الأحد 2024-12-15 03:21 م
 

ماريــــــــــــــــــا

07:03 ص

سبقتُها الى الموعد
جلستُ اتسلّى بزقزقة العصافير وهي تروح وتجيء حاملة نُتَفا من روحي.
مر النادل «قلت : بعد قليل، سوف تأتي حتماً. فقط خمس دقائق وعد إلينا ثانية.اضافة اعلان

ظهر الرجل كأنه يعتذر. ابتسم واختفى بهدوء.
كان المقعد الأمامي قلِقاَ يحمل لون توتري. لكنه كان جميلاً وبهياً مثلها.
قالت : آسفة.. تعرف .. السيارات.. الشغل.
ابتسمت لتزيل بقايا قلقي.
قلت: يكفي انك حضرت.
قالت: ما زلت تحبني ؟
زادت زقزقة العصافير. شعرت بفرحها. قلت لكم إنها تحمل نتفاً من روحي.
جاء « النادل « على استحياء.
قالت: أريد « سفينة» بوظة. وطلبت «قهوة».
قالت : أما زلت تعتبر القهوة «أخت الوقت».
قلت: تذكرني بك حين تغيبين وأرى وجهك فيها حين تحضرين.
كان ثمة بريق في عينيها ، وكانت خصلتا شعرها تهبطان إلى المقعد مثل شلالين.
حضرت « سفينة البوظة «.. والقهوة أيضاً.
العصافير لم تدعنا وحدنا لحظة. كانت تسترق النظرات وكنت أراها تبحر في سفينة قلبي إلى نقطة بعيدة.
كانت « ماريا « تحلم بالسفر. وكنت أخاف أن يتحقق ذلك.
تأملتُ عينيها، غرقت في بحرهما.
قالت: تخاف عليهما؟
فاجاني عصفور سقط في فنجان قهوة.
ضحكت « ماريا». أصابني الذعر. لماذا في فنجاني أنا؟
حامت العصافير حولنا. كانت تضحك مثل «ماريا».
انتقلت العدوى إلي. أخذت أضحك.. ها.. ها.
النادل « الخبيث» رأيته يضحك بانتقام.
قامت «ماريا» صار المكان سفينة والشارع بحراً. هيا يا «ماريا» تابعي الضحك.
كان الناس يضحكون.
صرت أبحث عنها في الزحام. يا «ماريا».. يا «ماريا».
لم يأت صوتها والسفينة أخذها البحر بعيداً.
بقيت أنتظرها وأتسلى بزقزقة العصافير وهي تروح وتجيء حاملة نتفاً من روحي.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة