الأحد 2024-12-15 02:42 م
 

هل ينجح كي مون .. في مهمته «اليمنية»؟

01:48 ص




يُمضي أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون «سحابة» الأشهر الأخيرة من ولايته, في زيارات بروتوكولية أقرب إلى الوداعية منها إلى أي شيء يمكن وصفه بالمساعي أو المهمات التي يمكن أن يصيب فيها نجاحاً يُذكر, ما بالك انه خلال عشر سنوات هي مدة ولايتيه، لم يُسجَّل للرجل أي مواقف مُتميِّزة أو منحازة للقانون الدولي، كي يُقال في صالحه انه بذل جهدا واظهر تصميماً, غير أن دوره المُحدود الصلاحيات, لم يُسعِفه في مواجهة الضغوطات الهائلة التي يتعرض مَنْ هو في موقعه، مِنْ الدول ذات النفوذ والسطوة, على ما هي عليه الولايات المتحدة الأميركية وما تمثله وسائل الإعلام والمنظمات والهيئات المُؤتمِرة بأمرها, فضلاً عن تلك التي تدافع عن مصالح المُستعمِرين الصهاينة في فلسطين، ولهذا رأينا الدبلوماسي الكوري الجنوبي السابق ,يلجأ للتعبير عن مواقفه مما يحدث في منطقتنا وبخاصة في فلسطين, إلى تكرار مصطلح متهافت’ اتخذه كثيرون منصة لانتقاده واظهار عجزه عندما يقول هو أو الناطق باسمه أو عند اصدار بيان حول حدث ما, أن «الأمين العام يُعبّر عن قلقه الشديد, مما يحدث في الضفة الغربية».. مثلاً..(الطريف في ذلك كلّه ان «بان» سيُغادر الكويت الى «فلسطين» لأن سعادته «يرفض» ان تبقى الامور هناك ,على ما هي عليه) فعلاً... صحّ النوم.اضافة اعلان



بان كي مون حطّ يوم أمس في دولة الكويت، والهدف من زيارته هذه, هو محاولة انقاذ المحادثات اليمنية اليمنية التي تجري برعاية مبعوثه الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد منذ 68 يوما, دون إحراز أي تقدّم يذكر, بل ثمة أسبوع واحد هو ما تبقى من رمضان الكريم, لانتهاء هذه المباحثات التي طالت وعندها – وربما قبلها – يصعب التكهن بالمدى الذي سيذهب اليه اليمنيون, سواء وفد صنعاء المكوَّن من جماعة انصار الله (الحوثيون) وحليفهم حزب المؤتمر الشعبي (حزب علي عبدالله صالح) ووفد هادي الذي ما يزال البعض يصف حكومته بالشرعية، ما يعني في قراءة أخرى أن «خريطة الطريق» التي سيُقدِمها كي مون إلى المتفاوضين اليمنيين والتي كشف ولد الشيخ أحمد عن وجودها في تقريره لمجلس الأمن مؤخراً، يمكن أن تُشكّل «الفرصة الأخيرة» للتجسير على الهوة العميقة التي ما تزال تفصل بين «الطرفين» اليمنيين, دون اهمال حقيقة رفض «الطرفان» لهذه الخريطة بافتراض ان ما سُرِّب منها كان صحيحاً, حيث اعلن – كل على حدة – انها لا تلبي طموحاتهما في حدها الامني؟

أين من هنا؟

يُدرك طرفا الازمة اليمنية انهما لا يملكان حرية قرارهما بالكامل, وهما وبعد كل هذه الجولات الفاشلة من المحادثات التي استقرت في النهاية في دولة الكويت, والتي اسهم اميرها في الحؤول دون انفراط عقدها منذ بداياتها قبل نحو شهرين, ليس بوسعهما تحديد مواقف نهائية وحاسمة (رفضاً او قبولاً بالطبع) الا بعد تصديق مرجعياتها الاقليمية والدولية, والا لما كانا استمرا حتى هذا الوقت الطويل في المراوحة مكانهما دون أي تقدم, بل كلما لاح ضوء في نهاية النفق المظلم وراح اسماعيل ولد الشيخ يتحدث بتفاؤل ثبت انه مُبالَغ فيه حتى لا نقول كاذب, من انهما اقرب الى الاتفاق من اي يوم مضى, فاذا بالامور تعود الى المربع الاول, في ظل استعداد من الطرفين لحزم حقائبهما ثم يتدخل امير الكويت في اللحظة الاخيرة ليعود الطرفان الى الطاولة ذاتها, ولكن ايضاً في التمسك بالمواقف ذاتها التي أفشلت التوافق على رؤية مشتركة في حدودها الدنيا.

لا يبدو الامين العام للامم المتحدة معنياً كثيراً بانجاح المسعى الذي سيقوم به من خلال زيارته هذه, ليس فقط لان لا رصيد له بين طرفي الازمة يمكن ان يصرفه لاقناعهما بالمغامرة في تقديم التنازلات في حدّها الادنى مقابل ضمانات, يدرك اليمنيون ان الرجل الذي يستعد لمغادرة موقعه لن يضمن موافقة كبار مجلس الامن عليها, ما بالك – ايضاً – عن العواصم الاقليمية التي سيكون لها رأيها في هذا الشأن, وعندها ستكون الجولة الراهنة قد وصلت الى نهايتها المُقرّرة قبل عطلة عيد الفطر, ليُصار الى استصدار «تعهّد» من كل منهما بالعودة الى طاولة المفاوضات بعد العيد, ولمدة شهرين على ما راج عن مقترح جديد طُرح في اليومين الاخيرين.

خلاصة القول ان المأساة اليمنية المتمادية فصولاً, قد شكّلت «ورطة» حقيقية لكل الاطراف المنخرطة فيها, وأن استمرارها حتى في ظل التهديد بالتصعيد العسكري, لن يُخرِج أي طرف من ورطته بل سيزيدها عمقاً وخسارات, ولن يكون أي «انتصار» عسكري ولو جزئياً, سوى اشارة على انه لا يُشكل بديلاً للحل السياسي القائم على ترك اليمنيين يحلّون ازمة بلادهم وحدهم دون تدخل من احد, والا فالحريق «اليمني» سيمتد الى كل الجهات.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة