وسط الأحداث الكبيرة التي شهدها الأردن خلال الأسابيع الماضية، ازدادت الإشارات والتعليقات التي تحدثت عما وصف بحملات إعلامية معادية وممنهجة يتعرض لها الأردن. وفي الحقيقة، هذه ليست المرة الأولى خلال السنوات الخمس الأخيرة، التي ينتشر فيها هذا الاعتقاد وسط النخب، وتحديدا النخب شبه الرسمية، وتلك التي تقف على حدود المؤسسة الرسمية. مع ملاحظة حذر الخطاب الإعلامي الرسمي من تبني هذه الرواية بشكل صريح.
حينما نقول إن الأردن يواجه تحديا إعلاميا إقليميا ودوليا، ويواجه انتقادات غير موضوعية أحيانا وذات أهداف سياسية ودعائية، فإن هذا الأمر ليس بجديد، وهو معروف ويحدث منذ سنوات طويلة. وثمة أجندات سياسية تدير العديد من المنابر الإعلامية، وتحديدا الإقليمية، والتي وضعت السياسات والمصالح الأردنية منذ سنوات طويلة ضمن أجندتها. أما حينما نقول إن الأردن يتعرض لحملة إعلامية معادية ممنهجة هذه الأيام، فلا يمكن حسم هذا الأمر بسهولة.
طوّر الأردن خلال السنوات الماضية خطابه الإعلامي الرسمي. وهناك محاولات وليدة لتطوير الأداء الإعلامي الرسمي الذي يعرف العامة والخاصة مشاكله وضعفه. وعلى مستوى آخر، يعد الأردن الدولة العربية الأكثر قدرة على تصحيح أخطاء الأشخاص والمؤسسات. لكن إلى اليوم، هناك ضعف في إدراك أن المزيد من الشفافية هو مصلحة وطنية، وأن هناك مساحة واسعة لإعادة إنتاج الشفافية والوضوح بما يخدم المصالح الوطنية.
خلال الأسابيع الأخيرة، كان الأردن محط انتباه وتركيز وسائل الإعلام، ليس لشيء أكثر من كونه مصدرا للأخبار. وهو ما يتفق مع طبيعة صنعة الأخبار، وسعي من يقف خلفها دوما إلى الجري وراء مصادرها والبحث عن نقاط الإثارة. هنا على الجمهور الأردني أن يلتفت إلى أن ثمة حروبا استخبارية واسعة النطاق وشرسة تشهدها المنطقة، إحدى أدواتها الإعلام والدعاية. وعلينا أن نلتفت إلى ما يجري على الإعلام الرقمي والإعلام الاجتماعي، لندرك أن الكثير من القصص المفبركة والإشاعات وأنصاف الحقائق مصادرها ليست إعلامية مباشرة.
أما على صعيد الدعاية الإعلامية والاستهداف الإعلامي التقليدي في الحالة الأردنية، فلهما مصادر متعددة أصبحت معروفة. فهناك 1500 قناة تلفزيونية مفتوحة تبث في الفضاء العربي، معظمها يقف خلفه المال السياسي، إذا ما علمنا أن ملكية القطاع العام المباشرة منها لا تتجاوز 11 %. وهناك عشرات المواقع الإلكترونية الإخبارية الشهيرة في الإقليم التي تتلقى أموالا سياسية. وكل ذلك يعد جزءا من اللعبة السياسية الإقليمية التي لا يمكن للأردن أن ينعزل عنها أو أن يتجنب تماماً الإصابة ببعض شظاياها بين حين وآخر. في المقابل، ثمة ممارسات إعلامية مهنية وجريئة، قد تفسر على أنها استهداف. كما هناك ممارسات تتم تحت مظلة حرية التعبير، لكنها ذات أغراض.
لا خلاص من هذه الهواجس والمخاطر معا من دون ملء الفراغ الإعلامي. وأفضل استثمار في الفراغ الإعلامي يتمثل في المزيد من الشفافية والوضوح، وسرعة الاستجابة للأحداث؛ فالذين لا رواية لهم هم الخاسرون، حتى وإن كان الحق لهم.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو