الخميس 02-05-2024
الوكيل الاخباري
 

أبو الدراما التلفزيونية



 
رغم وجود (القليل) من الأعمال التلفزيونية الممتعة والتي تحمل «الفكر» و«المتعة» معاً، الاّ أنها لا يد ان نستذكر «ابو الدراما الرمضانية» الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة.اضافة اعلان

مات اسامة انور عكاشة قبل 11سنة تقريبا والكاتب الذي امتع الوطن العربي بأعماله الرائعة من «الشهد والدموع» الى «ليالي الحلمية» التي فتحت بأجزائها الخمسة الباب لدراما المكان في الدراما العربية، فكانت «ليالي الصالحية» و«باب الحارة» وغيرها من الاعمال الجماهيرية.

حين زرتُ مصر أواخر عام 2009، كنت اتمنى ان التقيه «شخصيا وصحفيا». وحين سألت عنه، قيل انه «مريض». وان «قلبه» مُتعَب. لكني تابعت كل اللقاءات التي اجريت معه واعجبت جدا بآرائه السياسية والفكرية وثقته بنفسه. ومن الامور الغريبة انه كان لا يحب ان تُعرض اعماله في شهر رمضان وهو شهر «الدراما العربية». حيث اعتاد الناس ان يلتفوا حول الفضائيات واعتاد المنتجون ان يقدموا أفضل ما لديهم في الشهر الكريم.

اسامة انور عكاشة عرفته لاول مرة كاتبا للقصة القصيرة من خلال مجموعة قصصية. ومن ثم كانت بدايته في مسلسل «الانسان والحقيقة». لكن العمل الاشهر كان «الشهد والدموع» الذي قدم لنا «نجيب محفوظ - الدراما العربية».
كنا نتابع شخصياته الحميمة في العمل الرائع «ليالي الحلمية» الذي ساهم في نجومية العديد من الابطال مثل صلاح السعدني ويحيى الفخراني تحديدا رغم ما قدماه سابقا. وكان «الحلمية» مكانا يجمعنا على امتداد الوطن العربي.

ثم كانت اعماله التي اصبحت عنوانا ثابتا للمشاهد العربي في كل «رمضان». ويحسب لعكاشة انه صاحب فكر وموقف وليس مجرد كاتب دراما. ولهذا كانت قيمة «لما الثعلب فات» و«عصفور النار» و«رحلة ابو العلا البشري» و«امرأة في عابدين» و«أرابيسك» و«قال البحر» واخيرا مسلسل «المصراوية» الذي يتناول مرحلة تالية ومعاصرة من تاريخ مصر والمصريين.
كما يحسب له انه كرس ما اصبح يسمى «الادب التلفزيوني». بعيدا عن مصطلح التعريب والنقل و«اللطش» عن الادب العالمي.