نهر من البلاغات،صحيحة وكاذبة

ستتسع فتحة الفرجار. وستثار كل القضايا مرة واحدة. وسنشهد سيلا وفيضا وطوفانا من البلاغات والملاحظات والفيديوهات و»الوثائق» الصحيحة والمفبركة، السليمة والمزورة. وسنقرأ ارقاما فلكية عن فساد فلان وتربح علان. وسنعاين زجّ اسماء محترمة وأخرى واطية في معمعان الفساد وبركته الآسنة. اضافة اعلان

كل هذا يحصل. كل هذا لا يخيف. فعندما نقلب الصخرة الضخمة سنجد تحتها ديدانا وعقارب وفطريات وعلقا، ما ان تضربها الشمس حتى تتلوى وتفعفط وتتحرك.
الكشف عن الأعطاب وتقديم المعلومات الدقيقة للجهات المختصة، مهمة وطنية. وسيحاول المواطنون نشر آلاف القضايا التي يعتبرونها خدمة منهم لتطهير الأردن وتخليصه مما يلتصق به من علق ودرن ومصاصي دماء.
مثلا، وصلتنا ملاحظات كثيرة نأمل أن يتم التحقق منها، تتحدث عن تجاوزات تقع في إجراءات اختيار الموظفين للتعيين.
وأسأل بناء على ما وصلنا:
هل يقوم مدراء وأمناء عامون بالالتفاف والطلب من ديوان الخدمة المدنية، بكتاب رسمي، تعيين حاجتهم من الموظفين، من محافظات بعينها ؟!!!.
يستجيب الديوان فيقوم بإجراء امتحان وارسال الناجحين للجهة الطالبة ليتم مقابلتهم؟ (المقابلة لها عشر علامات).
وصلنا انه يتم تعيين الفائزين ويتم تدريبهم. وتمر الأيام ولا يتم ارسال الموظفين لفروع الدائرة او الوزارة في المحافظة التي تم طلب الموظفين لحسابها.
ووصلنا ان هذه الاجراءات أدت الى ظلم محافظات العقبة ومعان والطفيلة والكرك وعجلون وجرش والمفرق والبادية !!!!.
وان بعض الدوائر ظلت عدة أعوام تطلب من مخزون محافظتين فقط.
قريبا سيبدأ الديوان في تعبئة الشواغر في الوزارات والمؤسسات. ويجب المراعاة الصارمة أن يتم التعيين من مخزون جميع المحافظات، ما دام أن طلب الوزارات صوري، ولا يوجد طالب وظيفة يمانع من العمل في عمان!
ما يقطع الشك باليقين وما يمنع تدحرج اية إشاعات أو اتهامات، هو الافصاح والشفافية. وأن يتفضل ديوان الخدمة المدنية على الرأي العام الأردني، المطعون والمشحون بالسخط والغضب، ببيان التعيينات التي تمت خلال آخر 4 سنوات حسب المحافظة وحسب الاسم الرباعي.
واعتقد انه من اجل منع الاشاعات وضبط اية احتمالات من المشار اليها وغيرها، فإن أي مسؤول، لو كان عمر بن عبد العزيز، كثير عليه 4 سنوات في مركزه. سواء أكان وزيرا أو مديرا عاما أو امينا عاما أو مدير مصرف أو مدير شركة أو هيئة مستقلة.
صحيح انه مع الزمن تتكون الخبرات. لكن يرافقها ضعف الرقابة وشكليتها. تتكون مع الزمن مراكز القوى وتنمو القطط وتسمن ويتكون الفساد ويستبد.