نظريّة الفعّال

هذه النظريّة من الآخر ..بإمكانك استعمالها بأي وقت و بأي مكان ..هي نظريّة قويّة و مجرّبة ..تخرجك من أي إحراج ..وهي دليل من لا دليل لديه ..وقبل أن أشرحها لكم لابدّ أن أشير أنني لستُ صاحب هذه النظريّة ..بل أنا شاهد عليها فقط ..اضافة اعلان


قبل عشرين عاماً و في سجن الجويدة حين كنتُ هناك ..أدخلوا علينا رجلاً كبيراً أبيض الشعر ..طويل القامة ..وبعد التعرف إليه علمتُ بأنه أستاذ تاريخ على ما أعتقد ..و من خلال النقاش معه شعرتُ بعدم اتزان في كلامه و عدم ترابط ..ولكنه كان يستفزني جدا عندما يستخف بكلامي وهو يبتسم و يقول لي كلاماً عكس كلامي أو كلاماً جديداً و غريباً لا أساس له ..! كنتُ أسأله : وما دليلك على كلامك و في أي كتاب ..يعني بدي المرجع عشان أتأكد و أتوسّع بالموضوع ؟؟ يفاجئني بدليله : كلامي حسب نظريّة الفعّال ..! إذا طلب سيجارة منّي ؛ اسأله وليش أعطيك ؟ يقول لي : حسب نظرية الفعّال لازم تعطيني ..و إذا ظلّ سهراناً طوال الليل و أسأله لماذا ؟ يقول : حسب نظريّة الفعّال لازم أسهر ..وإذا إن لي حقّاً في أراضي البرازيل يكون دليله حسب نظريّة الفعّال ..!!

طوال سجنته معي وأنا أطلب منه فقط أن يفهّمني هذه النظرية و هو يرفض ..ولكنه أكّد لي أنه صاحبها ..و بعد أن صار يتدخل في كل تفاصيلي و بين قوسين ( قرّفني) حياتي بطلباته ..قلبتُ السحر على الساحر ..يطلبني سيجارة فأقول له حسب نظرية الفعّال اليوم لازم ما أعطيك سيجارة ..كان يبتسم و يقول لي : صح ..وإذا جاء ليجلس معي في وقت مش رايق ؛ أقول له حسب نظرية الفعّال غلط تقعد معي ..وينسحب ..

نظرية الفعال شغالة في كل حياتنا ..كل تصرفاتنا بلا أساسات لأنها تمشي حسب نظريّة الفعال ..التي لا يعرفها أحد سوى أنها تخرجك من أي مأزق ..!