الأحد 2024-12-15 07:43 ص
 

الضم والصفقة التكتيك ذاته

04:13 م
 أجواء الترقب لخطوات إسرائيل بضم وسلب الأراضي الفلسطينية، تذكر بمناخات سياسية قبيل إعلان إدارة ترامب لصفقة القرن والتي على أساسها تتخذ حكومة نتنياهو قراراتها بضم 30 % من الأراضي الفلسطينية المحتلة.اضافة اعلان

عشنا أشهرا طويلة من الرهانات المتضاربة والتوقعات المتابينة حيال مصير الخطة التي تأجل إطلاقها عدة مرات، لكنها بصرت النور في نهاية المطاف.

لم يكن كل ما اعترض طريق الصفقة من عثرات مدبرا، فقد شهدت أروقة الدبلوماسية الأميركية والدولية نقاشات طويلة وجدية حول ضرورات الصفقة وفرص نجاحها. وفي مرحلة ما تشكلت قناعة سياسية بموت خطة ترامب قبل أن تولد. لكن ذلك كله لم يكن بلا قيمة، فقد استخدم القائمون على الصفقة تلك الأجواء للتلاعب بأعصاب الفاعلين الإقليميين والدوليين، إلى حد التسليم بالصفقة كقدر محتوم حتى قبل إعلانها.

عشية إعلان الصفقة كانت المواقف الدولية والعربية قريبة جدا من الأجواء السائدة قبل خطوات الضم الوشيكة. الجميع غارق في حسابات التوقيت ومقدار الضم المتوقع ومراحله. الانقسامات في المواقف داخل إسرائيل هي ذاتها اليوم تقريبا، وكذلك في أوساط الحزبين الأميركيين الديمقراطي والجمهوري.

الاتحاد الأوروبي اتخذ نفس الموقف المعارض، أما في العالم العربي فلم يتبدل الكثير، الأردن يناطح مع الفلسطينيين دون إسناد يذكر، سوى بعض بيانات التضامن لإبراء الذمة.
قبل إعلان صفقة القرن قيل إن المنطقة ستدخل مرحلة جديدة وخطيرة، لكن الإعلان مضى بأقل التكاليف، لا الجماهير ثارت في فلسطين، ولا العالم انتفض دفاعا عن حقوق الشعب المظلوم.

نتنياهو ثعلب مخادع وخسيس، يتقن فن إدارة الضغوط والتعامل معها وامتصاصها. تنفيذ الضم على مراحل سيكون تكتيكيا هذه المرة. شرعنة الكتل الاستيطانية الكبرى في البداية، ثم بعد حين قضم مناطق أخرى، وربما يحدث ذلك قبل الانتخابات الرئاسية في أميركا، وما تبقى تحصيل حاصل يحدث دون ضجيج كما فعل مرارا.

لا يوجد في المجتمع الدولي اليوم قوى مستعدة لخوض مواجهة فاصلة مع سياسات الاحتلال الإسرائيلي. أوروبا تعارض بشدة لكنها غارقة في أزمتها الاقتصادية بعد الجائحة، وتعاني من خيبة خروج بريطانيا والمخاوف من تحلل الرابطة الاتحادية.
روسيا ليست في وارد مواجهة واشنطن أو إلحاق ضرر بعلاقاتها الاستراتيجية مع تل أبيب، والصين في نفس الوضع تقريبا.

عريبا،هناك مصر التي تكرس كل إمكانياتها السياسية والدبلوماسية لكسب معركة سد النهضة ضد أثيوبيا، وسوى ذلك من المواقف العربية باستثناء الأردن خارج حسابات الأميركيين والإسرائيليين.

نتنياهو يدرك تماما بأنها لحظة تاريخية قد لا تتكرر؛ عالم عربي متهالك، ورئيس أميركي معتل ومهووس بحب إسرائيل، وشارع صهيوني مسكون بأحلام أيديولوجية حان وقت تحقيقها.

توقيت الضم تقدم أو تأخر قليلا لم يعد مهما، المهم أن الأمر صار على طاولة البحث والتنفيذ، وكما المشروع الصهيوني منذ القدم تحقق على مراحل زمنية طويلة، ستمضي خطواته اللاحقة، لكن بخطى أسرع مما تخيل آباء الصهيونية أنفسهم.
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة