السبت 2024-12-14 07:11 ص
 

هوامش لذاكرة العين نزار كربوط

02:34 م

الوكيل - عنوان الكتاب الفني الذي أطل علينا من خلاله الشاعر المغربي بوجمعة العوفي عن منشورات اتحاد كتاب المغرب لسنة 2013، كتاب من الحجم المتوسط يحمل بين أجنحته مجموعة من القصائد للشاعر العوفي و صورا فوتوغرافية متنوعة لمجموعة من الفنانين الفوتوغرافيين أمثال نور الدين الغماري، محمد خلوف و خالد المتوكل. الرؤية الفنية و تصميم صورة الغلاف للفنان محمد الشريفي. اضافة اعلان

يستهل الشاعر بوجمعة العوفي عمله الفني هذا بمقدمة مقتضبة في إشارة منه إلى أهمية الاحتفاء بالعين و منجزها في ترابط واضح ما بين الصورة و القراءة باعتبار الصورة الفوتوغرافية نصا تصويريا أو فوتوغرافيا بامتياز.
الجمال كما المكان..
قد ينتهي بمجرد ما تصل العين إليه.
هذا ما اختاره شاعرنا ليبدأ به حواره مع عيني القارئ، عين تنظر إلى الصورة و أخرى إلى الحرف في استدراج ماكر نحو مطبات اللغة الشعرية الحداثية و بنية الخطاب الشعري الذي يجيده بوجمعة العوفي بامتياز، انه حواره المستمر و الدائم مع الذاكرة باعتبارها خزان لا يصاب بالركود و مادة يستند إليها لينسج خيوط قصيدته التي يغلب عليها طابع الأناقة اللغوية و شدة الصورة الشعرية التي تكون مستلهمة من صور فوتوغرافية تلتقطها ذاكرة الشاعر.
بوجمعة العوفي في غالب نصوص هذا الكتاب الفني يخاطب ذاكرة الأمكنة، الطفولة، الأزمنة و الوجوه. والجميل هو انه يختار عناوين النصوص بعناية تجعل من قصيدته في تقاطع فلسفي مع الصورة الفوتوغرافية التي توجد في الصفحة المقابلة حيث تصير الصورة الشعرية مرئية و الصورة الفوتوغرافية مقروءة.
يكتب الناقد و الفنان التشكيلي بنيونس عميروش في مقدمة هذا الكتاب:
‘ إن التنقل الذي يثيره العوفي في الصور، لا يمكن وصفه إلا بالتنقل المسترسل السريع، بيد أنه لا يخلو من الحكمة و الخيال في بعديهما الشعري، كأنه يفصح عن إصراره على تكليم الجدران و الحيطان و الأقواس التي يصنع لها لغة خاصة و معبرة في الحين ذاته. لعلها اللغة التي يستعيرها من بوابات تازة و عشق تازة، و يضفي عليها جمال العبارة و الاستعارة و أناقة الانارة و الاستنارة ‘ و يقول أيضا ‘ قد تكون هذه الصورة أو تلك غير مقنعة بالنسبة للواحد منا، بيد أنها قد تثير الكثير من الأشياء الراكدة عند الكاتب، إذ يمكن أن يتأملها و يخترقها بعقله من دون التركيز على لغة العين في بعدها الاستطيقي، فتتخذ الصورة مقام المدخل لـ ‘ الموضوع ‘ الذي يسكن ذات الكاتب، فتمسي الصورة معادلة للمحفز أو المحرك’.
أما الشاعر رشيد المومني يقول :
‘ تفضي فتنة الترحال بأرواحنا إلى أكثر من متاهة، و أكثر من سكن، خاصة حينما يكون ترحالا منذورا لفضاءات الخلق و الإبداع، حيث يسلم الخطو مصيره لدهشة المفاجئ و المباغث، و حيث الأحوال حائرة بين الفناء في نشوة الإقامة أو الحلول في لهب العبور. تلك هي المدارات الدوامة التي يجرفنا داخلها المنجز الجميل ‘ ‘ للشاعر بوجمعة العوفي ‘.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة