السبت 2024-12-14 11:52 ص
 

من ذكريات الزمن الجميل ، حين أشاد الرئيس الفرنسي شيراك بنظافة عمان

12:11 ص

بقلم ... موظف أمانة مقهور


لم يكن أحد من أشد المتشائمين من مواطني عمان يتوقع أن يصبح وضع النظافة في عمان على هذا النحو المأساوي والمهين لسمعة مدينتا الجميلة والنظيفة سابقا ، والخادش لمشهدها الجمالي ، حيث تراكم أكوام النفايات في كل مكان ، ومشاهدة الحاويات التي اتخمتها النفايات وشكلت ارتالا مجاورة لها أصبحت من المناظر الاعتيادية . اضافة اعلان

وبالتأكيد فان المشهد المأساوي الحالي لاوضاع النظافة لم يأت فجأة ، بل كان هناك العديد من المؤشرات لدى أصحاب القرار في أمانة عمان وعلى رأسهم رئيس لجنة الامانة المهندس عبدالحليم الكيلاني منذ تسلمه مهامه بداية العام الحالي ، والتي كان يجب عليه وفريقه التصدي لمعالجة الوضع الكارثي للنظافة وتقديم حلول إبداعية استباقية على الاقل للمحافظة على نظافة مدينة عمان بعد أن تخلى مواطنيها عن طموحهم برؤية مدينتهم أكثر نظافة وجمالا .
والعلة ليست في المبررات التي ذكرها المهندس الكيلاني في مؤتمره الصحفي الاخير ، وهي وإن كانت صحيحة لاتعفيه وفريقه من التقصير .والاهمال .
فالخلل يكمن في موضوع ادارة عملية النفايات ، وتعيين الكيلاني لأشخاص غير مؤهلين وغير ناجحين اداريا في هذا الموضوع بعد اعفاء الادارات المتخصصة السابقة من عملها ،مما خلق جوا من التناحر والتنافس غير الشريف بين هذه الإدارات الجديدة لتظهر كل منهما تقصير الاخرى وبالتالي تدفع مدينتنا الحبيبة الثمن .
ولا بد من الإشارة الى أن فشل الإدارة الحالية في خلق بيئة مناسبة للعمل وجو وظيفي قائم على العدالة يعزز الانتماء لمؤسسة الامانة ومدينة عمان ، والعمل بروح الفريق ، أسهم بشكل كبير في حالة الفوضى والتراخي التي تسود كافة القطاعات في الامانة ومن أهمها قطاع النظافة .
والموضوع الاخطر هو تفشي الرشوة والعمولات بين المسؤولين والعمال في مجال النظافة والبيئة حيث يدفع العمال للمسؤولين مايشبه \\\\\\' الخاوة والاتاوة \\\\\\' ونصيب مما يحصلونه من اكراميات واعمال يمارسونها لاشخاص ومؤسسات خلال عملهم ، فاصبح المسؤول غير قادر على توجيه العمال بصوره تخدم المصلحة العامة ، انما تخدم مصالحه الشخصية ،وبالتالي تنعكس سلبا على واقع النظافة .
وهنا نتسائل ألا تعتبر الاشهر الثلاثة الاولى من عهد المهندس الكيلاني فترة كافية لالتقاط مؤشرات الوضع الحالي و معالجة هذا الموضوع الهام والحيوي والذي يعد من اساسيات عمل الامانة والذي كان هو يعرفه عن قرب منذ فترة توليه وكيل الامانة الفني في عهد أمين عمان الاسبق عمر المعاني ، فعمل منذ البداية على طرح عطاءات وشراء آليات بالمبالغ التي توفرت واعلن عنها نتيجة زيادة تحصيلات الامانة عن نفس الفترة للعام الماضي والتي تقارب 3 ملايين دينار ، بدل انفاقها على رواتب التعيينات الجديدة واستحداث دوائر ومديريات على سبيل الإرضاء وصرف مكافآت تنفق في غير وجهها .
ثم لماذا يكتف رئيس لجنة أمانة عمان المهندس عبدالحليم الكيلاني بالشكوى والتذمر كاي مواطن عماني ولا يقدم على أي مبادرة حقيقية ولو كان ذلك ذلك بالاستعانة بالقوات المسلحة الاردنية والمؤسسات العامة لتقديم آلياتها ، او الاسئجار من القطاع الخاص ،أو إطلاق حملة وطنية على غرار الحملة المصرية لتنظيف مدينة عمان . بدل ترحيل مسببات المشكلة الى عهود سابقة والاكتفاء بالجلوس مع المتفرجين .
لا أتمنى أن يقترن اسم المهندس عبدالحليم الكيلاني بحالة الفشل الظاهرة للعيان في تراجع نظافة مدينة عمان ، لكن لابد من تذكيره انه قد يكون حاز على رضى واعجاب 400 عائلة في عمان قد يكون معدل تعدادهم الفي مواطن عماني ، لتعيين ابنائهم في الامانة ، لكنه لو بذل جهوده واستعاض عن هذه التعيينات الجديدة التي ذهبت في جلها لابناء الذوات والمسؤولين ووجه المبالغ الماليه نظير رواتبهم الى تعزيز نظافة المدينة لحاز على إعجاب مليوني مواطن في مدينة عمان ، وربما لفاز في الانتخابات النيابية القادمة وبمقعد في الدائرة الثالثة .
في إحدى المرات السابقة خلال وداع الرئيس الفرنسي جاك شيراك من قبل الراحل الكبير الحسين بن طلال طيب الله ثراه ، واثناء سلامه على أمين عمان الاسبق الدكتور ممدوح العبادي تحدث معه شيراك لاكثر من دقائق لتطالعنا الصحف ثاني يوم بمقدار إشادة شيراك بمستوى نظافة مدينة عمان وإشادته بجهود الامانة في هذا المجال .
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة