الخميس 2024-12-12 05:10 ص
 

مئة عام على احتلال القدس ومعركة عمان

07:20 ص

في مثل هذه الأيام قبل مئة عام كانت قد اندلعت للتو معركة القدس الكبرى بين قوات الإمبراطورية البريطانية والقوات العثمانية على أرض فلسطين، وللأسف يتذكر الناس وعد بلفور وينسون معارك غزة وبئر السبع ويافا والقدس واريحا والنبي صمويل 1917 والسلط واربد وعمان وزيزيا1918 ، تماما كما نسوا معارك جيشنا العربي في نابلس والقدس والظاهرية 47 و48 و49 ، وكيف طهر الجيش الأردني القدس الشرقية ومحيط الأقصى من عصابات الهاغنا وشتيرن والزاوية الصهيونية.اضافة اعلان


إن هذا الشهر تشرين هو شهر الذكريات العظيمة و الحزينة معا في تاريخنا، ففي شهر تشرين الثاني فتح عمر بن الخطاب مدينة القدس ، وفي هذا الشهر سقطت القدس بأيدي الإنجليز، حيث معركة القدس في 17/11/1917 التي استمرت حتى نهاية الشهر باستسلام فصائل الجيش العثماني، ليدخل القائد البريطاني « إدموند ألنبي» القدس من بوابة يافا ماشيا على الأقدام ، ويقول جملته الشهيرة :»ها قد عدنا ياصلاح الدين»، قبل أن يخرج منها ممتطيا صهوة حصانه وسط العرض العسكري،ثم يوجه قوات الفرقة الأسترالية نحو أريحا ثم السلط التي وقعت فيها معركة مع الحامية العثمانية،حتى وصلوا الى عمان التي كانت قرية كبيرة آنذاك.

وصلت الفرقة النيوزلندية والأسترالية من الجيش الأمبراطوري البريطاني الى عمان صبيحة 16 آذار 1918 وخاضت معركة شرسة مع قوات الجيش الرابع العثماني المتمركز في عمان وما حولها، والى جانبهم فرق من الجيش الألماني، حيث دافع 4000 عسكري تركي و5000 مقاتل الماني عن أراضي عمان، إضافة الى استخدام طائرات حربية المانية وإنجليزية عبر الأجواء الأردنية من عمان حتى إربد حيث المعركة الشمالية، وفي مطلع نيسان استسلمت القوات التركية والألمانية في عمان وفي زيزياء والقسطل التي وصلتها القوات الأسترالية وأسرت الجنود من قوات المحور، وذلك قبيل إنتهاء الحرب العالمية الأولى.

لقد حوصرت القدس وعمان تاريخيا، ولكن المفارقة إن الكفاح ضد السيطرة الأجنبية في ذلك الوقت بدأ مبكرا، ومنذ ظهور بوادر خيانة الإنجليز للشريف الحسين بن علي، والنكوص عن التعهد لقيام المملكة العربية الكبرى، واقتطاع فلسطين رهينة لتحقيق وعد الدول الغربية وروسيا لليهود، الذين كانت سفنهم تخوض عباب البحر الأبيض والمحيطات للقدوم الى أرض العرب، وليس هناك من عرب يردعونهم، سوى القليل من شباب فلسطين الذين لم يمتلكوا أسباب القوة ،حتى أعلنت بريطانيا رحيلها في أيار1948 وتركت لأميركا رعاية السرطان المتفاقم بعنصريته حيث دولة إسرائيل التي ناهضها يهود فلسطين أنفسهم ولا زالوا.

اليوم بعد مئة عام على تلك الأحداث الجسام، للأسف لا يعرف غالبية النشء والشباب من فلسطين وإخوانهم في الأردن أي تاريخ حقيقي عما جرى، والجميع يمني نفسه بتدمير إسرائيل بالأغاني الحماسية والتجارة الألماسية، ويظن الكثير أن الجهاد هو تحرير الأرض اليوم قبل الغد، فيما لم تحرر الشعوب العربية نفسها من أغلال التخلف الفكري والعلمي ولا النفسي حتى، فنجد التفرقة على أساس الأرض والدولة والبيئة والدين والمذهب والتعالي العائلي والتطرف العشائري هي السمة الغالبة على مجتمعاتنا، ثم نطالب الغرب بأن يفرضوا إراداتهم السياسية على الكيان الإسرائيلي المحتل لإعادة الحق لأهله، ونحن لا نزال ننكر حقوق الآخرين عندنا.

إن تاريخ الأردن الحديث كان كفاحا وجهادا يكافىء جهاد قوات الفتح الأيوبي والخوارزمي والمملوكي والعثماني، وقد كان من الحكمة استثمار إرهاصات الحرب العالمية الأولى والثانية لتأسيس دولتنا على امتداد هذا الوطن الذي تعرفونه دون أي موارد تذكر، ومع هذا كان تاريخنا يعج بالأسماء المبرّزة في التعليم والطب وبناة الدولة محاطين بالجنود البواسل، وكل ذلك كان في زمن الفقر والحاجة ونقص الموارد، واليوم للأسف نرى كم يهرول الكثير من أنصاف الصحفيين والسياسيين وأشباه المثقفين ليكرروا كالببغاوات أي كذبة سياسية أو صحفية تنشر في إسرائيل على أساس أنها تهدد الأردن.

إن من أحزان هذا الشهر ذكرى استشهاد الزعيم وصفي التل،ولو قرأ السادة جيدا تاريخ قادة الدول الجمهورية والجماهيرية الكاذبة منذ خميسينات وستينات القرن المنصرم ، لعرفوا أن المؤامرة على الأردن هي حسد لأهله الذين قطعّوا لحم بعضهم ليطعموه للغير ولم يسلموا،، ولهذا على الجميع أن يتذكر المعارك القديمة ليستمد من التاريخ العزيمة لوطن لا يركع بإذن الله وعزيمة أهله من الجنوب الى جنوب سوريا.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة