السبت 2024-12-14 12:07 م
 

هل ستقع "كارثة" مائية على الأردن لا محالة ؟!

04:57 م

الوكيل - أشرف الراعي : لم يمنع 'شح المياه' الذي تعاني منه المملكة مع انخفاض منسوب مياه الأمطار الساقطة هذا العام أم محمد من 'التبذير' في استخداماتها العائلية، باستخدام خراطيم المياه من أجل تنظيف حديقة منزلها الكائنة في إحدى مناطق شرق عمان.

تحاول السيدة الخمسينية بكل مجهودها تنظيف بقايا الأشجار حول منزلها، بواسطة خراطيم المياه وهو ما يشكل عبئا على المملكة، التي أصبحت تصنف حاليا من 'أفقر أربع دول في العالم في المياه'.

لا تكترث أم محمد بما يقوله خبراء المياه في المملكة حول تخوفات من 'جفاف لم تشهده المملكة منذ 15 عاما'، سيحل بالمملكة هذا العام، معلقة 'الكل يستخدمون خراطيم المياه وقد تعودنا على ذلك'.

ولا يختلف حال أم محمد عن حال غيرها من العائلات، في مناطق غرب عمان؛ إذ تلجأ السيدات إلى ذات الأسلوب، كما تستخدمه مؤسسات أكاديمية وتعليمية ومؤسسات قطاع خاص، في وقت تحتفل فيه المملكة في الثاني والعشرين من آذار كل عام باليوم العالمي للمياه.

وبجانب ذلك، يطلق الخبراء بشكل متكرر صفارات إنذار' بمواجهة صيف غير مسبوق' يطلقها موسم شتوي دون المعدل، وسط انخفاض المخزون المائي في سدود المملكة بما نسبته 9.2%، حتى الفترة ذاتها من العام الماضي.

كما يرصد انخفاض حجم التخزين المائي خلال الموسم الشتوي الحالي في سدود المملكة الرئيسية باستثناء سد الوحدة، من 36.8% العام الماضي إلى 27.6% حاليا ولغاية الفترة ذاتها، 'عبئا مائيا إضافيا'، في بلد يعاني أصلا من اختلال في معادلة التوازن بين الطلب والمتاح من المياه.

وفي حين بلغت كميات المياه المخزنة حاليا في السدود التسعة نحو 59.9 مليون متر مكعب من أصل مجموع السعة الإجمالية للسدود والبالغة 217 مليون مترمكعب، ارتفعت هذه النسبة عن ذلك خلال الموسم الشتوي الماضي، حيث وصلت إلى حوالي 80 مليون.

ورغم اختلاف اللغة بين الخبراء والحكومة حول الملف المائي، إلا أن الجهتين لا تختلفان حول كون ذلك 'من أبرز تحديات المستقبل'؛ فالأرقام وحتى الرسمية 'تبدو مرعبة' وفق خبراء لمن يراجعها، فيما يبلغ حد الفقر المائي عالميا للفرد 1000 مترا مكعبا سنويا، لا يزيد نصيب الفرد في الأردن عن 148 مترا مكعبا، وفق تقرير رسمي صادر عن دائرة الإحصاءات العامة تحدث عن 'طلب متزايد في المياه خلال السنوات الماضية صاحبه نقص في الموارد المائية ما استدعى تغطية هذه الحاجة من المياه الجوفية بشكل زاد عن الحد الآمن'.

تقرير أمريكي : كارثة مياه في الأردن ستقع 'لا محالة'


ولم تقتصر هذه التحذيرات على الخبراء؛ إذ يحذر تقرير أميركى من خطورة الوضع المائى فى الأردن، حسبما كشف تقرير أعدته الوكالة الأميركية للإنماء الدولى ونشر على الموقع الإلكترونى لوزارة المياه والري.

يقول التقرير إن الأردن يواجه حقيقة 'مخيفة' تتعلق بانخفاض مصادر مياهه، لا سيما وأنه يستهلك مياها أكثر من المتوفر من المصادر الآمنة 'المتجددة سنويا'، محذرا ما وصفه بـ 'كارثة' المياه التى ستقع 'لا محالة'، بسبب جفاف مصادر المياه الجوفية تدريجيا.

التقرير اعتبر أن العديد من المشاريع التى تنفذها الحكومة الأردنية لتلبية حاجة السكان من المياه لن تكون كافية لا سيما مشروع جر مياه حوض الديسى.

يضيف أن مشروع مياه الديسى الذى تخطط الحكومة لتنفيذه حاليا؛ سيوفر زهاء 20% فقط من الطلب المتوقع على المياه المستعملة للأغراض المنزلية العام 2020 .

الحكومة تطلق مشروعا بـ600 مليون دولار لجر مياه الديسي وسط توقعات بـ 'عدم كفايته'

وكانت المملكة أطلقت فى تموز (يوليو) من العام قبل الماضي مشروعاً بقيمة 600 مليون دولار لضخ المياه من المخزون الجوفى للديسي فى الجنوب، فى المنطقة الواقعة على الحدود الأردنية السعودية على بعد 250 كيلومتراً من العاصمة عمان.

سلامة : حالة الجفاف التي نشهدها اليوم أشد من سابقتها

ويعتقد أستاذ علوم المياه الجوفية وكيميائية المياه في الجامعة الأردنية الدكتور إلياس سلامة أن حالة الجفاف التي تشهدها المملكة أخطر بكثير من تلك التي حدثت العام 1995، معلقا 'إذا استمر الوضع على ما هو فستعاني المملكة من شح في المياه المستخدمة في غير الشرب'.

ويرى سلامة، عضو اللجنة الملكية للمياه، أن 'مياه الشرب ستتوفر من خلال وزارة المياه والري'، مشددا على أن الوضع حاليا متوتر جدا بسبب زيادة عدد السكان واستنزاف المياه الجوفية بصورة أكبر، فضلا عن كون حالة الجفاف التي تشهدها المملكة حاليا كبيرة.

ووفق سلامة، فإن هناك تصرفات فردية وسلوكيات خاطئة يقوم بها البعض من خلال استغلال مياه الشرب في سقاية الحدائق وغسيل السيارات.

وقال إن هذه المياه تستنزف من جوف الأرض؛ فبدلا من استخدامها في الشرب تستخدم في مجالات أخرى، وهو أمر يزيد من حالة الجفاف وشح المياه.

وأضاف سلامة 'نحن نستخدم المياه الجوفية، ونستنزفها بشكل كبير وهو أمر بحاجة إلى انتباه حتى لا تعاني المملكة من حالة الجفاف التي يتنبئ بها كثير من الخبراء'.

ودعا إلى استخدام أساليب أكثر توفيرا خصوصا في المياه المستخدمة للزراعة، وغسيل السيارات، فضلا عن عدم استخدام مياه الشرب لهذه الاستعمالات.

اضافة اعلان


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة