قد يكون من المقزز تخيّلُ جريان دم شخصٍ آخر داخل أوردتك، فالدم هو أحد سوائل الجسد والذي يمكن من خلاله انتقال جميع أنواع الأمراض؛ بل الأكثر غرابةً أنه يحمل الحمض النووي الذي هو بمثابة بصمةٍ فريدةٍ لصاحبه، ولكن عندما يتعلق الأمر بالحياة والموت، فقد تكون دماء شخص آخر هي الخيار الوحيد.
تعد عملية نقل الدم عمليةً شائعة، وبحسب موقع Medical Dailyأشار المعهد الوطني الأميركي للقلب والرئة والدم إلى أن ما يقرب من 5 ملايين شخصٍ أميركي يتلقون نقلاً للدم مرةً كل عام، سواء كان ذلك نقلاً لكل مكونات الدم أو لأجزاءٍ منها فقط كالصفائح الدموية، أو البلازما، أو كرات الدم الحمراء أو البيضاء؛ وذلك بسبب التعرض لجروحٍ أو لعملياتٍ جراحيةٍ تُفقدهم الكثير من الدماء، أو بسبب اضطرابات النزف كاضطراب الهيموفيليا الذي لا يتجلط فيه الدم بشكلٍ طبيعي.
ومن أسباب ذلك أيضاً، الإصابة بعدوى تقلل من قدرة الجسد على تكوين الدم، إضافة إلى العديد من الأمراض الأخرى؛ كالأنيميا والسرطان وأمراض المناعة الذاتية.
وقد توصل العلماء بسنغافورة حديثاً إلى طريقةٍ يستطيعون بها تحويل خلايا الجلد إلى خلايا دموية، ولكن هذه الطريقة اختُبرت على الفئران ولم تُختبر على البشر بعد.
وبخلاف أن هناك بعض الأشخاص الذين يقومون بالتبرع بالدم قبل العمليات الجراحية الاختيارية كي تنقل إليهم دماؤهم مرة أخرى بعدها، فإن الدم المنقول في معظم الحالات يكون من متبرعٍ عطوف، ولكن الخبر السار هو أنك ستبقى كما أنت بعد تلقي دماء المتبرع حتى وإن كان بداخلك بعضٌ من جسد هذا الشخص.
وبحسب ما نشرته مجلة Scientific American، فإنه عند اختلاط دماء المتبرع بدماء المتلقي داخل الجسد، سيبقى الحمض النووي للمتبرع في جسد المتلقي بضعة أيام، ولكن من المستبعد أن يؤثر ذلك في نتائج الفحوص الوراثية بشكلٍ ملحوظ، ويبدو ذلك بسبب أن كرات الدم الحمراء هي المكون الأغلب في الدم، ولا تحمل خلايا كرات الدم الحمراء الحمض النووي، بينما تحمله كرات الدم البيضاء.
وأشارت المجلة إلى دراساتٍ تُظهر أن هناك معداتٍ عالية الحساسية يمكنها أن تكشف عن الحمض النووي للمتبرع داخل دماء المتلقي بعد مدة تصل إلى أسبوع من عملية نقل الدم، ولكن في العمليات التي تم فيها نقل كميات كبيرة من الدماء، وُجد أن خلايا كرات الدم البيضاء بقيت لمدة تصل إلى عام ونصف العام في دماء المتلقي، ولكن حتى في مثل هذه الحالات يبقى الحمض النووي للمتلقي سائداً بوضوح فوق الحمض النووي للمتبرع ويتم تمييزه بسهولة على أنه متطفل غير مهم نسبياً.
يكمن الخطر الحقيقي لعمليات نقل الدم في تفاعل الجسم مع الدم المنقول، فقد وضعت مؤسسة Mayo Clinic قائمةً بهذه المخاطر تضمنت ظهور حساسية، وارتفاع درجة الحرارة، والزيادة المفرطة لنسبة الحديد في الجسد، وحالة عالية الخطورة ولكنها نادرة حيث تهاجم فيها كرات الدم البيضاء للمتبرع نخاعَ المتلقي، فهي شكلٌ من أشكال مرضٍ يطلق عليه graft-versus-host disease.
وأضافت المؤسسة أن 'أكثر من يصابون بهذه الحالة هم الأشخاص المصابون بضعفٍ شديدٍ في جهازهم المناعي كهؤلاء الذين يتلقون علاجاً لسرطان الدم أو سرطان الغدد الليمفاوية'، ومن المستبعد أن تكون دماء المتبرع محمّلةً بعدوى؛ وذلك لأن بنوك الدم تفحصها جيداً، ولكن هناك حالات نادرة جداً تنقل فيها عدوى الإيدز أو الفيروسات الكبدية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو