأن يعدل النظام الداخلي للمجلس حتى يتناسب مع الاصلاحات الدستورية الأخيرة.

لقد أصبحت مسألة الغياب عن جلسات مجلس النواب بدون عذر رسمي مع الأسف الشديد ظاهرة ففي كل جلسة تقريبا تكاد هذه الجلسة تفقد نصابها بسبب غياب النواب بل الأدهى والأمر من ذلك هو أن يكون هناك نصاب عند إنعقاد الجلسة لكن بعد بدئها بقليل يبدأ بعض النواب بالتسرب من الجلسة ويلاحظ ذلك رئيس المجلس الذي يبدأ بالنماداة بصوت عال على بعض هؤلاء النواب المغادرين لكي يعودوا لكنهم لا يردون لأن البعض منهم إما مدعو إلى حفلة غداء أو إلى زيارة سيكرم بها هو وبعض زملائه.

والسؤال الذي نسأله جميعا هو: إلى متى سنظل نجامل النواب خصوصا على المستوى الرسمي ولماذا لا يكون هناك تشريع رادع يمنع أي نائب من الغياب عن جلسات المجلس بدون عذر رسمي أو مغادرة الجلسات وإفقاد هذه الجلسات النصاب فهل النواب من طينة غير طينة المواطنين الأردنيين الذين أوصلوهم إلى قبة البرلمان ولماذا يعتبرون أنفسهم فوق القوانين ويجب أن يحصلوا دائما على إمتيازات لا يمكن أن يحصل عليها غيرهم.

النائب الذي وصل إلى قبة البرلمان وصل لأن أبناء شعبه هم الذين انتخبوه لذلك يجب عليه أن يكون على قدر هذه الثقة وأن يكون دائما عند حسن ظنهم وظن الوطن به وأن لا يتغيب عن أي جلسة لمجلس النواب لأن هذه الجلسات مهمة جدا.