الخميس 2024-12-12 03:31 ص
 

وجبة «كرشات»

06:44 ص

ربما كانت رائحة» الفلافل» عندي تنافس رائحة» العطر» لدى ملايين البشر.
ستقولون: ابن فقر،ومنكم من يتهمني بـ» ادّعاء البساطة».
سامحكم الله.
لكنها الحقيقة.
انا اعشق «ريحة الفلافل».. هكذا بالبلدي الفصيح.
انا حُرّ يا أخي.
منكم من يعشق» الكرْشات» وعندما يسحب الخيط من « الشختورة» او «الكيس اللحمي المملوء بالأرز»،يتخيّل نفسه يسحبُ «شيكا» بالف دينار.
انا لا اطيق المكان الذي فيه» كرشات»أو «رؤوس» او «مصارين» او « قوادم» او « المخ» الى آخر اعضاء جسم الخروف» الضحية».
وقد تعرضتُ مرّة للاحراج،وللدقّة،تسببتُ بموقف «محرج» لصاحب بيت دعاني لعشاء ،وفوجئتُ أن العشاء كان «وجبة كرشات»،اعدتها زوجته» الأنيقة» التي استكثرتُ ان تلوث اصابعها بهكذا «مشروع».
وما ان اخذ المدعوون اماكنهم،حتى جاء « العشاء»،وكانت وجبة «كرشات» اشكالا والوانا.
نسي القوم انفسهم وانشغلوا بالتهام الطعام و»مصمصة» العظام،وظهروا كأنهم «غُزاة»،لم يعرفوا الطعام منذ الف سنة.
وبقيتُ أتأمّلهم مثل» وفد مُراقِب في الامم المتحدة».
فلاحظ الرجل انني «أتأمل» ولا» آكل».فقال: مد ايدك،لا تخجل،اعتبره بيت اخوك الصغير».
اعتذرتُ له،وظن الرجل انني»قرفان»،فأخذ يمتدح «زوجته» وانها «سيدة راقية وتجيد اعداد الطعام والناس يحسدونه عليها».. الى آخر الموّال.
شكرتُه،وأثنيتُ على « ابداعات» زوجته. والحقيقة انني بالغتُ في ذلك.
كان الآخرون،قد انهمكوا في التهام الطعام ولم يأبهوا للحوار « غير المهم».
ولما يئس الرجل مني،قال»طيّب،ماذا يمكن ان تعد لك زوجتي من عشاء يناسبك».
على الفور قلت» قلاّية بندورة».
ولم تمضِ دقائق حتى كانت «القلاّية»باللحمة/ «لسان العصفور» والصنوبر امامي. وعندها،قلتُ في «قلاّية البندورة» مالم يقله الشاعر البُحتري في مدح الربيع.


اضافة اعلان
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة