الأحد 2024-12-15 09:35 م
 

هل يعود بنا البخيت إلى زمن عبيدات؟

10:51 ص

تراجعت مكانة المركز الوطني لحقوق ا?نسان في السنوات ا?خ?رة. فمنذ ا?طاحة برئ?سھ ا?ول ومؤسسھ، رئ?س الوزراء ا?سبق أحمداضافة اعلان

عب?دات، صار المركز مؤسسة تابعة؛ تتدخل الجھات الرسم?ة وا?من?ة في عملھ. وأصبحت تقار?ره السنو?ة باھتة، وتصاغ بلغة توف?ق?ة
تفتقر ل?نح?از المطلوب لحقوق ا?نسان. وفي المناسبات التي تتطلب اتخاذ مواقف صر?حة وجر?ئة في مواجھة انتھاكات الحقوق ا?ساس?ة
للمواطن?ن، تخلى المركز عن دوره إ? في مرات نادرة.
أخ?را، بدا المركز الوطني وقد استعاد بر?قھ. الب?ان الصادر عنھ منذ ?وم?ن حول موقوفي الحراك، أعاد إلى ا?ذھان صورة المؤسسة
الوطن?ة التي افتقدناھا لسنوات؛ مؤسسة منحازة بشكل جذري لحر?ة التعب?ر التي كفلھا الدستور، ومنسجمة مع توجھ الدولة المعلن في
مناھضة التعذ?ب، وحما?ة وتعز?ز حقوق ا?نسان.
الصحوة المفاجئة للمركز الوطني لھا، كما ?بدو، ع?قة مباشرة بالتغ??ر الذي طرأ على ق?ادتھ مؤخرا، وتع??ن شخص?ة وطن?ة وأكاد?م?ة
رف?عة على رأسھ، بمكانة المؤرخ الدكتور محمد عدنان البخ?ت.
?عرف الكث?رون الدكتور البخ?ت كعالم في التار?خ، وصاحب مدرسة في إدارة مؤسسات التعل?م العالي. لكنھ قبل ھذا وذاك، رجل ق?م
ومبادئ؛ حاد وقاطع ? ?جامل في قول الحق مھما كانت الظروف، ?ف?ض نزاھة واستق?ل?ة فوق علمھ وخبرتھ العر?قة.
لم ?لتفت بعضنا إلى ق?مة القرار بتع??نھ رئ?سا لمجلس أمناء المركز؛ فقد بلغت الخ?بة حدا دفع ا?غلب?ة إلى ا?عتقاد أن عودة المركز إلى سابق
عھده شيء مستح?ل. لكّن ب?انا واحدا كف?ل بإح?اء ا?مل بقدرة المركز على النھوض من جد?د كمؤسسة وطن?ة مستقلة، ھمھا ا?ول وا?ساس
الدفاع عن حقوق ا?نسان، وا?نح?از للدستور، بصرف النظر عن ا?عتبارات الس?اس?ة.
المؤسف حقا أن المركز كان ?راعي ھذه ا?عتبارات على حساب مھمتھ الرئ?سة التي من أجلھا جرى تأس?سھ، وھي الدفاع عن حقوق
ا?نسان، وصون الحر?ات العامة للمواطن?ن.
كان صمت المركز عن التجاوزات التي رافقت ا?نتخابات الن?اب?ة العام 2010 مخز?ا، و? ?قارن بموقفھ الشجاع أ?ام أحمد عب?دات في كشف
التزو?ر الفاضح ل?نتخابات الن?اب?ة والبلد?ة العام 2007. كما أن تردده في الدفاع عن معتقلي الحراك في السنت?ن الماض?ت?ن، وانح?ازه
للروا?ة الرسم?ة، شك? نقطة سوداء في تار?خ المركز.
الخاسر في ذلك كلھ الدولة؛ التي بنت مؤسسة وطن?ة ذات صدق?ة، ثم حطمتھا ب?د?ھا، فقط من أجل إرضاء حفنة من المسؤول?ن غامروا
بمصالح الب?د لحساب مصالحھم الشخص?ة.
ش?خ المؤرخ?ن محمد عدنان البخ?ت ?ملك من المكانة والقدرة والخبرة ما ?ؤھلھ لوصل ما انقطع، واستعادة مؤسسة وطن?ة جرى اختطافھا
في وضح النھار وإلحاقھا برئاسة الوزراء. ? نفتري أو ندعي في قول ذلك؛ فقد مارس رؤساء حكومات أبشع الضغوط على بعض رؤساء
مجلس أمناء المركز ?رغامھم على إصدار تقار?ر وتوص?ات، في مناسبات عد?دة، تخدم س?اسات حكوماتھم. و? أظنھم ?نكرون تلك
الوقائع.
?تع?ن على القوى ا?جتماع?ة والس?اس?ة، وكل المدافع?ن عن حقوق ا?نسان في ا?ردن، أن ?ساندوا البخ?ت في مھمتھ ?ستعادة المركز
الوطني، وان ? ?سمحوا لتجربتھ أن تلقى المص?ر الذي انتھت ال?ھ حقبة عب?دات؛ الزمن تغ?ر، نعم، لكننا ھذه المرة نر?د للمركز الوطني أن
?عود إلى الوراء، إلى زمنھ ا?ول في عھد عب?دات؛ مؤسسة حرة ومستقلة، محصنة بالدعم الملكي، وملتزمة بالدفاع عن حقوق الناس.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة