السبت 20-04-2024
الوكيل الاخباري
 

تحذيرات من إطالة السهر في رمضان

تنزيل (2)


الوكيل الاخباري- أيام معدودات ومباركات نزل فيها القرآن ويُنصح باغتنامها في طاعة الله، والتقرب إليه، وتهذيب للنفس، وتدريبها على الصبر دون الانتقاص من أي شأن من شؤون الحياة الأخرى كالسعي في طلب الرزق والوجب الوظيفي باعتباره أمانة ينبغي أن تؤدى على وجهها الأكمل، فبذلك تتكامل المعادلة الايمانية.

اضافة اعلان


وبين داعٍ لانتهاز هذا الموسم الايماني ومحذر من المبالغة في السهر حتى صلاة الفجر، ما ينعكس إجهادا على جسم الصائم واضطرابا في نفسيته ومن ثم تراجع التركيز سواء على مستوى التعبد أو العمل، تبرز أهمية مبدأ "لا إفراط ولا تفريط".

فشهر رمضان المبارك جاء تنقية للروح والجسد من متاعب الحياة اليومية ورتابتها، ولا بد من استغلاله في الطاعات، بعيدا عن كل ما يضر بصحة الجسم، كالسهر الزائد الذي "يؤدي إلى استنزاف للطاقة، وهدر الإنتاجية وفقدان التركيز، فضلا عن ازدياد خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسرطان وزيادة الوزن والسمنة".

وكانت الحكومة أخذت بالاعتبار متطلبات الشهر الكريم من السهر والتعبد وصلاة التراويح والقيام ومن ثم الاستيقاظ للسحور ومن أجل ذلك أخرت بدء العمل حتى الساعة العاشرة صباحا كي يستعيد جسم الموظف لياقته الطبيعية خلال أداء عمله.


لكن وفي مقابل الغالبية العظمى من الموظفين الذين يحافظون على أمانة العمل كما يحافظون على أمانة الصيام، رصدت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) آراء المتخصصين بأن يكون النوم طبيعيا وعدم السهر لساعات طويلة لأن ساعات النوم في الليل مهمة جدا، فكل تأخير في النوم ليلا يؤثر على العمل والانتاجية نهارا، وهذا يخالف المبدأ الذي فرض من أجله الصيام.

استشاري طب الأسرة الدكتور عثمان بني يونس، يؤكد لـ (بترا) أن النوم في الليل تحديدا لا يعدله ولا يفي به النوم في النهار وتحت الضوء، لأن لجسم الإنسان نظاما هرمونيا عصبيا دقيقا مرتبطا بالنوم واليقظة وبالضوء والظلمة أيضا، ومثال على ذلك انتظام أو تذبذب إفراز هرمونات الكورتيزون والميلاتونين والأدرينالين وغيرها.


ويستدرك بني يونس وهو أستاذ طب الأسرة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية حديثه قائلا: إن الإنسان يحتاج في المتوسط إلى 7 ساعات نوم كل ليلة، وتزداد هذه المدة عند الأطفال وتقل للأكبر سنا، مشيرا إلى أنه وخلال شهر رمضان تتغير مواعيد النوم؛ إذ ينامون ساعات طويلة في النهار ويسهرون وقتا أطول، والبعض يسهر حتى الفجر.


ويبين في هذا الصدد أن لطول السهر وقلة النوم ليلا تأثيرا سلبيا بالغا على صحة الإنسان، إذ ان كثيرا من الدراسات العلمية تشير إلى الكثير من الأمراض والاضطرابات الجسدية والنفسية مثل الإصابة بأمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم الشرياني والجلطات القلبية والدماغية.

ويوضح أن طول السهر وقلة النوم من مسببات الصداع النصفي والصداع التوتري لدى الناس، وكذلك القلق والاكتئاب وغيرها من الأمراض العصبية، لأن السهر لأوقات طويلة يؤدي إلى نقص إفراز هرمون الميلاتونين والسيراتونين، ونقص هذه الهرمونات يؤدي إلى الاضطرابات الذهنية والنفسية وأهمها سيطرة الأفكار التشاؤمية ومكابدة القلق.


ويلفت الى أن قلة النوم تؤدي ضعف وهشاشة العظام بسبب الجلوس لأوقات طويلة وقلة الحركة، بالإضافة إلى حدوث تشنجات عضلية وآلام أسفل الظهر وانحناء العمود الفقري -وبخاصة لدى الأطفال -وظهور أعراض الشيخوخة المبكرة على الإنسان، أما بالنسبة للطلبة فيؤدي السهر الكثير الى تراجع التركيز والقدرة على الحفظ والفهم.

وينصح بني يونس بتحديد موعد ثابت للنوم يوميا حتى في أيام العطل، إضافة إلى تقليل مدة القيلولة في النهار لتكون من نصف ساعة إلى ساعة على الأكثر، لافتا الى أن أفضل وقت للنوم يكون بعد تناول طعام الإفطار بساعتين والاستيقاظ مجددا لتناول وجبة السحور وأداء صلاة الفجر، دون التقليل من أهمية تنظيم الغذاء والاعتدال بتناوله.


مديرة مركز الملكة رانيا العبدالله للدراسات التربوية والنفسية ورئيسة قسم علم النفس في جامعة مؤتة الدكتورة وجدان الكركي، تبين أن رمضان يمثل فرصة مثالية لتعزيز الصحة النفسية والعقلية والروحية وتعزيز العلاقات الاجتماعية، ما يتطلب استغلال الوقت في هذا الشهر الفضيل استغلالا أمثل.


وأشارت إلى أن تنظيم تناول الطعام من خلال الصوم ينبغي أن يتواءم مع تنظيم أوقات النوم، إذ ينبغي النوم في وقت مبكر بعد أداء صلاة العشاء وقيام الليل لأن المناعة الجسدية تتعزز أثناء النوم ليلا ‏من خلال إفراز هرمون الميلاتونين الذي تفرزه الغدة النخامية في النوم وتحديدا في الظلام، ولهذا يعطل السهر لساعات متأخرة إفراز الميلاتونين من هذه الغدة ما يضعف المناعة ويصبح الجسم عرضة للأمراض تبعا للاستعداد البيولوجي والوراثي للجسم.