الخميس 2025-08-21 20:28 م

الأردن وروسيا يوقّعان اتفاقية لإلغاء التأشيرات وتعزيز التعاون السياحي والتجاري

الأردن وروسيا يوقّعان اتفاقية لإلغاء التأشيرات وتعزيز التعاون السياحي والتجاري
05:24 م
الوكيل الإخباري-   أجرى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم، محادثات موسّعة بحثت سبل تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين، وتطورات الأوضاع في المنطقة.


وأكّد الصفدي ولافروف استمرار العمل على تعزيز العلاقات الثنائية التي كرّسها جلالة الملك عبد الله الثاني وفخامة الرئيس فلاديمير بوتين، عبر فتح آفاق أوسع للتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية والثقافية وغيرها من المجالات.

وأكّد الوزيران أن التحضيرات جارية لعقد الاجتماع السابع للجنة الأردنية الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي في موسكو قبل نهاية العام الحالي.

وفي سياق تطوير العلاقات بين البلدين، وقّع الصفدي ولافروف اتفاقية إلغاء متطلبات تأشيرات الدخول لمواطني الأردن وروسيا، والتي ستسهم في تعزيز الحركة السياحية بين البلدين، وتطوير مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما.

وكان البلدان قد وقّعا في عمّان في 11 أيلول 2017 اتفاقية لإلغاء نظام التأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والخدمة، والتي دخلت حيّز النفاذ في 25 كانون الثاني 2018.

كما بحث الصفدي ولافروف تطورات الأوضاع في المنطقة، وأكّدا ضرورة تكثيف جهود التوصل إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الكافية والفورية إلى القطاع الذي يعاني من كارثة إنسانية غير مسبوقة يسببها ويُفاقمها العدوان.

وأكّد الصفدي ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة فوراً، ورفع الحصار اللا إنساني الذي تفرضه إسرائيل على القطاع، مشدّداً على ضرورة تحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته القانونية والأخلاقية والسياسية، ووقف قتل الأبرياء قصفاً وتجويعاً.

وحذّر الصفدي من التبعات الكارثية على الأمن الإقليمي والدولي للسياسات العدوانية والتوسّعية الإسرائيلية التي تتبدى إمعاناً في العدوان على غزة، وقتلاً لفرص تحقيق السلام في الضفة الغربية المحتلة، واعتداءات واحتلالاً لأراضٍ سورية ولبنانية.

وتناولت المباحثات أيضاً الأوضاع في سوريا، حيث أكّد الصفدي وقوف الأردن المطلق مع سوريا في جهود إعادة البناء على الأسس التي تضمن أمنها واستقرارها ووحدتها وسيادتها وسلامة كل مواطنيها وتحفظ حقوقهم.

وقال الصفدي في مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف إنه أجرى ونظيره الروسي حواراً موسّعاً ومثمراً حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وجهود تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأشار إلى أن الأردن وروسيا مستمران في العمل من أجل تعزيز علاقات الصداقة التي كرّسها جلالة الملك عبد الله الثاني وفخامة الرئيس بوتين، عبر توسعة التعاون في عديد قطاعات اقتصادية وتجارية وثقافية وسياحية وغيرها، ونتطلّع إلى انعقاد اللجنة العليا للتعاون الاقتصادي والتجاري هذا العام، من أجل أن تبحث في خطوات عملية لزيادة هذا التعاون.

وشدّد الصفدي على أهمية اتفاقية رفع تأشيرات الدخول عن مواطني البلدين، باعتبارها خطوة ستسهم في زيادة التعاون والتبادل السياحي والتجاري والثقافي. وقال إن توقيع الاتفاقية مؤشر على التطور الذي تستمر العلاقات الأردنية الروسية في تحقيقه ضمن رؤية واضحة، ترى جدوى زيادة التعاون، وترى فائدته على البلدين.

وأشار الصفدي إلى أنه بحث مع لافروف العدوان الإسرائيلي على غزة، والكارثة الإنسانية التي يسبّبها، وقال: "نحن نثمّن موقف روسيا الداعي إلى التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإلى إدخال المساعدات إلى غزة."

وشدّد على أن الأردن مستمر في الجهود التي يقودها جلالة الملك من أجل وقف هذا العدوان، ووقف المجازر التي يسبّبها، ووقف الكارثة التي تتفاقم يوماً بعد يوم جرّاء استمرار إسرائيل في حربها على غزة، وحصارها اللا إنساني على القطاع، حيث يموت الغزيون تجويعاً وقتلاً، ويرتقي المئات يومياً إمّا بالرصاص، وإمّا عن طريق حرمانهم من غذائهم ومائهم ودوائهم."

وأكّد الصفدي أن هذه الكارثة يجب أن تتوقف، وقال: "ونحن ندعم الجهود التي تقوم بها جمهورية مصر العربية ودولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية من أجل التوصل إلى اتفاقية تبادل تفضي إلى وقف دائم وفوري، ونؤكّد على ضرورة تجاوب إسرائيل مع هذه الجهود، حتى نحصل على هدنة تتيح لملمة الجروح، وتسمح بدخول المواد الغذائية التي ستنقذ الأطفال الذين يموتون بسبب عدم توفر غذائهم وحليبهم ودوائهم، وتأخذنا باتجاه الحديث العملي عن حلول سياسية تحقق الأمن والاستقرار في المنطقة."

وقال إن موقف المملكة الثابت والذي تدعمه روسيا ونشكرها عليه، هو أن السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة هو تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967.

وأضاف الصفدي أن "الخيار الواضح، الخيار الذي يصب في مصلحة الأمن والاستقرار في المنطقة، ويصب في مصلحة الأمن والاستقرار الدوليين، هو دعم المشروع العربي للسلام الذي يحفظ حقوق الجميع، ويحترم القانون الدولي، وينسجم مع قرارات الشرعية الدولية، ويضمن بناء مستقبل آمن ومنجز ومستقر للجميع."

وقال الصفدي إنه "يجب التصدّي لما تقوم به إسرائيل من تدمير لأمن المنطقة واستقرارها، يجب التصدّي لما تفعله إسرائيل وما تقوله أيضاً من هرطقات سياسية ومن أوهام لا تدفع إلّا باتجاه المزيد من الكراهية، مثل ما يسمّى بــ"إسرائيل الكبرى"، الذي لن يؤدي إلّا للدمار الأكبر، حيث إن هذا المشروع هو تأزيم أكبر، وهو اعتداء على القانون الدولي، واعتداء على سيادة الدول، ولن يتجاوز أن يكون وهماً للمتطرفين الإسرائيليين، لأن كل دول المنطقة بما فيها الأردن ستتصدّى لأي محاولة إسرائيلية لفرض المزيد من الصراع والمزيد من الهيمنة والمزيد من الدمار عليها."

وقال الصفدي: "ليس مقبولاً أن يموت الأطفال الفلسطينيون جوعاً، ليس مقبولاً ألّا تجد الأمهات طعاماً يقدمنه لأطفالهن، هذا خرق ليس فقط للقانون الدولي، بل خرق لكل القيم الإنسانية، وأعتقد أن العالم كله يتحمّل مسؤولية أخلاقية وإنسانية وقانونية، من أجل وقف هذه المجازر وهذا التجويع، كما تفرض مصالح كل الدول العمل من أجل إنهاء الصراع في المنطقة، وتحقيق الأمن والسلام والاستقرار الذي لن يتحقق إلّا إذا حصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة، وخصوصاً حقهم في الدولة والحرية لتعيش الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، على أساس حل الدولتين ووفق قرارات الشرعية الدولية."

وحول سوريا، قال الصفدي إن الأردن يقف بالمطلق إلى جانب سوريا الشقيقة في عملية إعادة البناء، التي تضمن وحدة سوريا وأمنها وسيادتها واستقرارها وسلامة مواطنيها.

وأضاف: "ونحذّر مرة أخرى من تبعات العبثية الإسرائيلية والعدوانية الإسرائيلية على الأرض السورية، وفي الشأن السوري، ما يدفع باتجاه الفوضى واللا استقرار. نجاح سوريا نجاح للمنطقة برمتها، واستقرار سوريا هو استقرار للمنطقة، ونعمل جميعاً من أجل بناء المستقبل السوري الذي يتجاوز المعاناة السابقة، ويضع سوريا على الطريق التي تضمن أمنها واستقرارها ووحدتها وسلامة كل مواطنيها."

ورحّب الصفدي بالاجتماع الذي عقده الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الحرب في أوكرانيا، وأكّد دعم الأردن للتوصل إلى حل سياسي للأزمة يحفظ حقوق جميع الأطراف، ووفق الشرعية الدولية والقانون الدولي.

وفي ردٍّ على سؤال حول مخططات إسرائيل لتوسعة الحرب على غزة، قال الصفدي إن على العالم أن يدرك أن السياسات الإسرائيلية تنطلق من هدف واضح في إدامة الصراع وتنفيذ أجندات توسّعية، سواء في غزة أو في الضفة الغربية أو حتى في لبنان وسوريا، ومن هنا لا بد أن يتخذ المجتمع الدولي موقفاً واضحاً يحدّد ما الذي يريده لمنطقتنا: هل الوجهة هي أمن وسلام واستقرار للجميع؟ أم المزيد من الصراع والدمار والخراب الذي سيهدد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين؟".

وأضاف: "ثمّة مسؤولية أخلاقية وسياسية وإنسانية، وأيضاً ثمّة مصالح أمنية توجب تحركاً يوقف هذا الدمار، ويوقف هذه العنجهية. إسرائيل كانت أعلنت أنها تريد أن تفرض سيطرة عسكرية كاملة على غزة، ونحذّر من تبعات ذلك الكارثية، لأن ما تتحدث عنه إسرائيل هو تهجير مليون فلسطيني مرة أخرى من مدينة غزة إلى جنوبها، حيث هنالك أكثر من مليون شخص يعيشون في مخيمات لا تتوفر فيها أي مقومات للحياة. عندما تذكر أن مئات الفلسطينيين الآن يرتقون جوعاً بسبب سوء التغذية، وبسبب عدم وجود مقومات الحياة، فما الذي سيفعله المزيد من العدوان؟ وما الذي سيحققه؟".

وأضاف الصفدي: "ثمّة طرح الآن من أجل وقف لإطلاق النار يجب أن يُقبل، ويجب أن توافق عليه إسرائيل، ويجب أن يضغط العالم من أجل أن توافق عليه إسرائيل، حتى تتوقف هذه الكارثة، وحتى يتوقف القتل، وحتى يدخل الماء والغذاء والدواء والخدمات الأساسية إلى سكان غزة، وحتى تكون هناك المساحة السياسية من أجل طرح الحلول التي تأخذنا باتجاه استقرار دائم وأمن دائم وسلام دائم."

كما أشار الصفدي إلى أنه في الوقت الذي يركّز فيه العالم على الأوضاع في غزة، وهذا ضروري، يجب أن نلتفت أيضاً إلى ما يجري في الضفة الغربية المحتلة من قتل لكل فرص تحقيق السلام، حيث الاستيطان ومصادرة الأراضي والحصار الاقتصادي، وحيث الاعتداءات على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، ومحاولة تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم هناك، ليس فقط في المقدسات الإسلامية، ولكن أيضاً في المقدسات المسيحية. وأشار الصفدي إلى الضغوط التي تفرضها الحكومة الإسرائيلية الآن على الكنيسة الأرثوذكسية، حيث تحاصرها من أجل الاستيلاء على ممتلكاتها".

وقال الصفدي: "هذا هو المشهد الذي أمامنا. أين تذهب المنطقة؟ هل تذهب باتجاه المزيد من الدمار، وهو مشروع الحكومة الإسرائيلية الحالية؟ أم تذهب باتجاه السلام والأمن والاستقرار الذي يضمن أمن الجميع بما فيهم إسرائيل، وهو المشروع العربي؟".


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة