السبت 2024-12-14 06:36 م
 

من معنا ومن ضدنا

11:03 ص

أحيانا لا تعرف حقيقة الاشياء إلا حين تجربها , الزيت مثلا قد يغرك الطعم في البداية ولكن حين يوضع تحت النار تنكشف عيوبه , والسمن البلدي قد لا تميز المغشوش من الاصلي ولكن النار وحدها كفيلة بفرزه , ومعرفة الأصلي من المزيف ...حتى الجميد قد يأسرك منظره وطعمه , ولكن حين يغلي تكتشف زيفه وحدها النار هي الكفيلة بمعرفة حقيقة الاشياء .اضافة اعلان

أزمة الطيار الكساسبه , كانت فرصة لمعرفة حقيقة الاشياء , لمعرفة النوايا وللفرز الحقيقي .... فمن المنطقي أن تتوحد الأمة في الأزمة , من الطبيعي أن تتكاتف الناس وتذوب الفوارق , وتصبح الخلافات السياسية , مجرد فقاعات حين يتعلق الأمر بأخذ مواطن أردني كرهينة ...ولكن أزمة الكساسبه , هي ذاتها النار التي تفرز وتفضح عيوب الأشياء ...
مسؤولون سابقون ..الذين خرجوا من السلطة , وذهبوا للإعلام الجديد ولمواقع التواصل الإجتماعي , وأشبعونا تحليلا ونظريات ...في أزمة معاذ أغلبهم لاذوا بالصمت لم ينطق أحدهم بكلمة واحدة , وكأن الحدث في بيوت الجيران وليس في بيتنا ...
مراكز الدراسات الممولة والتي تعنى بالصحافة وحريتها , هؤلاء كانوا ينفعلون حين يحاكم صحفي , أو حين يسجن ...كانوا يغضبون , حين يتهمهم أحد بالتمويل ويملأون الدنيا بيانات , جميعهم تعاملوا مع الحدث بصمت مطبق , وكأن حرية الصحفي أهم من حرية معاذ ..أو أن العسكري الاردني ليس مثل الصحفي ...
ما يسمى بالتيار الليبرالي , هؤلاء أيضا لم يتركوا حدثا عربيا ..إلا وأدلوا برأيهم وبعضهم خاف على الربيع العربي من الإنهيار , والبعض الاخر شكك في الإصلاحات السياسية لدينا , والبعض هاجم البيروقراط والقبضة الأمنية وبعضهم كان يدعو إلى فتح حوار حقيقي مع الإسلاميين ..لدرجة أنهم تباكوا على غياب التيار الإسلامي من المشهد ...هؤلاء صمتوا ايضا لابل أوغلوا في الصمت لم يكن لهم رأي أو موقف .
مراكز الأبحاث المرتبطة تمويلا بالسفارات , والتي كان همها خدش المجتمع الأردني إما بتقديم دراسات عن جرائم الشرف , وإما بتقديم دراسات أخرى عما يسمونه (الجندر) ..وإما بالتركيز على تقديم عنصر وتغييب اخر في القرار ..لم تقدم دراسة واحدة عن الغضبة التي مارسها الأردني بكل صدق في أزمة أسر الطيار ...
كل أمة في العالم حين تصاب بأزمة , تتوحد ...وتمشي خلف وجدان الشعب وضميره ...ولكن نحن ولنعترف أن بؤر التشفي وبؤر الظلام ما زالت بيننا وتنظر للناس والوطن ..من برج عاجي وكأن الأمر لايعنيها .
السؤال الذي يستحق أن نطرقه الان , والأولى بالبحث من سعر الكهرباء ومن سعر الديزل ومن قانون الضريبة :- هو من معنا ومن ضدنا ...ذاك أن المرحلة القادمة هي المعركة مع التطرف والأصولية والإرهاب , لا تحتاج لتسامح وغض النظر بل تحتاج لمبدأ الثواب والعقاب ...
الإرهابي ليس هو الذي ينتمي لجبهة النصرة أو داعش فحسب , فالإرهابي أيضا هو الذي يخون قضيته الوطنية , هو الذي يهزأ بوجدان الشعب هو الذي ينحاز لكل شيء ضد وطنه .....
ان المرحلة , تتطلب منا أن نعرف من معنا ومن ضدنا ....
حمى الله بلادي وأهلها .
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة