الأحد 2024-12-15 10:01 ص
 

مختصون : ضرورة تهيئة الطلبة نفسياً قبل دخول الجامعة

12:24 ص

الوكيل - التأهيل النفسى للطالب قبل التحاقه بالمرحلة الجامعية وبعد انتهائه من التعليم الثانوى، أمر في غاية الأهمية، لاسيما أن الصحة النفسية هي القوة الداعمة لكل طالب وطالبة، وإن كانت صحة الطالب النفسية جيدة وسليمة تمكنه من التفوق والنجاح فى التعليم الجامعى.اضافة اعلان


أن العوامل النفسية، تلعب دورا مهما قبل دخول الطالب للمرحلة الجامعية ، تأتي في مقدمتها صدمة الدخول في الجامعة والتعرف على المجتمع الجامعي، وطريقة التعامل في الجامعة، وكذلك طريقة الدراسة، حيث أنها تختلف كليا عن مرحلة التعليم المدرسي التي يقضي فيها الطالب ما يقارب 12 سنة في الدراسة، مما يجعله معتادا على الطرق الروتينية والرتيبة للعملية التعليمية والتربوية في تلك المرحلة.

دكتور علم الاجتماع في جامعة عمان الاهلية ابراهيم شحادة قال إن انتقال الطالب من الدراسة في المدارس للدراسة للجامعة مختلفة تماما في المرحلة الجامعية عما كان عليه في مرحلة التعليم العام، حيث يشكل لدى البعض صدمة نفسية قد تعيقه عن مواصلة تعليمه بالمرحلة الجامعية، لافتا إلى أن الطالب ينتقل من الفصل الدراسي إلى القاعة الدراسية، ومن مدرس المادة إلى دكتور ومحاضر، ومن حصة إلى محاضرة، مضيفا أن هذه المفاهيم، التي لم يتعود عليها الطالب، ولم يعها، قد تتسبب له بمفاجأة بالجامعة وقد تؤدي به إلى تركه من هذه المرحلة التعليمية.

وشدد شحادة على أن مدارس المرحلة الثانوية، التي كانت تتبع النظام المطور وهو نظام شبيه إلى حد بعيد بنظام الدراسة الجامعية، الذي طبقته بعض مدارس وزارة التربية والتعليم في الفترة الماضية، استطاع الطلاب المتخرجون فيه من الالتحاق بالمرحلة الجامعية دون أن يحدث لأي منهم اي اختلاف او تغيير عند الانتقال من مرحلة إلى مرحلة اخرى.

و يؤكد شحادة أن العوامل الاجتماعية، التي تؤدي إلى تسرب الطلاب في المرحلة الجامعية، تعود إلى مجتمع المدرسة، الذي يختلف عن مجتمع الجامعة، مشيرا إلى أن مجتمع المدرسة مجتمع مغلق إلى حد كبير، ويعتمد على معرفة الطلاب بعضهم ببعض، بسبب بقائهم طوال العام الدراسي بكامله، لافتا إلى أن الطالب من خلال وجوده في ذلك المجتمع المغلق يتمكن من التعرف بشكل جيد على الهيئة التعليمية، بينما الأمر يختلف كليا في مجتمع الجامعة، الذي يعد مجتمعا مفتوحا.

وبين أن الطلاب متغيرون في كل فصل دراسي وفي كل مرحلة من مراحل التعليم الجامعي، وكذلك الهيئة التدريسية متغيرة على الدوام، بالإضافة لتنوع الأنشطة الطلابية بالجامعة، التي يرى فيها شحادة أنها تختلف اختلافا كليا ما بين المدرسة والجامعة، مبينا أن الأنشطة في المدرسة تعتبر أنشطة محددة، بينما في المرحلة الجامعية هي أنشطة مفتوحة ومتنوعة.

الباحث في الشؤون النفسية والاجتماعية محمد بني دومي بين أن العوامل البيئية مختلفة ما بين البيئة المدرسية والجامعية، التي يرى فيها أنها من العوامل التي تؤدي لتسرب الطلاب من المرحلة الجامعية، موضحا أن البيئة المدرسية تعد بيئة محددة المعالم، ومحدودة الإمكانيات والقدرات، بينما بيئة الجامعة تعتبر بيئة ذات قدرات وإمكانيات أكبر بكثير مما هي عليه بيئة المدرسة، بالإضافة إلى العدد الهائل من الدارسين في بيئة الجامعة.

وقال بني دومي أن كافة العوامل الثلاثة إذا لم يحضر لها الطالب في المرحلة الثانوية بشكل جيد، فإن فرصة تعرضه للتسرب من الدراسة في المرحلة الجامعية تكون واردة، وتشكل عليه خطرا في مواصلته لتعليمه العالي.

وأشار بني دومي إلى أن الاختلاف من قبل الطلاب الملتحقين بالدراسة الجامعية والقادمين من المدارس الحكومية ، يعد أكبر مقارنة بالطلاب القادمين من المدارس الخاصة ، مرجعا سبب التطور في عملية التعليم في المدارس الخاصة الشبيه بالتعليم جامعي.

وحول الحلول التي يراها تساعد في منع تسرب الطلاب في المرحلة الجامعية أو تخفض من نسبتها بين الطلاب، يؤكد بني دومي أنها تكمن في تدريب وتأهيل الطلاب على الالتحاق بالجامعة، مشيرا إلى أنه عمل يجب أن تقوم به المدارس الأهلية والحكومية على حد سواء.

واقترح بني دومي أن يكون هناك من قبل مدارس المرحلة الثانوية برامج زيارات وبرامج تعريفية للطلاب بالجامعة، لافتا إلى أهمية أن تتبنى الجامعة من قبلها وضمن خدماتها التي تقدمها للمجتمع المحلي، بتوفير زيارات لطلاب المرحلة الثانوية بالتعليم العام للجامعة، وذلك من خلال أنشطة معينة وبمشاركة الطلاب، مشيرا إلى أهمية أن يشارك طلاب المرحلة الثانوية مع الطلاب الجامعيين ممن يدرسون في المستويات الثالثة والرابعة بالجامعة، لكي يتآلفوا مع الجو الجامعي، والنظام الدراسي المعمول به هناك، ولكي لا يفاجأ طلاب الثانوية به خلال مرحلة الانتقال للدراسة بالجامعة.

وعلى الصعيد الآخر بين عدد من أولياء الأمور ان الفترة الانتقالية من الحياة المدرسية الى الحياة الجامعية تجرف معها الكثير من المشاكل والمعيقات خاصة وأن الأجواء مختلفة كليا عما اعتاد عليه الطلبة.

وأشارت والدة الطالبة سدين التي انهت المرحلة الثانوية للتو الى أنها تتحدث مع ابنتها دائما بخصوص الحياة الجامعية وتتناول بذلك كافة الجوانب التي تسهل على ابنتها اكمال مسيرتها التعليمية دون أية صعوبات.

وأضافت والدة سدين أن من أهم العوامل التي تصعد العنف الجامعي هي عدم تهيئة الطلبة نفسيا قبل دخول الجامعة خصوصا وأنهم بأوج عنفوانهم وانطلاقهم لاكتشاف طيات الحياة التي قد يضطر أولياء أمورهم الى اخفائها عنهم حتي ينضجوا.

أما والد محمد العكور قال: على أهالي الطلبة التحدث لأبنائهم عن ايجابيات وسلبيات المرحلة الجامعية وطرق تجاوز العقبات التي تصادفهم فهذه المرحلة منفتحة على آفاق واسعة قد تشكل صدمات للطالب ان لم يتهيأ نفسيا اليها.

وأكد العكور أن أساس العنف الجامعي الذي زاد في الآونه الأخيرة يعود أسبابه الى ضعف في تنشئة الطالب نفسيا في بيته، عدا على اصرار البعض في ترك أبنائهم لاكتشاف حياتهم الجديدة دون تدخل مما يؤدي الى آثار سلبية وصلت الى ما هي عليه الآن.

الراي


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة