السبت 2024-12-14 12:10 م
 

محللون يرجحون تكرار المشهد الدبلوماسي"الاردني الامريكي" كما حدث في عام 1970

01:32 م

أحمد المبيضين - توقع محللون وسياسيون أن يتخذ الأردن، في خضم الأزمة السياسية والدبلوماسية التي انفجرت في داخل البيت العربي جراء القرار الامريكي باعلان القدس عاصمة لكيان الاحتلال الاسرائيلي وذلك من خلال نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس ، موقفاً رادعاً يكون بمثابة رد الفعل على هذا القرار الاهوج .

ونظراً لما يشهد الشارع الاردني من حالة غليان ملتهبة منذ يوم الخميس الماضي ، عمت جميع مناطق ومحافظات المملكة ' من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه' ، هتفت حناجر الاردنيين والاردنيات بآصوات كانت الاشبه 'بآزير الاسود' ، مجمعين على ضرورة اتخاذ الدولة الاردنية قرارها الصارم والسريع بطرد السفير الامريكي من عمان واغلاق السفارة لحين عودة ترامب عن قراره المغتصب للقدس ، والذي به اعطى كامل الحرية لكيان الاحتلال بالتصرف بها كما يشاؤون ، واضاعت على الشعب الفلسطيني بأكمله حلم العيش على تراب فلسطين الطهور والصلاة في المسجد الاقصى .

وهتف الشعب الاردني بأكمله في مسيراته الاحتجاجية والتي اتسمت بالغضب والقهر بهتاف واحد 'اطردوا السفير' ،وما تبعه من شعارات وطنية حماسية تعود بأصلها الى المطلب الاول والاخير بالتأكيد على طرد السفير ، وما تبع ذلك من في الخطب الشعبية التي كان يلقيها منظمو الفعاليات الاحتجاجية ، وكان آخرها يوم أمس في مجمع النقابات المهنية ، والتي جمعت كافة النقباء واعضاء نقاباتهم ، وتأكيدهم على ضرورة طرد السفير الامريكي من الاردن ، ونهج الدول العربية الاخرى نهج الاردن في هذا الشأن، ليكون هذا الفعل 'الرسالة الاردنية الاولى' للرئيس ترامب من الشعب التوأم الآخر للشعب الفلسطيني ' ويتذكر ان كان قد ان نسى ان لفلسطين توأم 'الاردن' وأشقاء 'الدول العربية'.

المطالبات الاردنية بطرد السفير الامريكي والتي وجهت الى الملك عبدالله الثاني والحكومة الاردنية ، في ظل التسارع الكبير الذي يقوم به جلالته 'شخصياً' في شتى المحافل العربية والغربية لمواجهة إعلان ترامب والمتضمن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكان آخرها اللقاءات والاتصالات المباشرة مع الجانب الفلسطيني والمصري والسعودي، وزيارة جلالته لتركيا ولقاء الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ، وتوجه جلالته لجمهورية مصر العربية يوم غد الثلاثاء وعقد قمة عربية ثلاثية ،وما يرافق تلك الجهود الملكية التواصل الفعال مع عواصم القرار العالمي، من خلال لغة دبلوماسية عربية اسلامية تمتزج بالمخاطر والتحديات التي ستواجه المنطقة جراء القرار الامريكي غير القانوني والذي يتناقض مع الشرعية الدولية ، لم تأتي من فراغ ، بل من استذكار لموقف الملك الراحل الحسين بن طلال - رحمه الله- حينما كانت الاردن أول دولة في العالم تقوم بطرد السفير الأميركي من أراضيها عام 1970 ، وذلك بحسب ما وصفه الملك حسين آنذاك بــ 'إهانة السفير الأميركي لكرامة الأردن والأردنيين' ، واعطائه مهلة 12 ساعة لمغادرة الاراضي الاردنية .

الجهود الملكية لجلالة الملك عبدالله الثاني في هذا الشأن ليست وليدة اللحظة ، بل انها الشغل الشاغل لجلالته ، حيث انه ولطالما أكد الملك في لقاءاته العربية مع الزعماء ورؤساء الدول الكبرى على دعم الأردن الكامل للأشقاء الفلسطينيين في الحفاظ على حقوقهم التاريخية والقانونية في مدينة القدس، وفي مساعيهم الرامية إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ، ومواقف جلالته في الايام القليلة الماضية على تأكيده المستمر على أن القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها يشكل خرقا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ، ورسالته الى الزعماء العرب على ضرورة تكثيف الجهود العربية والإسلامية والدولية لحماية حقوق الفلسطينيين والعرب والمسلمين في مدينة القدس .

وبحسب ما يشير اليه محللون في اجماع لحديثهم في هذا الشأن لموقع الوكيل الاخباري ، على انه ان فشلت المساعي والجهود العربية في ايصال الصورة المدمرة للادارة الامريكية جراء قرارها الارعن والساذج ، وترك الاردن وحيداً في مساعيه لحماية القدس والمقدسات الاسلامية هنالك، فأنه ومن المرجح ان الملك سيتخذ الاجراءات الدبلوماسية الاردنية بطرد السفير الامريكي من الاردن واعلامه بأنه غير مرحب به على الاراضي الاردنية ' كما فعل والده المغفور له الملك الحسين' ، وبحسب وصفهم ان الملك سيتخذ هذا الاجراء كرد فعل و كرسالة موجهة للبيت الابيض ان القدس عربية وستبقى عربية وانها بمثابة الخط الاحمر عند كل بيت اردني قبل الفلسطيني .

اضافة اعلان


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة