السبت 2024-12-14 04:08 ص
 

هل تصمد إیران؟

08:01 ص
مواجھة جدیدة لیست كالعدید من سابقاتھا بین الولایات المتحدة وإیران، قد تصل لحدود مواجھة عسكریة محدودة وعلى شكل قصف جوي واستنزاف متبادل. اضافة اعلان


جدید ھذه المواجھة أنھا تضمنت واستبقت بإعلان الولایات المتحدة الأمیركیة الحرس الثوري الإیراني منظمة إرھابیة، وفي ھذا تمھید قانوني وسیاسي لاستھدافھ لاحقا.

والجدید الآخر النتائج غیر المتوقعة للعقوبات الأمیركیة الاقتصادیة على إیران والتي تشیر إلى تحقیق تلك العقوبات أھدافھا وعدم تمكن إیران من مواجھتھا أو التغلب علیھا.

نھج التعامل الجدید مع إیران، المدعوم بعلانیة وقوة من قبل دول الإقلیم الأكثر تضررا من ّ سلوك طھران، یشیر إلى أنھ یستند إلى قناعة أن مواجھة إیران إقلیمیا وكبح سلوكھا المصدر للفوضى یجب أن یستھدف طھران مباشرة، لا أن یتم الانشغال بأذرعھا الإقلیمیة المتعددة، وھذا الأمر تماما ما تریده طھران، وقد برعت باستخدامھ خلال العقدین الماضیین.

التصعید الأخیر یستھدف قدرة النظام الإیراني على الاستمرار من خلال حرمانھ من موارده المالیة من النفط، وھذا أمر حساس ومؤثر، فالبلد یعاني من ظروف اقتصادیة صعبة كانت سببا في عدید من الاحتجاجات السابقة تضمنت بعض عناوینھا التي رفعھا المحتجون أن تكف بلدھم عن دعم الحلفاء الإقلیمیین والإنفاق على سیاسات خارجیة ودفاعیة غیر مفیدة، وبدل ذلك تحویل موارد النفط لتحسین حیاة الشعب.

 ردود فعل إیران متوقعة ولكنھا غیر واقعیة؛ ھددت بإغلاق مضیق ھرمز ومنع تصدیر 40% من نفط العالم، وتدمیر أي ھجوم على الحرس الثوري، والاستمرار بتصدیر النفط رغم العقوبات. ومع ذلك، فھي تعلم أن تھریب النفط مھما بلغ حجمھ لا یمكن أن یغني عن بیعھ للمستوردین الأساسیین، كما أنھا تعلم عدم امتلاكھا المقدرة على إغلاق مضیق ھرمز، ولا على مواجھة ھجوم عسكري لطالما تجنبتھ، حیث تشیر الغالبیة العظمى من التحلیلات العسكریة المحایدة ذات المصداقیة إلى أن إیران ”نمر من ورق“، وأنھا فعلیا لیست على الإطلاق بالقوةالتي تدعیھا، ولھذا تلجأ دوما لأسلوب المواجھة غیر المباشرة وغیر النظامیة التقلیدیة، وتستبدلھا بأسلوب الحرب بالوكالة.

المشھد الآن یبدو كما لو أن إیران تواجھ إما استحقاق التراجع وإحداث تغییر جذري بسلوكھا السیاسي والأمني الإقلیمي، أو أن تستمر بالنھج السابق نفسھ، فتغامر بانھیار الاقتصاد أو بمواجھة عسكریة ستؤلب علیھا الشعب، الذي سیحاول الإطاحة بالنظام واستبدالھ بآخر أكثر عقلانیة واعتدالا، وأقل ثیولوجیة وشمولیة.

مؤشرات أداء النظام الإیراني الاقتصادیة والخدماتیة في غالبیتھا تشیر إلى إخفاقات لا حصر لھا، والأیدیولوجیا والشمولیة الدینیة لن تكون قادرة على إطعام الناس وخدمتھم، والتاریخ زاخر بالأمثلة التي أطاحت بالشمولیة في سبیل الواقعیة المستجیبة لمطالب الناس، لذلك فیتوقع أن تزداد وتیرة مطالبات الشعب الإیراني بنظام واقعي غیر غارق بإسقاطاتھ الدینیة الشمولیة على حساب تجویع الشعب وإطعام الأذرع الإقلیمیة المتعددة. صیف سخن بلا شك، ومفتوح على جمیع الاحتمالات، یتطلب من الجمیع الحكمة والحذر .
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة