السبت 2024-12-14 06:36 ص
 

من وحي حادث سير خطير *

12:51 م

عناية الله جعلتني وابنتي ننضم إلى قافلة الناجين من موت محقّق بحادث سير قُبيل الإفطار، ولن أكتب هنا عن فظاعة الحادث الذي صدمت فيه سيارتان آتيتان من المسرب المقابل متخطيتان الجزيرة وسط الشارع الدولي مقدّمة سيارتي فقلبتاها، وكان ما كان من لحظات تفصل الحياة عن الموت.اضافة اعلان


أكتب، هنا، عن شيء آخر هو الناس الطيبون الذين توقفوا وفزعوا لنا وأخرجونا بصعوبة من السيارة، وما لا يمكن أن أنساه أن شاباً رآني حافياً فخلع نعاله والبسني إياها لأمشي فوق أكوام الزجاج، وكان هناك من اتصل بالدفاع المدني، وتحلّق حولي عشرات الراغبين بالمساعدة، فهؤلاء هم أهلنا الأردنيون الرائعون المتكاتفون لحظة الخطر.

وأكتب، هنا، عن شباب الدفاع المدني الذين وصلوا بعد دقائق قليلة بسيارات مجهزة بكلّ ما يمكن تخيّله من معدات حديثة، فكانوا خير عون لنا لإسعافنا بالضروريات تمهيداً للوصول إلى المستشفى. هؤلاء شباب مثل الورد تدخل معهم حرباً وانت مطمئن على نفسك، ومدرّبون على أداء مهامهم بمهنية فائقة، وأدب جمّ.

وأكتب، أيضاً، عن شباب الطوارئ في مستشفى الأمير حسين الذين وصلناهم جرحى مع موعد الإفطار، فاستنفروا كل الأقسام، وضمّدوا جراحنا، وحاكوا المفتوح منها بغرزات كثيرة، وصوّرونا بالاشعة، وكل ما دفعناه من مقابل هو إبراز بطاقة الهوية، دون ان يسألوا هل لدينا تأمين صحي ام لا. المستشفى الذي يفخر العاملون به انه تعليمي يجعلنا نفخر به لنظافته وكفاءته.

شباب الشرطة لم يقصّروا أيضاً، وأحاطوا الجميع برعايتهم، وانجز مركز عين الباشا معاملاتنا بسرعة البرق، وحتى المتسبب بالحادث المؤسف اعترف أنه مذنب بأريحية، وهكذا فقد كان ما جرى معنا على طريق جرش -عمان صعباً من حيث آلامه على الجسد، لكنه كان لطيفاً من حيث معرفة أن الكلّ يساند الكلّ في بلادنا وقت الضيق والشدة.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة