الأحد 2024-12-15 10:41 ص
 

ورد الشام والفتوش وحدود الأردن!

07:06 ص

اعادني الصديق المبدع سمير عطا الله في «الشرق الأوسط» إلى قصة رسم حدود دول الهلال الخصيب. فقد استذكر حياة العماد مصطفى طلاس الذي استطاع العيش ثلاثين عاماً على الهامش.. مما اعطاه الوقت والاهتمام «بالورد الشامي» و»الفتوش» وجينيا لولو بريجيدا.. واستنباط التاريخ والوصول فيه بأن حدود الأردن رسمها الاستعمار!اضافة اعلان

والغريب أن الذين يكتبون «للورد الشامي» و»الفتوش» و»حرّاق اصبعوا»، واحداث الوطن، يهمهم حدود الأردن التي رسمها الاستعمار، لكنهم يعتقدون أن بقية الحدود رسمتها القومية العربية.. أو انها حدود المقاومة والممانعة، أو حدود الرفض والتصدي، مع أننا نعرف كلنا قصة سايكس - بيكو، التي قسّمت الوطن، وقصة نشوء الدولة العربية بعد الحرب الثانية. وحدودها، وقد فهمنا أخيراً أن بريطانيا وفرنسا اتفقتا على إعطاء ولاية الموصل للعراق وفصلها عن سوريا، لقاء مساهمة فرنسية في شركة نفط العراق!!. وهناك قصص تصل الى حد المفاجأة الصاعقة في ترتيب تبعية شبه جزيرة سيناء لمصر، بعد عودة ابراهيم باشا من غزوته للشام (1831-1841) بين السلطنة العثمانية وبريطانيا، فاعادة الغازي العبقري الى مصر لم تكن بقوة الرجل العثماني المريض، وانما كان بتحالف اوروبي حاصر الساحل السوري من الاسكندرون إلى رفح وساحل مصر الشمالي على المتوسط، وبكرم السلطنة باعترافها بملك محمد علي وإرثه العائلي لمصر.
وعجائب الاستعمار في هذه المنطقة لا حدود لها، فقد اعطت فرنسا منطقة الاسكندرون لتركيا لقاء عدم انضمامها إلى ألمانيا لدى ارهاصات الأشهر الأخيرة من الحرب الثانية، واعطت في الوقت ذاته دولة عربستان التي لا تختلف في تكوينها آنذاك عن الكويت والبصرة.. اعطتها الى شاه إيران الذي كان يقلد اتاتورك، حتى لا ينضم إلى المحور الألماني.. ومع ذلك فقد ابتلع الشاه المحمرة، وقضى على أميرها العربي الشيخ خزعل، وانضم إلى الدول القريبة من المحور الأمر الذي دعا إلى احتلال الإنجليز والروس دولة إيران، والقبض على الشاه ونفيه إلى جنوب إفريقيا وتنصيب ابنه محمد رضا بهلوي مكانه!
لقد كتب الاستعمار الأجنبي حدودنا، ويبدو أن ورثة الاستعمار من «مؤرخي» الفتوش والورد الشامي يكتبون تاريخنا، ويعلمونه لأبنائنا ونتداول قصص حدود الأردن كلما عنَّ لمتبطل أن يكتب.. وتحية للزميل العزيز!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة