الوكيل - أقر نواب أردنيون بأن شعبية الإخوان المسلمين في بلدهم قد انحسرت باقصاء نظرائهم عن الحكم في مصر لكنهم أشاروا إلى أنّهم سيتجاوزون أزمتهم هذه بفعل مرونتهم وعلاقتهم الجيدة مع الحكومة والقوى السياسية في البلاد... وتحدثوا عن موانع تعيق إعلان أردني رسمي عن دعم المعارضة الإيرانية بشكل صريح.
وتحدث النواب مع موقع 'إيلاف' ردًا على سؤالين وجهتها لهم حول توقعاتهم لمستقبل الإخوان المسلمين في الأردن بعد سقوط نظام نظرائهم في مصر حيث أقروا بالتأثير السلبي عليهم شعبيًا.... وعن الموانع التي تعيق إعلان موقف أردني رسمي لدعم المعارضة الإيرانية حيث ارجعوا ذلك إلى مصالح الأردن الاقتصادية بالدرجة الاولى مع إيران وكذا مع حليفها العراق.
عبد المجيد الاقطش
وقال النائب عبد المجيد الاقطش المقرب من الإخوان المسلمين: لقد فوجئنا في الأردن بما حدث في مصر حيث كانت عملية الانقلاب في مصر محرجة لإخوان الأردن وما زاد من الاحراج أنّ الحكومة الأردنية أعلنت على الفور تأييدها للانقلاب بشكل علني وصريح... وأنا قد اعترضت على هذا التحرك في مداخلة تحت قبة البرلمان وقلت إنه كان هناك تسرع بتأييد انقلاب عسكري على حكومة شرعية ورئيس منتخب... وإخوان الأردن لهم علاقة واضحة مع الحكومة منذ تأسيسهم قبل عشرات السنين فهم ليسوا على خلاف مع حكومات البلاد المتعاقبة أو تعارض مع رئيس الدولة (الملك) بالذات... وهذه المرحلة ليست في صالح الإخوان في الأردن والدليل هناك عمليات اقصاء لهم في مؤسسات الدولة حيث لم يؤتى بأي منهم إلى مجلس الاعيان الذي تشكل مؤخرا بعد ان كان يؤتى بشخص او اثنين من رموزهم... لكن الإخوان سيتجاوزون هذه المرحلة مع الحكومة ومع المعارضة بناء على السياسة المرنة التي تتخذها الحكومة بقيادة الملك عبد الله الثاني ومرونة الإخوان أيضًا فهم حريصون على عدم الصدام مع الحكومة.
أما بالنسبة لموانع اعلان موقف أردني رسمي صريح بتأييد او دعم المعارضة الادنية قال الاقطش: إن هناك علاقات دبلوماسية بين الأردن وإيران وتبادل للسفراء وعلاقات تجارية وعروض إيرانية مغرية لدعم الأردن بالنفط والغاز بأسعار رمزية مخفضة... ثم ان هناك مقامات دينية للصحابة يجلها الإيرانيون وقامت إيران سابقا بأعمارها وهي تطالب الان بأن تكون هناك عمليات تنسيق بتنظيم زيارات للزوار الأردنيين لهذه المقامات كما طلبت إيران سابقا ببناء حسينيات في الأردن... فالظروف السياسية في المنطقة حاليا ومواقف الأردن منها وخاصة في إيران والعراق وسوريا تسبب حرجا للأردن الرسمي في اعلان دعم او تحالف مع المعارضة الإيرانية.
محمد أحمد الحاج محمد
اما النائب محمد أحمد الحاج محمد رئيس كتلة الوسط الإسلامي اكبر كتلة برلمانية أردنية فقد أشار حول تاثير سقوط نظام الإخوان في مصر على مستقبل نظرائهم في الأردن: ان حركة الإخوان المسلمين في الأردن انبثقت مع نشوء الدولة الأردنية عام 1945 وظلت علاقتها مع الحكومة توافقية في غالب الاحيان حول معظم القضايا المثارة في البلاد وان كان يحدث في بعض الاحيان بعض التقاطعات والخلافات حول سياسات معينة... لكن يبقى الإخوان المسلمون جزء من النسيج الأردني وهم ليسوا على خلاف مع الدستور او الدولة... نعم لقد أثرت عليهم احداث مصر سلبا سواء كان بالنسبة للشعب او الحكومة لكن هذا التأثير سرعان ماسينتهي... وما حدث بمصر شكل خسارة لإخوان الأردن فهم مروا بفترات مغالاة لما حدث في المنطقة من دعم لتحركات الربيع العربي وتوقعات نجاح سريع للثورة السورية وهذا الغرور شكل تراجعا لهم الان ولذلك فعلى الإخوان ان يقروا بأن هذا الربيع ليس حقيقيا وان هناك قوى اخرى وقفت وراءه ولكن الجيد حاليا هو ان الإخوان بدأوا يتفهمون هذه الحقيقة ويعودون إلى الحوار والتفاهم مع الاخرين.
وعن نوعية العقبات التي تقف بوجه اعلان رسمي أردني صريح لدعم المعارضة الأردنية أشار النائب الحاج محمد إلى: ان الدبلوماسية الأردنية تسعى دائما إلى عدم الاصطدام مع اي نظام آخر وهناك حساسية بالنسبة للعلاقات الأردنية مع النظام الإيراني... وقضية مخيمي اشرف وليبرتي للمعارضة الإيرانية في العراق لها تداخلات من قبل النظام العراقي ايضا وهناك مصالح مشتركة بين حكومتي البلدين لذلك تعودت الدبلوماسية الأردنية على المجاملة وعدم الصدام المباشر... والحقيقة ليس هناك ضغوط رسمية مباشرة على النواب والقوى الشعبية والسياسية في تأييد المعارضة الإيرانية والنواب يمثلون الشعب الأردني ولهم مطلق الحرية ليقولوا ما يشاءون وقد يتقاطع هذا مع الموقف الرسمي للحكومة او حتى للبرلمان.
ناريمان الروسان
اما المحامية والناشطة السياسية النائب سابقا ناريمان الروسان فقالت: إن الإخوان المسلمين في الأردن نشطوا كثيرا على الساحة السياسية الأردنية خلال السنوات الاربع الاخيرة وتم اعطاؤهم حجما اكبر من حجمهم الحقيقي فهم كانوا الحزب الوحيد المصرح له رسميا بالعمل وكان لهم انصار كثيرون وجمعيات وامكانيات مالية كبيرة يستطيعون من خلالها تقديم خدمات للناس لكسبهم... أما الان وما حصل في الربيع العربي فلم يكن للإخوان تواجد أو تاثير كبير فيها ولذلك فهم حاولوا ان يختطفوا هذا الحراك الشعبي ويتصدرونه لمدة لان صوتهم عال مع انه لايوجد لهم تاثير كبير على الساحة الأردنية حاليا فهم لم يعودوا يمتلكون رموزا قوية... وما يحصل من تطورات في مصر وتونس وليبيا واختطاف ثوراتها اثر سلبا على وضع الإخوان في الأردن... فهم لم يعد لهم في المرحلة الراهنة اي تاثير ولذلك لا نرى لهم مستقبلا في الأردن على المستويين القريب والبعيد لان الأردنيين وبشكل عام لم يعودوا يؤمنون كثيرا بالاحزاب نتيجة ما حصل في دول الجوار واخطاء الإخوان المسلمين في مصر وما يحصل من قتل ودمار في هذه الدول والصراع فيها على السلطة.
أما بالنسبة لعقبات اعلان موقف أردني رسمي بدعم المعارضة الإيرانية قالت الروسان: لايوجد احراج لدى القوى والاحزاب الأردنية لكن الحكومة لاتستطيع الافصاح عن هذا الدعم لان لها مصالحها مع العراق وإيران لكنها لاتعارض في مشاركة القوى السياسية والشعبية في مؤتمرات ونشاطات المعارضة الإيرانية.
موسى أبو سويلم
ومن جانبه أشار النائب موسى ابو سويلم من تيار الوسط الإسلامي حول شعبية الإخوان المسلمين في الأردن بعد سقوط نظام نظرائهم في مصر إلى أنّ الكثيريين اندفعوا إلى الالتحاق او دعم الإخوان المسلمين لاعتقادهم انهم يمثلون الدين الإسلامي الذي هو المحرك الاقوى لهذه الامة... فمصرإسلامية وستبقى كذلك وهذا الذي تعرضت له الحركة الإسلامية هو زوبعة في فنجان فالقضية ان الإسلام حورب سابقا تحت شعار الإسلام الارهابي او المتطرف او الاصولي والان يحارب تحت مسمى الإسلام السياسي بشتى الطرق قد يكون منها السماح له بالوصول إلى السلطة ثم تطبيق عملية اجهاض الثورة.
وهنا لا يمكن أن نقول إن نظام الإخوان في مصر قد فشل لانه لايمكن الحكم عليه من خلال سنة واحدة في السلطة مع ان صناديق الاقتراع هي التي اوصلته إلى الحكم... نحن مع الشرعية ولسنا مع جماعة او تنظيم والناس في الأردن دعموا الإخوان في البلد ولم يدعموا اشخاصا وانما الفكرة وهم قد يخطئوا او يصيبوا لكن الفكرة باقية ويتم التمسك بها.
وأضاف أبو سويلم: صحيح ان ما حدث في مصر قد اثر على الإخوان في الأردن مادام الهجوم كبيرا على الإسلام السياسي والقول للشعوب انتم مع هذا الإسلام وهاهو وصل إلى السلطة ولم يفعل شيئا... ان الرئيس المصري السابق محمد مرسي قد أخطأ كثيرا لكنه لايجب ان يحارب لانه إسلامي ويخطئ الغرب اذا اعتقد ان الإسلام هو مرسي او العكس فمثلا لايمكن القول ان فلسطين هي حماس وانه اذا ذهبت حركة حماس ستذهب معها فلسطين لان هذه قضية باقية.
وفيما يخص الموقف الرسمي الأردني من المعارضة الإيرانية اوضح النائب ابو سويلم ان العالم يعيش حاليا زمن المصالح بعد ان كان في زمن المبادئ على مستوى الدول وهو ما يقف بوجه اعلان رسمي أردني واضح لدعم المعارضة الإيرانية... وان ما تعرض له مخيما اشرف وليبرتي لمجاهدي خلق في العراق من هجومات وقتل واختطاف هي اعمال ضد البشرية ونحن نتعاطف مع القضايا الانسانية فسكان المخيمين لهم قضية من حقهم التعبير عنها والعيش بسلام ولايجب ترويعهم لاجل ما يحملونه من افكار وتوجهات.
ثامر بينو
وقال النائب الإسلامي ثامر بينو حول مدى تأثر شعبية الإخوان المسلمين في الأردن بسقوط نظام الإخوان في مصر ان هذا الامر اثر سلبا على وضعهم سلبا حتى ان الحكومة كانت من اول المؤيدين لما حصل بمصر وذهب الملك عبد الله إلى القاهرة مؤكدا تأييده... فوضع الإخوان السياسي في الأردن تأثر سلبا خاصة من ناحية مشاركتهم في العملية السياسية والانتخابات المقبلة التي اعتقد انهم لن يخوضوها في هذه الظروف وبسبب الدعم غير المحدود للانقلاب العسكري في مصر... وهذا ليس لانهم لن يفوزوا فيها ولكن لانه لن يسمح لهم بالفوز.
وعن حرج الأردن الرسمي من اعلان تأييد واضح للمعارضة الإيرانية قال النائب بينو ان هناك عدم معرفة كاملة في الأردن لتوجهات وسياسات المعارضة الإيرانية ومنها منظمة مجاهدي خلق واعتقد ان الشعب الأردني لو عرف حقيقة انهم مناضلون سلميون فأنه لن يتحرج في دعمهم وسنقوم بدورنا نحن ممثلين للشعب وليس للحكومة بتعريفه بحقيقة عدالة قضية هذه المعارضة.
يوسف أبو هويدي
ومن جهته قال النائب عن كتلة التوافق الوطني يوسف أبو هويدي عن تاثر وضع الإخوان المسلمين في الأردن بما حدث في مصر ان إخوان الأردن حزب قوي ومنظم وله سياسات واهداف ولكن لانعرف ما يخبئه له المستقبل في هذه الظروف لكنه من الواضح انه تاثر سلبا بما وقع في مصر... وتساءل قائلا: اذا كان الإخوان المسلمين في مصر وهم اقوياء لم يستطيعوا عمل شئ في مواجهة اسقاط نظامهم فكيف بهم في الأردن؟... ولكن يفترض ان تبقى معارضتهم في الأردن بناءة.
وعن الموقف الأردني الرسمي من المعارضة الإيرانية أشار إلى أنّه لايرى هناك مصلحة للأردن الرسمي في معارضة او تأييد منظمة مجاهدي خلق فالأردن غير متفاعل مع المعارضة الإيرانية ولكننا كنواب نشارك في نشاط ها وندعم تحركها. -(إيلاف
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو