السبت 2024-12-14 11:56 ص
 

ما هو أسوأ من القتل والدمار

06:17 ص

في الموضوع السوري، لا يعتقد جلالة الملك بأن «سوريا قادرة على الاستمرار في نزاع بهذه الوتيرة من العنف والحدة لسنوات طويلة، لأنه يهدد بتمزيق النسيج الاجتماعي السوري، وبتدمير بنيتها ومؤسساتها وبالانزلاق لا سمح الله نحو سيناريو الدولة الفاشلة!!اضافة اعلان

لم يتوقف جلالته عند الخسائر البشرية والمادية التي تصاحب مثل هذه الحروب الاهلية، على فداحتها وكارثيتها، لكنه ذهب الى جذرها: من حيث تدمير بنيتها، ومؤسساتها وتمزيق النسيج الاجتماعي السوري.. وبالانزلاق الى سيناريو الدولة الفاشلة!! وهذا ما اسس له الاحتلال الاميركي للعراق، وما ادى اليه العدوان الاجرامي الاطلسي على ليبيا!!.
ومنذ ان خرجت الجيوش الاميركية من العراق عام 2008 والحرب الداخلية، الناتجة عن تمزق النسيج الاجتماعي العراقي، مستمرة وخسائرها الحقيقية افدح من مئات آلاف الشهداء ومليارات التدمير في بنيتها التحتية!! وها هم اهلنا في ليبيا يستنجدون بكل امم الارض للتخلص من تمزق المجتمع الليبي.. الى ميليشيات تحوّل ليبيا الدولة الى مؤسسات عاجزة، والى شعب مقموع، والى ثروات معرضة للنهب فيما يعاني الناس من الفقر والمرض والجوع!!.
نحن لا نعرف التفسير الحقيقي للدولة الفاشلة، لقد مرت علينا تجارب مختلفة للدولة العاجزة، والمتخلفة وانظمة الديكتاتورية، و»التفاهة الديمقراطية»، لكن الشيء المسمى بالدولة الفاشلة.. فجديد!! والا كيف نفهم وضع الدولة الليبية؟ كيف نفهم وضع العراق.. ووضع سوريا؟ والى حد ما وضع لبنان؟!
لقد قام الاطلسي بتدمير اسلحة جيش تكلفت مليارات عشرات المليارات، ولأن الدكتاتور المجنون كان يلعب بالسلاح في الاستعراضات.. وينهزم امام حفاة تشاد، وكان يحول الدولة الى اشكال كرتونية كاللجان الشعبية، وسفارات الاخوة، والدعوة الى أي وحدة عربية والاكتفاء باقامتها في الاذاعة، والهرب من العروبة الى «الفضاء الافريقي» فانه في ذلك فتح الباب امام حالة «انقسام اميبي» في صفوف شباب لم يتثقفوا في مدارس حقيقية، ولم يقرأوا سوى هلوسات الطريق الثالث والكتاب الاخضر، ولم يعرفوا غير خطابات الاخ القائد.. الامر الذي يدفع الاشقاء الليبيين الى هذه الفوضى العارمة التي تمثل الدولة الفاشلة بكل ما في هذه الكلمة من تفسيرات جديدة!!.
في العراق: يحكم الشيعة ومن ورائهم ايران ورضى واشنطن، ويعارض السنة، وينكمش الكرد في حكم ذاتي يتحول الى شبه دولة، ولم يبق من العراق الدولة التي اقامها فيصل بن الحسين الشيء الكثير او القليل، فالعراق الغني يفتقد فيه الناس ماء الشرب النظيف، ويفتقد فيه صاحب رأس المال مجاله الاستثماري الطبيعي فيهاجر بماله الى حيث يجد الطمأنينة والاحترام. ويتحول البلد العظيم الى لعبة النفوذ الاقليمي بين ايران وتركيا والولايات المتحدة!!.
ليس الدم والدمار والتشرد هي حصيلة الوضع في سوريا على فداحة الخسارة، وانما هو تمزق النسيج الاجتماعي السوري، وتدمير مؤسسات الدولة، والخروج على المجتمعات المتمدنة بالتوحش والجهل!!
والاهم الاهم..
فشل لغة الحوار بين السوريين وخروج الامر من ايدي السوريين الى ايدي الشر الاقليمي والدولي: يد الذي يمد المقاتلين بالسلاح، ويملأ جيوب قادتهم بالمال ويفقد السوريين ارادة الحياة والمصير!!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة