الخميس 2024-12-12 12:39 ص
 

هل البلد "فلتانة"؟

02:54 م

الوضع في بلدنا يشبه تماما، بيت (ابو يحيى).. يسكن بشبه 'برّاكية' متهالكة لا أبواب ولا شبابيك ولا جداران حقيقة لها ، ومع ذلك يسعى جاهدا ان يضع فوقها هَرَمَاً من القرميد الثقيل و الفاخر ..اضافة اعلان


**

كل تركيز الدولة منصبّ هذه الايام على قانون الانتخاب، وثمة سباق مجنون مع الزمن حول إجراء انتخابات نيابية قبل نهاية العام، وكأن (الانتخابات) سوف تبرىء الأكمه والأبرص، وتحيي الموتى ، و'تسوكر' الاصلاح وتخفض الأسعار، وتوفر مصدر رخيص للطاقة ، و تضخ المياه في المواسير العطشى وستحل الفقر والأهم من كل ذلك تقضي على فوضى الشارع ...

**

من لا يرى من الغربال أعمي ..البلد في هذه اللحظة في طريقها الى الفلتان..لم يبق حي او حارة أو شارع إلا وشهد تطاولاً على القانون ،ومحاولات لتكسير هيبة الدولة بكل الطرق واحسب ان هذا التراخي صار مقصوداً لتمييع وقار الدولة وتقزيم جهود المؤسسات التنفيذية وذلك تمهيداً 'للحلقة الاخيرة' ..تخيلوا لم يعد يستطيع شرطي السير مخالفة أي مركبة متوقفة في مكان خطأ ، او يقوم بتوقيف أزعر سكران يهدد المارة ، كما لا تستطيع الدولة بكل اجهزتها الأمنية مدعومة (بالاغاني الحماسية) ان تعتقل بلطجي واحد يفرض الخاوات على المحال التجارية، تقول الارقام ان هناك أكثر من 180 ألف مطلوب للتنفيذ القضائي على جرائم مختلفة خارج أسوار السجن ...ولا أمل ان يدخلوه ابداً.. ناهيك عن التخريب غير المبرر، والاستقواء ،والمزاجية اللي بلا طعمة ، بالاضافة الى امراضنا النفسية التي صرنا نحملها للبلد ...

عندما لا تستطيع الدولة ان تأخذ الحق لصاحب الحق يبدأ 'الفلتان' ويبدأ قانون العضلات يبرز وينتفخ على حساب شرعية الوطن عندها سنعود رغماً عنا الى المجتمع البدائي غزوات وثارات وكرّ وفر وربما حرب أهلية..



ما أود سؤاله الآن، هل يعرف اللاهثون وراء اجراء الانتخابات النيابية ان الدولة لم تعد قادرة على تطبيق قوانينها وأن 'حارة كل من أيده اله' كبرت وصارت وطناً؟ هل يعرف انه لا يمكن إجراء انتخابات – بغض النظر عن القانون سيء او جيد- في ظل هذه الظروف من الــ' طعة وقايمة '..وان أي خاسر سوف يقوم مناصروه بحرق الدنيا بما فيها..

بحسبة 'عجايز' تخيلوا لو نزل 500 مرشح فقط في كل الاردن ..سينجح منهم 140..وسيخسر الانتخابات 360...اذا سيكون لدينا على الاقل 360 من احداث التكسير والحرق وقطع الشوارع واقتحام المؤسسات الرسمية كلها تجري في آن واحد وبتوقيت واحد مما يعني القضاء تماما على مقدرات البلد في 24 ساعة ...وبهذا نكون قد كسبنا 'برلمان يضم 140 عضواً' وخسرنا وطناً يضم '6 ملايين مواطننا'..



يا أبو يحيى..زبط بيتك..بعدين حط 'قرميد' ..والله السقف ما بتحمل!!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة