الوكيل - أجمع عدد من المختصين والأكاديميين على أن «العنف الجامعي» يبقى أسوأ أشكال العنف في المجتمع بما يخلفه من آثار سلبية على الطلاب والمسيرة التعليمية والمؤسسات الجامعية.
ودعوا في تصريحات لـ «الشبابي» الجهات المعنية الى التضافر وإيجاد الحلول الجذرية والرادعة لهذه الظاهرة التي أصبحت تقلق المجتمع وتوتره، مطالبين بغرس احترام العادات والتقاليد في نفوس الشباب، والتمسك بالقيم الدينية السائدة واحترام الرأي والرأي الآخر.
المجالي: ظاهرة خطيرة
وفي السياق قال رئيس المجلس الاعلى للشباب الدكتور سامي المجالي: إن ظاهرة العنف الطلابي، بدأت تأخذ خلال الفترة الأخيرة منحى يشعرنا بالتوتر، مطالباً بالتصدي لها بشتى وسائل التثقيف والتوعية والتوجيه.
وقال: للأسف شاعت هذه الظاهرة الخطيرة على الوطن والمواطن في أرقى صروح العلم وتحديدا في الجامعات، التي يفترض أن تكون منارات علم ومعرفة، لا موئل العنف والنزاعات.
وأكد أن ظاهرة العنف التي تغزو جامعاتنا، لا تعكس الصورة الحقيقية لشبابنا الأردني الذي نفاخر به العالم، والذي طالما نراهن على فكره وعقله وإنجازاته، كما أنها ليست الصورة الحقيقية للشباب الأردني الذي أجاد وأبدع، في شتى المجالات، وساهم في بناء الكثير من صروح المجد والإنجاز الأردني، مبينا أن هذه الصورة المشوهة، والتي تعكسها تصرفات نفر من الشباب غير المسؤول في جامعاتنا الحبيبة، ما تزال قيد السيطرة والعلاج.
ودعا المجالي الجهات المعنية الى إيجاد اجراءات صارمة ووضع الحلول المناسبة لمتسببي العنف في الجامعات، والانطلاق من فكر ورؤى جلالة الملك في إيلاء الشأن الشبابي أهمية كبرى، ومنح الشباب فرص المشاركة في صنع القرار، وتعزيز دورهم في المجتمع، حاثا الشباب على استثمار هذه الفرصة، وبذل كل جهد ممكن في التصدي لظاهرة العنف المجتمعي خاصة وأنهم الأكثر تأثراً وتأثيراً فيها.
وأكد على دور الشباب بالوقوف في وجه كل من يحاول العبث بأمن الوطن واستقراره، وان يحافظوا على الوحدة الوطنية والتغلب على كل ما يزرع الفتنة بين أبناء الوطن.
البطاينة: منارات علم لها قوانينها
وقال عميد شؤون الطلبة في جامعة اليرموك الدكتور احمد هزاع البطاينة ان العنف الجامعي اصبح ظاهرة متجذرة في الجامعات.
ورأى أن الخلل يكمن في عدة جوانب؛ في الجامعة والطلاب والأنظمة وكذلك العقوبات.
وقال إن العنف ظاهرة مقلقة بدأت تنشأ في المؤسسات التربوية حتى وصلت إلى المدارس والاسباب كثيرة ومعقدة ومتشابكة، منها الضغوط الاقتصادية التي تعانيها بعض الاسر ما يتسبب بالتوتر النفسي وحفز الاختلاف مع الآخر، كذلك يوجد تخصصات معينة طلابها يشاركون في العنف اكثر من باقي التخصصات.
وقال إن الجامعة قد تكون مسؤولة عن العنف لعدم توفيرها النشاطات الاكاديمية وغير الاكاديمية بما يشغل الطالب ويوزع الطلبة على مساحة الحرم الجامعي، بالإضافة إلى مسؤولية المجتمع المحلي بتعزيزه سلوك الفزعة وهذا اوسع من قدرة الجامعات ان تعالجه بمفردها لانها منارات علم يجب ان تحترم قوانيها وانظمتها.
وطالب بغرس ثقافة التنوير والتثقيف النفسي في طلابنا وتطوير مهارات الاتصال لديهم، مع تأكيد أهمية العقوبات «اذا تم تطبيقها بالشكل الصحيح لانها تردع مرتكب الخطأ ويكون عبرة لغيره لكن مكمن الخطأ هو في تطبيقها».
وعزا البطاينة العنف الى ما يشاهده الشباب من ثقافات غربية دخيلة على مجتمعاتنا بالإضافة الى تدني المستوى الثقافي للبعض، وكذلك الأسباب البيئية والقهر الاجتماعي، واسباب اقتصادية واجتماعية، واعتبر ان العنف الاسري هو بيئة خصبة للعنف، مؤكداً ضرورة ايجاد حلول جذرية لهذا النوع من العنف لانه يترك مخزوناً داخل نفوس الاطفال.
واشاد بدور الشباب في تنمية المجتمعات ورسم خريطة المستقبل والاسهام في بناء الهوية الوطنية وصناعة القرار والمساهمة في المسؤولية الاجتماعية وتعزيز المشاركة السياسية والانخراط في العمل التطوعي.
عربيات: تعزيز ثقافة الحوار
وشدد نائب عميد شؤوون الطلبة في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور غالب عربيات على دور الطلبة في التصدي لظاهرة العنف الجامعي من خلال تعزيز ثقافة الحوار وتقبل الرأي الاخر.
وطالب بضرورة تعزيز البيئة التعليمية في الجامعات وخلق روح المساواة والشعور بالعدل، كذلك مكافحة البطالة لدى الشباب، من خلال خلق ودعم وتحفيز المشروعات الصغيرة, التي يقوم بها الشباب لإشغالهم واستثمار وقتهم لما فيه صالحهم والصالح العام، داعياً الشباب إلى تعزيز ثقافة العمل التطوعي.
وحث عربيات الشباب على التمسك بالهوية الوطنية التي تمثل القيم والأخلاق التي يجب أن تنعكس أفعالاً بما تعنيه من استقرار للوطن والدفاع عنه والتقيد بنظمه واحترام قوانينه.
ودعا الشباب الى الالتقاء ضمن نسيج مجتمعي متماسك قائم على التعاون والمحبة واحترام العادات والتقاليد والاسرة والبيئة والتمسك بالقيم الدينية السائدة واحترام الرأي والرأي الآخر.
وقال إن رسالة عمان بيان للناس جميعا، للمسلمين وغيرهم في أرجاء العالم، حاولت بلغة يسيرة موجزة أن توصل رسالة الإسلام كما نفهمه من القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن خلال محاور عدة منها طبيعة العلاقة الناظمة لحياة البشر، ثم الدعوة لتجديد مشروعنا الحضاري وفق خطة ذات نظر كلي متوازن.
ودعا الشباب الى محاربة مظاهر العنف كافة ومعالجته واقتلاعه من جذوره ونبذ العنف اللفظي، الفكري والسلوكي والجسدي في مجتمعنا لان العنف بكافة أنواعه وأشكاله دليل من دلائل النفس غير المطمئنة وسلوك الشخص الخائف وانعكاس للقلق وعدم التوازن وقلة الحيلة وضعف الوازع الديني الذي يؤدي الى ضعف الشخصية.
الخزاعي: تحديد الأولويات وترتيبها
وقال عميد كلية الاميرة رحمة الجامعية الدكتور حسين الخزاعي إن الشباب يمتلكون طاقة فكرية وجسدية ونفسية وإبداعية عالية جداً، داعياً الطلاب إلى تحديد اولوياتهم وترتيبها.
وأكد أهمية ألا يكون هناك انفصام بين الجسم الطلابي وادارة الجامعات، فالشباب هم عدة المستقبل وهم الجيل القادم وعلينا الاعتناء بهم، وإدارة هذه الموارد الشبابية وتحفيزهم وتشجيعهم نحو الابداع والابتكار والاستفادة من قدراتهم ومهاراتهم بالشكل الايجابي حتى يكونوا قادرين ومؤهلين لقيادة وطننا في المستقبل.
ولفت الخزاعي الى أن توجيهات قائد الوطن بضرورة استقلال الجامعات وضمان الحريات فيها وصيانة حريات طلبتها وإطلاق العنان لهم دليلٌ قاطع على الثقة والأمل بالشباب وبدورهم في تحمل المسؤولية أمام الوطن، ولتحقيق ذلك لابد لمؤسسات الدولة كافة من مساندة وتشجيع الشباب وتعزيز دورهم القيادي ليصبحوا نواةً وقادةً فاعلين في مجتمعهم يستطيعون إيصال أفكارهم وتطلعاتهم بصورة حضارية وضمن سقف الحرية التي منحهم إياها جلالة الملك دون أي حواجز أو خوف بل يجب تقديم كافة الدعم والمساندة لهم لتقديم الأفكار الإيجابية البناءة وفتح باب الحوار معهم ومن مختلف المستويات والمواقع وإشراكهم في صناعة القرارات .
وشدد على أنه وإزاء هذا الإحساس الملكي الأبوي تجاه الطلبة، فان على أبنائنا ان يعرفوا كيف يستثمرون هذه اللفتة الملكية السامية بطريقة ايجابية، وان تكون حافزاً لهم نحو انطلاقة جديدة وعزيمة صادقة للانتباه الى دروسهم وتعويض ما فاتهم وان يبذلوا جهوداً كبيرة لتحقيق التفوق والنجاح على الصعيدين الاكاديمي والاجتماعي وان يبادروا الى الاستفادة من البرامج والأنشطة التي توفرها عمادة شؤون الطلبة وخاصة غير المنهجية منها والتي تهدف الى تنمية مواهب ومهارات الطلبة الفنية والأدبية والعلمية وغيرها من أوجه الأنشطة التي تستحوذ على اهتمام الطلبة مما يجعل من كل طالب جامعي لبنة بناء في أردننا.
وأكد ان اتحادات الطلبة والأندية الطلابية في جامعاتنا ما هي إلا واحدة من المنابر الحرة التي أعدت وتأسست لها أنظمة وتعليمات ضابطة لإحداث التغيير الايجابي لدى الطالب من مختلف الجوانب، وهي هيئات طلابية منتخبة من قبل طلبة الجامعة انتخابا نزيهاً ومباشراً، تهدف الى المساهمة قدر الإمكان في حل مشاكل الطلبة الاكاديمية كإجراءات التسجيل وفتح الشعب والتعريف بالمستجدات الاكاديمية على الساحة الطلابية، كما تسعى إلى رفع مستوى الوعي لدى الطلبة في شتى المجالات اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً، وإذكاء روح الولاء للوطن وتعميق الانتماء للأمتين العربية والإسلامية وترسيخ الثوابت الوطنية والاسلامية والقيم الاجتماعية ومفاهيم الحرية والديمقراطية.
الرأي - غدير السعدي
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو