مرض اقتصادي

أريد أن اكتب مقالا خطيرا..ولا اعرف هل ستجيزه ادارة التحرير الجديدة في الرأي...
أهم شيء لدى الطبيب هو التشخيص بمعنى أنه اذا لم يستطع أن يقدم تشخيصا دقيقا للمرض فلن يجرؤ على تقديم العلاج الناجع...اضافة اعلان

مررت بتجربة القولون مثلا..وكان الطبيب يبطحني على السرير ويبدأ بالضغط على بطني من اليمين ومن اليسار...ومن ثم يخبرني بأن القولون متهيج... وبعد ذلك يعطيني العلاج.
مررت أيضا بتجربة الحساسية، وكنت اذهب للدكتور محمد الجمل وكان يؤكد لي أن الأمر مرتبط بالدهون أحيانا و بطبيعة الجسم أحيانا اخرى وقدم لي نصائح مهمه وأهداني كتابا لم أقم بإعادته إليه بعد.
أيضا مررت بتجربة (القسطرة) فقد أجرى لي الباشا يوسف القسوس عملية قسطرة قبل عامين وأكد لي أن القلب ما زال فيه متسع للعشق والتعب.
مررت أيضا بتجربة اللوز..والتشخيص كان بسيطا وهو فتح الفم قليلا ومن ثم مراقبة اللوز وإعطاء علاج ناجع...
لا أنكر أيضاً أني مررت بتجربة التهاب القصبات، والتشخيص كان يتم عبر التعرض لصورة الأشعة وبعد ذلك تحديد حجم الالتهاب ومن ثم تقديم علاج مركز ومثمر يحتوي على الكورتيزون.
أول أمس تعرضت لتجربة جديدة، اصابني مغص وحولوني الى مستشار في امراض (البروستاتا) أنا اعتقدت أن التشخيص سيكون مثل تشخيص القولون أو القصبات...أو التهاب اللوز، ولكن تبين أن التشخيص مختلف
المشكلة أن الطبيب..أكد لي أن الأمور سهلة وميسرة وتحتوي على فحصين الأول عبر السونار والثاني تشخيص يدوي في هذا الصدد لدي سؤال ؟ ما هو شعور الذين يخرجون من عند طبيب البروستاتا....
قال لي الطبيب بعد أن أنهى الفحص :- لا يوجد اي علة الأمور تمام التمام هكذا وصف الحالة....ثم ضحك وأكمل حديثه قائلا :- (وأنت نازل اتخوزق في هالناس يا أخي في اللي بتكتبوا...الك يوم )
على كل حال بعد هذه التجربة صرت اشك أن الوصفات الاقتصادية التي تقدمها الحكومات حول رفع الأسعار تطبخ في عيادة مستشار طبي....ولا اعرف هل هي وصفات طبية أم اقتصادية....
انا وكما يقول المثل العامي :- (ذقت المر) ولكن (حسرتي ع اللي ما ذاقوا).... زمان كان الأردن يقدم خططا (خمسية) وأخرى (عشرية) فيما يتعلق بالاقتصاد أنا أظن أن الخطط القادمة ستكون (بروتستاتية)....