السبت 2024-12-14 08:57 ص
 

وصفي

09:08 ص

بعد أيام ستطل علينا ذكرى استشهاد (وصفي التل) ....
أكثر من (43) عاما على غيابه , ومازال الناس يتحدثون عنه في مجالسهم , ومازال الصبية وطلبة الجامعات , والبنات اللواتي أقبلن على العمر للتو ..يتحدثون عنه ويتناقلون صوره على الفيس بوك ...ومواقع التواصل .اضافة اعلان

وأنا ..مامررت يوما من طريق (الكماليه) إلا وقرأت الفاتحة على روحه , وأرخيت له وريد القلب , كأني أقول له :- أيها النائم هنا أبدا , نحن بخير ...
سلامي لك يا محجر العين , من أول (الشجرة) ...وحتى اخرذرة تراب أردنية في (الدرة) سلامي لك ...منذ وعيي الأول , منذ أن كنت طفلا ..وكان الناس في المجالس يتداولون اسمك , إلى أن صرت في الأربعين ..وغزا الشيب بعضا من قلبي ...وما زال اسمك , مثل المسك يعطر الأذن ..ويحيي في الروح إتقادها .
(أبا مصطفى) ....كان جذوة النار , وألق إتقادها ...وكان السؤال الذي يطرحه الأردني :- من أي طينة جبل صمودك يا هذا الفتى ؟ ..وكان ..نبض الدولة والحلم وكان أكثر ما كان , شعاع الصباح الذي يفيق عليه الأردني وهو يقرأ في كتاب الله مؤمنا طائعا :- ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) ....
(أبا مصطفى) ...كل عام أزور قبرك , أدري أن العظام في مستقرها الأخير لا تنطق ...ولكن الحلم هو ذات الحلم , والمدى هو ذات المدى ...وأنبيك يا سيد الرجال أننا بالرغم من إختلافاتنا , إلا أننا نتفق حين يذكر اسمك ...أنبيك يا أغلى الناس أننا أيضا ...ما زلنا نذكر كل كلمة لك وكل موقف , وكل تعب ..وكل نزف وأن هناك جيلا ...لم تعد في ذهنه الشهيد الشهيد , بل أنت الأغنية والحلم والزمان ..وأنك الرجل الذي تحلم الأمهات بأن يكون أولادهن مثلك ...
(أبا مصطفى) فيروز غنت يا عاقد الحاجبين على الجبين اللجين , وأنت ما زالت عاقدا حاجبيك على عروبة ووطن ..مثل الألماس , مهما خدش ومها إكتوى بالنار يبقى ..وطن , وتبقى أنت فيه صفحة الكتاب , التي ما قرأها أردني ..إلا وأعاد السؤال مدويا :- لله درك من أي طينة جبلت روحك يا فتى حوران ...
(أبا مصطفى) وها أنا أكتب عنك هذا الصباح , وأرسل للكمالية سلامي ووجدي ...واقرأ على روحك ..ليس الفاتحة وحدها بل سورا كثيرة , وسأحكي لأولادي عنك ..وللمدى سأحكي عنك وللتراب الأغن الحنون في الكرك ...وللجدران , ولكل شجرة زيتون ولكل مدرسة وقرية ...سأحكي عنك وسأعلم جيلا من أولادنا ذات السؤال ..وذات الكبرياء , وذات الصبر ...سأعلمهم أن يقولوا حين يقرأون ..من سيرتك :- من أي طينة جبلت روحك يا هذا العظيم؟ ...سلامي لك في ذكراك .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة