هو فارس عمان ..

بقلم ... المهندسة سارة محمد أبو حمور



من نافذتي الصغيره و خيوط الشمس لم تملأ زواياها بعد ... ظهر لي هو ...و ابواق السيارات لم تكن اشد وقعا من همسات خطواته... اضافة اعلان


حنطي ... يرتدي بدلته... من اروع و اجمل ما رأت عيني ...

يسير بثقه ... بسكينةٍ ووقار بلا تجبر واستكبار ولا يستعلي على أحد من عباد الله ... صوره حيه لعباد الرحمن الذين يمشون على الارض َهوْناً...

اخترق حدود الارض بإنجازه رغم انه ليس ذلك الشاعر او السياسي او من اصحاب الملايين ... استعلى على عتباتنا اجمعين بما قدم و يقدم لنا ... بصمت دون كلل او ملل ... دون انتظار كلمة شكر من احد او عيد الاول من ايار .. او ادنى تقدير من مسؤول ...هو يعيش بأجر زهيد يكاد يعيل اولاده ...

هز كياني ما رأيت منه ... فقد لمح وجود دخان وسط ارض تبعد قليلا عن مسيره ... فتوجه اليها و فرغ ما في قارورة مائه عليها ... لست اعلم ان كان يملك سواها لتروي عطشه في يومه الشاق الحار... ولكني متأكدة ان ماءه الذي اطفأ الحريق .... كقلب المؤمن .. طاهر في نفسه .. مطهر لغيره ...


و بلحظات يغيب ذلك الفارس الحنطي ... ليكمل يومه الشاق ...ووسط تزاحم تلك الابواق , التي لا تكاد تلمح فارسنا ..يأتي ذلك المستهتر الممتلىء و يرمي أعقاب سيجارته ليشعل الاخرى بأنتظار احد الفرسان ... نعم فارس عمان ... من يعجز ديوان العرب عن وصفك ... و ديوان وطنك لايرى فيك سوى ابيات للرثاء ...

فأن كان السواد الاعظم بجسد الوطن من اصحاب الكروش الممتلئه , الذين لا يملكون سوى النهب و اضرام النار ... فهنيئا لنا بفارس عمان ... يتجول بين الاحياء وكله ايمان و عشق لوطنه ..

لعلك يا فارسنا تستبدل خلال جولاتك ما في انفسهم ببعض ما لديك من انتماء للوطن ...