الخميس 2024-12-12 10:51 ص
 

مَناصب «تيفال»

07:30 ص

بالرغم من أن اكتشاف «التيفال» قد حدث صدفة على يد كيميائي أمريكي فإن التقنية الفرنسية هي التي أدت لإنتاج أول مقلاة من التيفال الذي لا يلصق به الطعام..اضافة اعلان


بدأت قصة التيفال مع وجبة عشاء بسيطة في بالتيمور عام 1958 م، إذ قبل توماس هاردي المراسل الخارجي لوكالة الصحافة الدولية المتحدة، الدعوة إلى منزل صديقه العائد لتوه من باريس.. كانت الوجبة معدة في مقلاة فرنسية مدهشة لم يلصق بها ولو جزء بسيط من الطعام بالرغم من تجنب صاحب الدعوة استخدام الدهون من زبدة وزيت في الطهي، أعجب هاردي بالطبقة الثابتة التي تم طلاء المقلاة بها المعروفة في فرنسا.
في الغرب،أمريكا اوروبا، عندما يغادر المسؤول منصبه يكتب مذكراته او ينتسب لجمعية خيرية او منظمة إنسانية، ويفيد مجتمعه بطرق مختلفة.
بينما عندنا، نحن العرب،يظل الشخص في منصبه حتى يموت إما «بالسرطان»أو «بالجلطة» أو اغتيالا أو بانقلاب عسكري.
هم ،ينظرون الى المنصِب باعتباره»وظيفة» عامة يأتي إليها الكائن الحيّ في فترة معينة وغالبا محدودة ثم يختفي ليتيح المجال لسواه.
عندنا،يصير» المنصِب» كل حياته،وَيعضّ عليه بيديه وأسنانه،ويستغله فيزيد من ثروته بالسرقات والسمسرة سواء ظاهرة او باطنة ويشغّل «أزلامه» وينتفع أكبر عدد من» المؤلفة قلوبهم» و»جيوبهم»،وإذا ما احسّ بأي شخص»غريب» يقترب من»مناطقه»،يتحوّل الى»ضبع» شرس،ويخرج»زبانيته» ليدافعوا عنه، وعن»مصالحهم».
ليس مهمّا كم عدد الضحايا ، كما في سوريا ـ أو ـ مصر ـ،أو ـ العراق ـ،المهم أن يبقى»الشخص» وعلى الآخرين»السلام» أو « الموت».
في الغرب،يدرك الحاكم او الوزير أنه جاء ضمن ظروف معينة وسيغادر في ظروف معينة أيضا.
عندنا،»يتشبّث» المسؤول بالمنصب،حتى لو كان مريضا او مصابا بداء مزمن،المهم أن لسانه ما يزال بعافيته،ولديه يد يبطش بها،وأعوان يفتكون بالعباد الرافضين لوجوده.
«الإستموات» و»التكالب» على المناصب والمقاعد،»عقدة» لبعضنا او معظمنا.فباستثناء الرئيس»سوار الذهب»،لم يترك رئيس منصبه طواعية،الا ّ أن تأتيه»الساعة»،واحيانا تكون»الساعة» أمريكية أو فرنسية أو إنجليزية،حسب الموالاة.
أتأمّل بعض الحكام العرب المتشبثين بمناصبهم،يلتصقون بها،وبتنا نرى مسؤولين أقل منهم «يقلدونهم» في»الإلتصاق» ب»قلاّية» الكرسي،ويخشون إن هم تركوها،انتهت حياتهم.إما لعدم ثقتهم بانفسهم،أو أنهم لا يعرفون ماذا سيفعلون بدون المنصب اللعين.
أتمنى على شركة « تيفال» الفرنسية ان تصنع لنا «مناصب» لا يلتصق بها المسؤولون. تماما مثل «الطناجر والقلايات».
بلْكي تتحسّن أحوالنا
بلْكي!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة