الوكيل - بعض الوزراء الذين يشاركون في الحكومات المتعاقبة لا يتركون أثرا أبدا لا في وزاراتهم ولا لدى المواطنين، يأتون ويذهبون وهم غائبون إلى حد ما عن المشهد السياسي والاجتماعي وكأنهم موظفون من الدرجة الثانية، يمضون سنوات خدمتهم ويتقاعدون ولا أحد يعرف عنهم شيئا.
في المقابل هناك وزراء يتركون بصمات واضحة يلمسها المواطنون وتظل تلك البصمات لفترة طويلة واضحة للعيان فهم لا يجلسون في مكاتبهم يحتسون القهوة والشاي مع ضيوفهم وأصدقائهم ولا يقومون بأية مبادرات تسجل لهم ولا يحاولون تطوير العمل في وزاراتهم.
لدينا أمثلة كثيرة على ما نقول لكننا لا نستطيع تسمية بعض الوزراء من النموذج الأول خوفا من الإحراج، لكننا سنسمي بعض الوزراء من النموذج الثاني وسنبدأ بنموذج موجود وهو المهندس سامي هلسة وزير الأشغال العامة والإسكان فهذا الوزير لا يجلس في مكتبه ليعدَّ الأيام بل يتجول كل يوم تقريبا في الميدان ويزور المحافظات ليتفقد مشاريع وزارته ويتخذ القرارات الجريئة وهو في الميدان بحيث يضمن الوصول إلى الفائدة المرجوة من المشاريع التي تنفذها وزارته، وآخر تلك القرارات الجريئة والشجاعة قراره الخاص بعطاء توسعة مستشفى الكرك الحكومي الذي تأخر العمل به عدة سنوات حيث قرر الوزير هلسة سحب العطاء من المقاول الذي أحيل عليه العطاء وتحويله إلى مقاول آخر بحيث ينتهي العمل بمشروع التوسعة خلال مدة لا تتجاوز الشهرين أو الثلاثة.
خلال العاصفة الثلجية التي تعرضت لها بلادنا في شهر كانون أول الماضي كان المهندس هلسة هو الوزير الذي ركب سيارته وتوجه إلى مدينة جرش ليتفقد المناطق التي أغلقتها الثلوج خصوصا منطقة ثغرة عصفور حتى أنه كاد أن يتعرض لعدة حوادث ولولا لطف الله لما استطاع العودة بسبب تراكم الثلوج.
هناك نموذج آخر نتذكره دائما وهو وزير الثقافة السابق عادل الطويسي الذي ما زلنا نذكره لأنه ترك بصمات واضحة ودائمة على عمل وزارة الثقافة وقام بعدة مبادرات تسجل له.
الوزير الطويسي هو صاحب مبادرة «مكتبة لكل أسرة» هذه المبادرة التي جعلت الآلاف من الأردنيين يشترون الكتب التي تطبعها الوزارة بأسعار رمزية ويؤسسون مكتبات في بيوتهم لكي يستفيد منها أبناؤهم. وهو أيضا صاحب مبادرة المدن الثقافية هذا المشروع الذي استفادت منه حتى الآن معظم المدن الأردنية في تأسيس بنية ثقافية تحتية لم تكن تحلم بها لولا مبادرة الدكتور الطويسي.
أما آخر مبادراته فهي التفرغ الابداعي ومع أن هذه المبادرة أسيء استخدامها إلا أنها تبقى مبادرة ثقافية رائعة ومهمة ونتمنى أن تعود كما أرادها هذا الوزير المبدع.
تحية محبة وتقدير لوزير الأشغال العامة والإسكان النشيط والمتواضع الذي لا يغلق مكتبه أبدا في وجه أي مراجع ويتخذ القرارات بكل شجاعة وجرأة واقتدار لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين، وبارك الله بكل الأيدي المعطاءة البنّاءة التي لم تتعود إلا على العطاء.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو