الأحد 2025-01-19 10:44 ص
 

65 عاما على نكبة فلسطين وتهجير شعبها

02:47 م

الوكيل - خمسة وستون عاما مضت على ضياع فلسطين وتشريد وتهجير اهلها وما زالت المعاناة والمأساة تشتد , والاحتلال الاسرائيلي يمعن في اعتداءاته وجرائمه ضاربا بعرض الحائط بكل قرارات الشرعية الدولية التي وقفت عاجزة امام تعنت المعتدين .اضافة اعلان


غدا الاربعاء الخامس عشر من ايار يوم مشؤوم في حياة الفلسطينيين والامة العربية , اذ تصادف فيه الذكرى الاليمة , يوم نكبة فلسطين في العام 1948 عندما احتلت العصابات الصهيونية أكثر من ثلثي فلسطين الذي ما يزال شعبها الوحيد في العالم يرزح تحت نير الاحتلال . يستذكر عضو المجلس الوطني الفلسطيني الحاج خالد مسمار يوم النكبة الذي يعتبره يوما فاصلا في حياته عندما رأى الشاحنات القادمة من مدن فلسطين محملة باعداد كبيرة من اللاجئين الى مدينة نابلس.

ويقول ' رأيت المجموعات من شعبنا شيوخا ونساء واطفالا لا يملكون شيئا يعيشون في المدرسة التي كنت اسكن قبالتها وقد تكدست جنبا الى جنب لا يفصل بينها الا (الشراشف ) ، وكيف اشتدت معاناة هؤلاء اللاجئين مع حلول فصل الشتاء وهطول الامطار وتساقط الثلوج ' .

ويبين الحاج مسمار انه وبرغم صغر سنه في ذلك الوقت الا ان تلك المشاهد وغيرها ستبقى ماثلة في مخيلته حتى تنتهي هذه المأساة التي حلت بشعب كامل ، مبينا ان هذه الذكرى الاليمة تؤكد ان الشعب الفلسطيني ما زال حيا وان على المجتمع الدولي ان يسانده في الحصول على حقه في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

ويشير الى انه مع احياء هذه الذكرى ، نستذكر العلاقة التوأمية بين الشعبين الاردني والفلسطيني . ويقول نائب رئيس دائرة اللاجئين الفلسطينيين في منظمة التحرير الفلسطينية محمد ابو بكر ان الغرض من احياء يوم النكبة هو تذكير العالم بما حدث ويحدث للشعب الفلسطيني , وان هذا الشعب الذي ما زال يعاني من الاحتلال لم ينس مأساته وانه مصمم ومتمسك بحقه بالعودة الى بلاده.

ويضيف: اننا نسعى من خلال احياء هذا اليوم الى ابقاء الذاكرة حية عند المجتمع الدولي وتأكيد مسؤوليته تجاه مأساة الشعب الفلسطيني والتنبيه الى التداعيات الكامنة وراء تجاهله كمجتمع لمأساة اللاجئين الفلسطينيين ، مبينا ان عوامل الاستقرار في اوساطهم مرهونة بالقدر الذي يشعر به اللاجئون بان المجتمع الدولي يعي حجم معاناتهم الحقيقية التي حلت بهم خاصة التداعيات المتلاحقة للنكبة الاولى التي جاءت بنكبات اخرى .

ويبين ان هذا الحال يدعونا كفلسطينيين الى رفع الصوت والاستمرار بالتذكير والتأكيد باننا متمسكون بحق العودة الى فلسطين ووفقا لقرارات الشرعية الدولية وتحديدا قرار 194. ويقول ابو بكر ان هناك عددا من الفعاليات التي ستقام بهذه المناسبة الاليمة من بينها مهرجانات مركزية في غزة ورام الله وبيروت، بالإضافة الى مسيرة لكبار السن من جيل النكبة وممن عاشوها الى رأس الناقورة الى الحدود اللبنانية الفلسطينية، بالإضافة الى فعاليات اخرى الى المخيمات الفلسطينية.

واصدرت اللجنة الملكية لشؤون القدس بيانا جاء فيه ان ذكرى النكبة فرصة للعرب والمسلمين لتوحيد كلمتهم وجمع صفهم وترك الخلافات جانباً لمواجهة ما يخطط لهم من فرقة وتفتيت لشعوبهم وأوطانهم، وان الذكرى يجب أن تعيدنا للتفكير بأسبابها وأوجاعها وللتساؤل من جديد لماذا حصلت وكيف حصلت، من أجل وضع منهج جديد لحياة أمتنا من المحيط إلى الخليج .

ويقول امين عام اللجنة عبد الله كنعان : يجب أن تكون الذكرى فرصة ليوحد الفلسطينيون كلمتهم وليكونوا قوة واحدة وليرسموا خطة للمستقبل , وهي فرصة للأشقاء العرب والمسلمين للوقوف إلى جانب الأردن ومساندته ودعمه من أجل تسديد ديونه وتغطية كامل احتياجاته لكي يتمكن من مواجهة الضغوط الاقتصادية والسياسية، ولكي يكون بذلك قادراً على دعم القدس وما تحتاجه , فالأردن هو خط الدفاع الأول عن أشقائه .

ويتساءل كنعان , لماذا لا يطلب من مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة تنفيذ قراراتها التي اتخذتها منذ نكبة فلسطين وقيام إسرائيل حتى الآن ، وهي القرارات التي تعيد بعضاً من الحق إلى أصحابه الشرعيين ، ولماذا تبقى إسرائيل فوق القانون الدولي وتتحدى الشرعية الدولية وكل دول العالم ولا تفرض عليها العقوبات التي تفرض على غيرها ما دامت ترفض تطبيق قرارات الشرعية الدولية التي تدعوها للانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967.

ويتساءل ايضا : لماذا لا يطلب تنفيذ قرار التقسيم 181 وقرار 194 , ولماذا لا يطالب العرب وكل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين بتنفيذ قرار الجمعية العامة 37/132 الصادر في 16/12/1982 الذي ينزع الشرعية عن إسرائيل باعتبارها دولة غير محبة للسلام ويطلب من جميع الدول وقف الدعم العسكري والمالي لها .

وتبارك اللجنة الملكية لشؤون القدس جهود جلالة الملك عبد الله الثاني في تاكيد الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وتطالب بشدة بأن تنهض كل تلك الأطراف المعنية في إقرار الأمن والسلام الدوليين بما يجب عليها أن تقوم به لإجبار إسرائيل على الإذعان لإرادة المجتمع الدولي وتنفيذ قراراته التي يحلو لإسرائيل أن تحتج إلى أنها غير ملزمة لها كونها لم تصدر بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وهي تعلم علم اليقين بأنها قد استنبتت وقامت في فلسطين بموجب قرار صادر عن الجمعية العامة والذي ينظر إليه على أنه ليس أكثر من توصية وليس صادراً بموجب الفصل السابع .

وتأسف اللجنة وتستنكر في بيانها موقف كل دولة تستعمل نفوذها لدعم الدولة المحتلة إسرائيل سواء في استعمال حق الفيتو ضد القرارات التي تدينها أو كان دعماً مادياً أو عسكرياً لأن ذلك يزيد من تعنُّت إسرائيل ورفضها لكل دعوات السلام ما ينعكس سلباً , على الأمن والسلم الذي يسعى إليه المجتمع الدولي.

وتدعو اللجنة الملكية لشؤون القدس الشعوب العربية والإسلامية لتنهض من كبوتها وتوقف كل هدر لطاقاتها وكل ما يفرقها طائفياً أو مذهبياً أو دينياً أو جهوياً لكي تتمكن من المحافظة على أمنها واستقرارها وقوتها واسترداد حقها المغتصب.

وبهذه المناسبة الاليمة يستذكر المؤرخ الدكتور يوسف غوانمة النكبة التي عايشها بجميع تفاصيلها، وذلك بعدما تمكنت العصابات الصهيونية من السيطرة على اجزاء من فلسطين وطردت اعدادا كبيرة من اهلها ومنهم من جاءوا الى اربد وقراها وقد سارع الاهالي الى تقديم العون والمساعدة حتى اقامت الامم المتحدة آنذاك المخيمات التي قيل انها مؤقتة لحين عودتهم الى فلسطين. ويشير في الوقت ذاته الى دور القوات المسلحة الاردنية الباسلة وبطولات الجيش العربي على ثرى فلسطين رغم قلة الامكانات المتوفرة من سلاح وعتاد، ورغم قيادته البريطانية انذاك التي رفض افراد الجيش العربي الانصياع للأوامر الصادرة عنها.

ويضيف غوانمة ان التاريخ يذكر الى الان بطولات الجيش العربي خاصة ذلك الشاب الذي اقتحم بدبابته في معركة باب الواد احد مواقع العدو واستشهد جراء تلقيه 150 رصاصة في جسمه، بالإضافة الى تقديم العون والمساعدة والدعم الى المناضلين الفلسطينيين سرا في مقاومة المحتلين برغم الامكانات المتواضعة وحال الامة العربية نتيجة للاستعمار.


رياض ابو زايدة - بترا


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة