رغم تشابك حضورها الفني مع نكسة حزيران , تبقى وردة الجزائرية صوتا موهوبا وحاضرا في الاذن العربية , وكغيرها من الفنانين والفنانات , حملت وزر السياسة واخطاء السياسيين , فكل مرحلة سياسية تحمل اسما فنيا , بوصفه الاقرب الى الحاكم , او الاقرب الى حاشيته وزبانيته , ولان مصر “ ام الدنيا “ ورائدة الفن في الوطن العربي , فقد حملت في اتون مراحلها السياسية المتعاقبة اسماء فنانين كعنوان للنظام او مقربين من الحاكم .
عبد الحليم كان مفتاح عبد الناصر الفني , وحاول جاهدا اصلاح علاقته مع ام كلثوم , فيما ظلت وردة مربوطة ب “حكيم” او عبد الحكيم عامر , جنرال النكسة واحد ابرز اسبابها , بل ان الاحاديث وقتها تقول ان المشير كان في حفلة للفنانة وردة هو وكبار الطيارين ليلة النكسة .
يحاكم عادل امام الان بتهمة سقطت بالتقادم , وعليه ان يدفع ثمن قربه من نظام مبارك , او تأييده للنظام السوري كما يقول هو , وفي جميع الاحوال فإنه يدفع ثمن نقده للتيارات الاسلاموية في افلامه ومسرحياته , وتحديه للارهاب الديني في مصر مرحلة الثمانينيات من القرن الماضي .
وقتها كان عادل امام نجما يتصدى للمخاطر التي تواجه مصر وسياحتها , وكان يمارس دورا مقدّرا في التصدي لظاهرة الظلامية التي سادت في مصر بعد اغتيال السادات , وتراجع دور التنوير الديني , وتراجع دور الفنون عموما في زمن المقاولات وثورة البترودولار , والفيديو الذي اجبر الفن على الاسراع في الاعمال الفنية من اجل ايصال فيلم الفيديو الى الخليج وتحديدا السعودية , اكبر سوق مستهلك لكل شيئ في الوطن العربي .
في سوريا الان حراك فني متصاعد لنصرة الشعب السوري نحو الديمقراطية والحرية , وهناك من يناصر الديمقراطية في ظل النظام القائم ويرضى عن منسوب الاصلاح الذي قدمه النظام السوري , ولم نسمع من فنان سوري تصريحا ضد الحرية والديمقراطية , وما يجري هجوم من اناس يحملون وجهة نظر واحدة لا يقبلون بغيرها , لدرجة ان صورة فنانين كبارا في مصر وتونس وسوريا قد تشوهت وحرقت من مخالفيهم في الرأي وطريقة الوصول الى الهدف النهائي .
يدفع الفنان ثمن مواقف شخصيات تقمصها في اعماله , وثمن ابطال روايته وقصائده , وهذا فقط كان موجودا في زمن الهرطقة في اوروبا , وفي بواكير الانهيار الثقافي العربي بعد ان قتلت المتنبي قصيدته لغايات ثأرية , لا لغايات ثقافية او هرطقة سياسية , وربما من اجلها .
الفنان شخص طبيعي , قد ينسى جمل شخوصه بعد تصويرها , ولا يحفظ الشعراء في معظمهم ما كتبوه من قصائد , لكنهم مسؤولون بالضرورة عن مواقفهم الحياتية في السياسة , ومسؤولون اكثر عن حراسة الوجدان والضمير , وهذا يتطلب محاسبتهم انسانيا لا محاكمتهم على مسلخ الظرف الموضوعي وتغيّر المناخ السياسي , فالفن ينمو في بيئة حاضنة له , ولاينمو بمعزل عن البيئة الحاضنة السياسية والاجتماعية , ولا اظن ان نظاما , فرض شعبية عادل امام , او اجبر الناس قسرا على مشاهدة دريد لحام ومسرحياته , او فرض اشرطة وردة على الجمهور .
نحاسب الفنان بمقاطعة اعماله شعبيا ونقده فنيا , ولكن لا نحاكمه على عمل قدمه في زمن سياسي ما , او نمنع عرض اعماله عن الشاشات , فالجمهور هو الحكم , ولا يجوز اسقاط رغائبنا السياسية على الفنان , فقيمته في حريته وتقيمنا اللاحق لعمله في فضائه الحر , ما يجري استثمار لكل المحرمات وفيها ولا يجوز كسر ارشيف فني يحمل اعمالا عالية القيمة لمجرد غضبنا من الفنان الذي ادى الدور , فالفنان يحاسب قيميا , ويدخل الموسوعة الشعبية اما كفنان او ك “ مشخصاتي “ والفرق شاسع بينهما , وليس كل مؤد مطرب ولا كل مشخصاتي فنان والحكم للناس لا للسياسة .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو