الخميس 2024-12-12 05:13 ص
 

100 دينار عيدية

05:32 م

د حسين الخزاعي
الاخبار الصادرة من وزارة المالية وعلى لسان وزيرها سليمان الحافظ وتناقلتها وسائل الاعلام تؤكد ان ' معاليه ' اوعز للمختصين للمباشرة باعداد وتجهيز الترتيبات اللازمة لصرف الرواتب الشهرية لكافة العاملين باجهزة الدولة بما فيهم المتقاعدين من الجهازين المدني والعسكري قبل العيد ، وحسب تصريحات الوزيرستبدأ دوائر المالية في الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكوميه بتوزيع الرواتب على المواظفين والمتقاعدين في الاسبوع المقبل ، وبناء على هذا الكرم الحكومي سوف تزدهر الاسواق وتنتعش الحياة ، وتتغير حركة المواطنين من محلات الخضرة والملاحم و السوبرماكتات والقطايف باتجاه محلات النوفوتيه والملابس والهدايا والبالات ، ويبدأ الموظفين باعداد الحسابات الدقيقة لانفاق الراتب بعناية وحكمه كون هذا الكرم الحكومي لا يكرر إلا في عيد الفطر وعيد الاضحى المبارك، وهذا اقرار واعتراف حكومي بان الموظفين في وضع ' صعب ' لهذا شعرت الحكومه مع المواطنين وغمرتهم بكرمها وقررت صرف الرواتب قبل العيد ؛ وهذا يعد انجاز حكومي ، فلم يبق وسيلة اعلام إلا وتناقلت خبر صرف الرواتب ، وبأمكان الحكومة الاحتفال بمناسبة توزيع الرواتب فاقترح عليها ارسال رسائل نصية (SMS ) للموظفين لتهنئتهم بالعيد وابلاغهم بمراجعة معتمد الصرف في وزاراتهم ومؤسساتهم او البنوك التي يتعاملون معها لاستلام الرواتب، واقترح ان يكون مضمون الرسائل النصية الحكومية كما يلي : ' اخي الموظف ، اختي الموظفه، تقديراً من الحكومه لجهدكم ، وشعورها لوضعكم ، وتقديرها لظروفكم، وبايعاز من رئيس الوزارء ، فقد قررنا صرف الرواتب قبل العيد ، املين ان يصمد الراتب معكم ، وتقضوا حوائج العيد الاساسية جدا جدا جدا ، وننصح الاباء والامهات بشراء ملابس العيد لابنائهم فقط ، فالاباء عندما كانوا صغار فرحوا بالعيد واشتروا ملابس وبدلات ، ننصحهم بالاكتفاء بغسيل الملابس وكويها والاحتفاظ بها للعيد القادم، ولا تنسوا ان العيد للاطفال والحكومة حريصة على ادخال البهجة والفرح لقلوب الاطفال '.

المتابع والقاري والراصد جيدا لوضع الموظفين العاملين في القطاع العام يجد بأن قرار صرف الرواتب قبل العيد والذي عملت منه الحكومه ' هيصه وتحميل جمايل ' ؛ ما هو إلا إجراء روتيني ينفذ شهريا، فالموظفين يقبضون رواتبهم خلال الفترة من (23 – 27) من كل شهر، فما هو الانجاز الذي قامت به وزارة المالية ؟! هل تقديم استلام رواتب الموظفين اسبوع قبل الموعد المحدد يعتبر انجاز؟!، والسؤال الآخر هل تم استفتاء الموظفين ومعرفة رؤيتهم واقتراحاتهم حول هذا الموضوع ؟! والاهم هل يوجد موظف يبقى الراتب في جيبه يومين!! ، فالموظفين ملحوقين - وملتعن ابو سنسفيل ابوهم '، لا يفكرون بالعيد بقدر ما يفكرون في كيفية الخروج من العيد باقل قدر مكن من الديون والقروض والاعباء الاقتصادية التي سترحل للشهور القادمة، فالموظف يا اصحاب المعالي لا تفرق معاه صرف الرواتب قبل العيد او بعد العيد لان الموظفين مقبلين على مصاريف اربع مناسبات اساسية تتمثل في ' عودة الابناء للمدارس، عودة الابناء للجامعات، تسجيل الابناء الذين يقبلوا في الجامعات ، وشراء ملابس للعيد وما يرافقها من التزامات اجتماعية وموروثات اجبارية ، وتسديد ديون شهر رمضان المبارك ' وتكمل المصيبة اذا عرفنا ان (80%) من الموظفين والمتقاعدين رواتبهم لا تتجاوز (400) دينار ، وان (15%) من القوى العاملة الأردنية رواتبها اقل من (150) دينار اردني ، يعني طبقة ممسوحه وتحلم في الوصول الى خط الفقر المعترف به حكوميا ، فهل هؤلاء قلقون ويفكرون في الرواتب التي تتبخر قبل استلامها ؟!.اضافة اعلان


وبعد،،،، نرصد من التقارير الحكومية ان كلفة الفاتورة الشهريه للرواتب والعلاوات لجميع العاملين في أجهزة الدولة بما فيها رواتب المتقاعدين من الجهازين المدني والعسكري تقدر بحوالي( 265 ) مليون دينار شهريا، والحكومه اذا قررت منح الموظفين (100) دينار 'عيدية ' لتفرح الموظفين وعائلاتهم وتتكاتف معهم وتحقق الرضا النفسي والاجتماعي والوظيفي لهم لن تخسر شيء ، فهذه العيدية لن تكلف الحكومة اكثر من (100) مليون فالحكومة ' تجبي وتحصل ' شهريا من المواطنين ما لا قل عن( 350 )مليون دينار على شكل ضرائب لا داعي للدخول في تفاصيلها وتحديدها، فلو تكرمت الحكومه على الموظفين براتب شهر ' عيدية ' سيبقى في ايرادها من عوائد ما تحصله من ضرائب (250) مليون دينار شهريا ، فهذه الاموال من جيوب المواطنين وليست هبه او كرم حاتمي من الحكومه، والحكومه لم تقصر في المواطن ونازل فيه ' فرم وجرم ' من ضريبه مبيعات الى ضريبة دخل ، وجمارك، وضريبة على الماء والكهرباء والجامعة والتلفزيون والتلفون والهدفون والايفون والجلكسي وترخيص السيارات وعقود الزواج والطلاق وشهادات الميلاد ودفاتر العائلة ومؤخرا رفعوا اسعار القبور ، ومسقفات، وترخيص محلات، وتجديد واصدار جوازات وهويات ،لم يبقى للحكومه إلا ان تفرض على المواطنين ضريبة ' بدل تنفس ' وفي ظل الربيع العربي ضريبة بدل ' تنفيس ' .

مسك الكلام ،،، الموظفون والمتقاعدون لا يريدون من الحكومه صرف الرواتب قبل العيد من اجل زيادة اعبائهم بعد العيد ، وانما يريدون (100) دينار - عيدية او اكرامية – ونتمنى على القطاع الخاص مشاركة الحكومه في اكرامياتها الموسمية !!! درهمونا وإلا فقدتمونا !!!.

[email protected]


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة