كنا ننتظر فوز «الفيصلي» على «الترجي» التونسي في المباراة التي جرت على أحد ملاعب الإسكندرية فالأردنيون عادوا من أشغالهم ومشاغلهم يوم الأحد الماضي باكراً وعلى غير العادة ليستمتعوا بمشاهدة أبطال «بطلهم» وهو يحاصرون مرمى شقيقهم ويحققون الفوز المنتظر ليصبح الأردنيون الأشاوس أبطال بطولة الأندية العربية لكرة القدم.
لكن هذه هي مفاجآت كرة القدم وبغض النظر عن التهم التي وجهت إلى حكم الملعب بالإنحياز إلى الطرف الآخر وبأن الأشقاء التونسيين سجلوا هدف الفوز الترجيحي من خلال «التسلل» الذي «تعامى» عنه هذا الحكم وعن رؤيته فإن الأردنيين اعتبروا ويعتبرون أن «بطلهم» قد أظهر إداءً رائعاً وأنه بالنتيجة قد فاز فوزاً عظيماً .. وأن الأيام قادمة والمهم الآن هو الإستعداد لما هو مقبل وهو ألاّ تهتز ثقة أبطالنا بأنفسهم وأن يواصلوا التأهل وأن الميادين بالنسبة لهذه اللعبة التاريخية الجميلة كميادين القتال بين أرقى الجيوش.. تشهد دائماً وأبداً كرٌّ وفر.
علينا نحن الأردنيين أن نثبت ودائماً وأبداً أننا للأمة العربية كلها وأننا وطنيون وقوميون في الوقت ذاته والمفترض أنه معروف أن هناك فرقاً هائلاً بين الوطنية و»القطرية» أو «الإقليمية» ولهذا فقد كنا نتمنى لو أن الفوز كان من حظ «الفيصلي»، الذي صعد على أرض هذا الوطن الحبيب مع صعود المملكة الأردنية الهاشمية، لكن بما أن هذا لم يحصل وبغض النظر عن الأسباب والمسببات فإنه علينا، حتى قبل»أبطالنا»، أن نتقبل النتيجة بطيبة خاطر وأنه علينا أن نبارك لأشقائنا أبناء تونس الخضراء بما حققوه مادام أن مبارزة الملاعب هذه بين شقيق وشقيقه وبين أبناء هذه الأمة المتسامحة العظيمة.. ومادام أنَّ «مملكتنا» هي وريثة قيم الثورة العربية الكبرى التي قادها الهاشمي الكبير الحسين بن علي أمطر الله ترتبته الطاهرة بشآبيب رحمته الواسعة.
حتى هنا عندنا في الأردن وعندما تكون إحدى معارك كرة القدم بين فريقين شقيقين في أحدهما أخ وفي الثاني الأخ الآخر فإنه لا بد من الإنحياز إما في هذا الإتجاه أو ذاك وهكذا ورغم أننا كنا بانتظار «أبطال «الفيصلي» فيصلنا كلنا.. كل الأردنيين إلا أن ما يخفف ألمنا أن ما جرى على أحد ملاعب الإسكندرية كان بين أشقاء وأن الأيام قادمة وأن المهم هو مواصلة الإستعداد وبمعنويات عالية وبالإحساس والشعور بأن المرة القادمة ستكون «لنا» ومع التقدير والحب لأشقائنا في تونس الخضراء وأيضاً لأشقائنا في الإسكندرية وفي مصر العظيمة .
أنه لا ضرورة لأي إحتجاج لا أمام السفارة المصرية التي كل من فيها ضيوف على الأردنيين، وعلى المملكة الأردنية الهاشمية، كما أنه لا ضرورة لإستعجال الأمور وحيث أن قناعتي أن من أعتقلوا في أرض الكنانة العظيمة، المخضب ترابها بدماء الشهداء الأبرار، من أبنائنا سيتم الإفراج عنهم حتى قبل ظهور مقالي هذا في «الرأي» الغراء.. فمصر بلد الحضارة التليدة لا يمكن أن تتوقف عند تجاوز أمْلتهُ لحظة العواطف المتفجرة ولا يمكن إلا أن تعتبر كل أردني وكأنه في بلده وذلك كما أن الأردن يعتبر كل شقيق مصري في بلدنا أيضاً كأنه في بلده.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو