الإثنين 20-05-2024
الوكيل الاخباري
 

( ديك ) حارتنا



انفرد الدّيك ( زوج الدجاجة ) في المكان، وكنتُ ألمحه «نافشا» ريشه، يطلق الـ «كووووكو» من أعماقه. فقد غادر الرجال الحارة وذهب الجميع الى أعمالهم. لم يبق في الحارة سواه والكثير من النساء اللواتي فضّلن البيت على العمل. كان الدّيك يتمختر حول الدجاجات. يسير يمينا ويسارا، ويلتف حولهن وكأنه « حارسهن الأمين «.اضافة اعلان

... ومع اقتراب الوقت من التاسعة صباحا حتى خلت المنطقة من السيارات الخاصة. بدا الشارع فارغا تماما من الكائنات باستثناء بعض الطلاب ـ المزوّغين ـ من المدرسة. كانوا يشعلون سجائرهم ويقلبونها بين أصابعهم باحترافية عالية.
اولاد دون الـ 15 سنة . من علّمهم التدخين ومن أخبرهم عن « أهمية « التدخين في ساعات الصباح المبكرة؟
رأيت جاري يلهث. قال : سيارتي « عطلت» ويادوب ألحق دوامي.

كان الديك قد ابتعد قليلا عن الرصيف وظلت عيناه الصافيتان تعاينان المكان بثقة وطمأنينة. لعله أدرك ان « الرجال « قد غادروا الحارة. وعلى طريقة « إن غاب القط إلعب يا فار»، أطلق الديك صرخة ممزوجة بال « كوووكووو» الخاصة به. كنتُ «ألبدُ» له عند مدخل بيتي « الخاص». وبعيدا عن خطوات سكان العمارة.

منذ زمن لم أر الدّيك في عمّان. آخر عهدي به أيام « الرصيفة « حين كنا نطارده أنا وأولاد الحارة في « مزابل الرصيفة «. وكان يهاجمنا بمجرد ان نقترب من دجاجاته. وبخاصة ، الدجاجة ذات الريش البنّي. تراه كان يغار عليها الى هذا الحدّ؟
ذات « جمعة « تسللت من البيت فقط من أجل مراقبة الدّيك. واضح أني « حطيته براسي»، وأنا لما أحطّ إشي براسي بظل وراه لحد ما أكتشفه او أدفع ثمن مغامرتي.
رأيتُ الدّيك يومها ينقر اطار سيارة أحد الجيران وهي جاثمة في الكراج. كان يفعل ذلك بمنقاره الحاد ، ثم يختفي ثم يعيد الكرّة مرة ثانية.
زاد فضولي...
قلت: أنا معطّل ، و قاعد لك.

استمر المشهد حتى بدأ سكّان العمارة يتحركون. عندها سمع الديك أصوات محركات السيارات، فاختفى.قلت لحارس العمارة ما رأيت. محاولا البحث عن تفسير للظاهرة. قال: ربما يكون الديك يفعل ذلك لان صاحب السيارة ـ المذكورة والمنقورة قد أمسك بإحدى الدجاجات وأراد ذبحها ذات يوم. وربما أراد الدّيك الانتقام منه.
ربما..
ربما!!